وصفة هندية لوقف تصاعد الأسعار و"إعادة الجني إلى القمقم"

وصفة هندية لوقف تصاعد الأسعار و"إعادة الجني إلى القمقم"

م. س. سيرينفاسون، أحد كبار موظفي وزارة البترول الهندية. لفت سيرينفاسون أنظار المتعاملين في السوق النفطية أخيرا لسبب ليست له علاقة بسياسة الهند النفطية، التي ترى الوكالة الدولية للطاقة أنها مع الصين ستكون المحرك الأساسي لسوق النفط في المستقبل القريب، وإنما لرأيه الخاص بكيفية التعامل مع الارتفاع المستمر في سعر برميل النفط.
الحل في رأيه ببساطة يتمثل في وقف تعامل النفط كسلعة في بورصة نيويورك. ففي تقديره ليست هناك أزمة إمدادات، وأنه رغم النمو الذي يشهده الطلب، إلا أنه لم يخرج عن السيطرة بعد، وأن جزءا كبيرا من الارتفاع الذي يشهده سعر برميل النفط في الوقت الحالي يعود بصورة رئيسية إلى حالة الحمى التي تسود مناخات التداول التي تشهدها بورصة نيويورك، وتلك المماثلة في لندن وغيرها، بل ويتحدث بثقة أنه إذا حذفت سلعة النفط من سجل التداول هذا، فإن العالم سيشهد انخفاضا ملحوظا في سعر البرميل.
وفكرة سيرينفاسون تقوم على أساس أن السعر يجري تضخيمه بصورة متعمدة ومتصلة من قبل اللاعبين الجدد في السوق. والإشارة تحديدا إلى البنوك، صناديق التقاعد والتحوط، وغيرها، التي قامت بضخ مليارات الدولارات في النفط كسلعة إما لتحقيق ربح عن طريقها وإما وسيلة للتحوط في وجه التراجع المتصل والمستمر للدولار، عملة تجارة النفط العالمية، وذلك في إطار مراهنة عامة على أن الطلب في حالة صعود وبالتالي فإن الأسعار تتجه إلى الارتفاع.
ويتفق الكثير من المحللين على أن المناخات التي تسود الأسواق العالمية أصبحت لها قوة دفع ذاتية تضغط على سعر البرميل وتنقله إلى مستويات عليا جديدة من وقت إلى آخر، لكن ما لا يتفق عليه هو حجم هذه الزيادة التي تعود إلى هذا العامل تحديدا، ويرى البعض أنها يمكن أن تتراوح بين 10 و30 دولارا، كما أن عنصر الخلاف الثاني هو ما يمكن عمله تجاه ذلك ووقف هذا التصاعد في السعر.
الشيء المؤكد أن السوق شهدت حالة من الانتقال من سيطرة مجموعة صغيرة من المستهلكين والمنتجين يتحركون إلى حد كبير بفعل عاملي العرض والطلب، إلى بروز ملايين المستثمرين الذي يضخون مليارات الدولارات والتعامل مع النفط مثلما يتعاملون مع الأسهم والسندات، الأمر الذي جعل سعر البرميل يتحرك وفق عوامل ليست محسوسة أو منظورة كمشاعر الخوف والقلق أو التفاؤل وغيرها.
لكن، وردا على الدعوة إلى وقف التعامل في بورصة نيويورك، فإن ريتشارد شايفر أحد مسؤولي السوق، يرى أن هذا ليس حلا، فالسوق في نهاية الأمر عبارة عن مكان لتبادل المعلومات وجعل سعر البرميل معروفا، لكن السوق لا تصنع ذلك السعر، كما أن السوق النفطية أصبحت أكبر حجما وأكثر قوة، الأمر الذي يجعل من الصعب وضع اقتراح مثل هذا موضع التطبيق، فببساطة، لا يمكن إعادة الجني إلى القمقم ـ كما يقول أحد المحللين.

الأكثر قراءة