أزمة الائتمان الأمريكية تتجدد في أسواق المال العالمية

أزمة الائتمان الأمريكية تتجدد في أسواق المال العالمية

تراجعت الأسهم الأوروبية أمس إلى أدنى مستوى إغلاق لها فيما يربو على سبعة أسابيع مع مواصلة المستثمرين بيع أسهم البنوك جراء استمرار مخاوف الائتمان في حين تعثرت شركات التكنولوجيا وسط قلق بشأن توقعات القطاع. وفقد مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 1.6 في المائة ليغلق حسب بيانات غير رسمية عند 1511.91 نقطة بعدما خسر ما يصل إلى 2 في المائة في أواخر المعاملات.
وختم مؤشر الأسهم الأوروبية معاملات الأسبوع منخفضا 3.1 في المائة لتصل خسائره هذا الشهر إلى 5.3 في المائة. وهبطت أسهم رويال بنك أوف سكوتلاند 3 في المائة و"أريكسون" 3.6 في المائة. وقال بيير ساباتيه المحلل لدى فاكتست في باريس "لا تلمس البنك ولا شركات الخدمات المالية والتأمين. الأمر يتجاوز شطب بعض القروض إلى التأثير المستمر لأزمة الائتمان في أنشطتها." وفي أنحاء أوروبا تراجع مؤشر فاينانشال تايمز 100 في بورصة لندن 1.2 في المائة بينما تقدم مؤشر داكس لأسهم الشركات الألمانية الكبرى في بورصة فرانكفورت 0.03 في المائة. وانخفض مؤشر كاك 40 في بورصة باريس 1.8 في المائة.
وازدادت أزمة الائتمان حدة أمس بإعلان بنك واتشافيا كورب (أمريكا) خسائر قدرها 1.1 مليار دولار بسبب رهون عقارية عالية المخاطر في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي في حين قال بنك كابيتال وان فاينانشال كورب إن أعدادا أكبر من العملاء تتخلف عن السداد. وانخفضت أسهم الشركتين وسط تراجع أسهم القطاع المالي بشكل عام. وقال وتشافيا رابع أكبر بنك في أمريكا إن قيمة التزامات الدين المضمون المدعومة بالأصول التي تملكها انخفضت إلى 676 مليون دولار في 31 تشرين الأول (أكتوبر) من 1.8 مليار في 30 أيلول (سبتمبر) الماضي وتأتي الخسارة وقدرها 1.1 مليار دولار إضافة إلى خسارة قدرها 347 مليون دولار في الربع الثالث من العام. وتتوقع "وتشافيا"كذلك زيادة خسائر القروض بمقدار 500 مليون دولار إلى 600 مليون دولار في الربع الأخير فيما يرجع أساسا إلى "الانخفاضات الكبيرة" في قيم المنازل. ودفعت "وتشافيا" 24.2 مليار دولار العام الماضي لشراء جولدن وست فاينانشال كورب وهي شركة رهن عقاري كبيرة في كاليفورنيا. وقال "كابيتال وان" أكبر مؤمن مستقل على بطاقات ماستركارد وفيزا الائتمانية إن معدل شطب الديون المعدومة ارتفع إلى 3.28 في المائة في تشرين الثاني (أكتوبر) الماضي من 2.86 في المائة في الربع الثالث. وارتفع معدل الشطب في الولايات المتحدة في الفترة نفسها إلى 5.11 في المائة من 4.13 في المائة. وفي التعاملات الصباحية انخفض سهم وتشافيا 4.3 في المائة إلى 38.57 دولار وهبط سهم "كابيتال وان" 2.3 في المائة إلى 51.67 دولار.
وفي أمريكا, فتحت "وول ستريت" منخفضة بتأثير خسائر البنوك والتكنولوجيا مع انضمام واتشوفيا إلى قائمة البنوك الكبرى التي أعلنت عن خسائر ائتمانية ضخمة مع تفاقم المخاوف بشأن توقعات أرباح شركات التكنولوجيا. وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأمريكية الكبرى 88.28 نقطة أي بما يعادل 0.67 في المائة ليصل إلى 13178.01 نقطة. وفقد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقا 14.36 نقطة أو 0.97 في المائة مسجلا 1460.41 نقطة. وهبط مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 47.25 نقطة أو 1.75 في المائة إلى 2648.75 نقطة.
وواصلت الأسهم اليابانية تراجعها لتنهي تعاملات أمس، على أدنى مستوى إغلاق منذ ثلاثة أشهر بعد موجة من عمليات البيع في أواخر جلسة التداول بفعل تقرير قال إن شركة ميزوهو سيكيوريتيز للسمسرة التابعة لمجموعة ميزوهو المصرفية قد تمنى بخسائر متصلة بقطاع الرهون العقارية عالية المخاطر تزيد على 100 مليار ين وتؤجل اندماجها مع شركة أخرى.
وأثار التقرير الذي نشر في صحيفة "نيكي" الاقتصادية اليومية مخاوف من مزيد من الخسائر مستقبلا، ودفع أسهم القطاع المالي مثل مجموعة ميزوهو المالية للهبوط بشدة.
وأسهم ارتفاع الين أيضا في الإقبال على البيع بالتأثير في أسهم شركات التصدير. ولليوم السادس على التوالي هبط مؤشر نيكي القياسي 188.15 نقطة أي بنسبة 1.2 في المائة إلى 15583.42 نقطة ليسجل أدنى مستوى إغلاق منذ 17 آب (أغسطس) الماضي.
وتراجع مؤشر توبكس الأوسع نطاقا دون مستوى 1500 نقطة، فانخفض 1.5 في المائة إلى 1494.35 نقطة، وهو أيضا أدنى مستوى إغلاق منذ 17 آب (أغسطس).

الأكثر قراءة