ما تجدينه تجاه عمتك من الكره هو أمر طبيعي لأنك تستشعرين أنها خدعتك
لا أعلم أنا شخصا ينافس والدتي على قلبي سوى عمتي نعم أحبها حبا جما وهي تبادلني الشعور نفسه بل أعظم منه وكم كانت سعادتي عندما خطبني ابنها, لقد حلقت السعادة على أرجاء بيتنا وكنت أهنئ نفسي بعيشة هنيئة لآخر العمر. تزوجته ودخلنا عشنا الفاخر وكنت مبهورة بما قدمه لي من مجوهرات وهدايا فخمة .. مر شهر وشهران وكنت أحسب أن السعادة قد جمعت لي من أطرافها, سافرنا معا إلى بلد قريب لمدة ثلاثة أيام, وبعد أن عدنا من السوق ذات ليلة أخبرني أنه سينزل إلى البهو لشرب القهوة نزل وعاد ولكنه عاد وهو مخمور لا يعرف شيئا وكانت الفاجعة الأولى. وعدنا لبيتنا في السعودية وما هي إلا أيام وتكررت الحالة ثم لتنكشف الأمور كاملة جلست معه وحدثته بصراحة قال إنه وقع في الشراب منذ خمس سنوات وقد حاول أهله معالجته ولكن فشلوا فتركوه وهو غير متضايق من هذا الوضع أبدا وهو يؤدي عمله ويتسلم راتبا جيدا ويعاملني بشكل جيد ولا يمنعني من شيء ولكن ما الحل مع هذه المصيبة؟ أخشى أن يستمر فأعيش طول عمري في عذاب وخصوصا أنه غير مقتنع بالعلاج. أفكر بجدية تامة في طلب الطلاق فما الذي يشجعني على الصبر وهذا هو الوضع وأنا ما زلت في أول الطريق؟ وزيادة على ذلك فقد أصبحت أكره عمتي كرها شديدا فهل هو شعور طبيعي أم لا؟
أختي الكريمة : فكرة الطلاق ليست من الأمور السهلة التي يمكن التفكير فيها وتنفيذها بشكل سريع, وذلك أنها قرار, والقرار يحتاج إلى تريث, وأن القرارات تعني في حقيقتها أن هناك تبعات يجب تحملها عندما يتخذ القرار.
ثانيا: ذكرت في الحقيقة أمرا أرى أهميته جدا وهو (أنه غير متضايق من وضعه أبدا) ومكمن الخطورة – أختي الفاضلة – أن لا أحد يستطيع أن يتغير ما لم يكن هو مقتنعا بالتغيير, وبالتالي مهما عولج لن يظهر عليه كبير تحسن لأنه داخليا غير مقتنع, وبالتالي يحتاج من هو في مثل حاله إلى تغيير القناعة التي يحملها ومن ثم يمكن أن يكون قابلا للعلاج بمعنى أنه يمكن أن يستفيد من العلاج.
ثالثا: ذكرت كذلك أن أهله حاولوا علاجه ولكن فشلوا, وهذه نقطة مهمة في اتخاذ القرار, فإذا أهله فشلوا وهم أقرب الناس, فمن سيستطيع المحاولة معه سواهم؟ ومن سيستطيع إجباره والذهاب به للعلاج سواهم؟ هذه وغيرها أسئلة في حاجة إلى إجابات.
رابعا: الوقوع في الشراب هو بوابة كل شر, وطريق كل هم وغم في الدنيا والآخرة, ولست في حاجة لكي أذكرك بما ورد فيها من الآيات والأحاديث. وهذه الشرور ليست مقتصرة على الشارب أو المتعاطي وإنما تصيب أهل بيته من زوجة وأولاد, ثم من كان فقط يشرب اليوم هو في الغد إن لم يترك الشراب سيقع في الحبوب المنشطة ثم الحشيش ثم المخدارت ثم كل أنواع الفسق والمنكرات, وصدق الله: "ولا تتبعوا خطوات الشيطان" فهي خطوة يبدأ بها ثم تجره إلى أخرى وهكذا حتى ينطلق في عالم الإجرام والفسق والقصص في هذا كثيرة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
خامسا: بما أنك في أول الطريق كم تقولين, فإني أدعم موقفك بالتفكير الجدي في الطلاق وأرى أن تنتبهي للأمور التالية:
1. هل قمت بمفاتحة أهله, وأخبرتهم بأنك علمت بما يفعل وبخطورة ما يرتكب؟ فإن كنت قد قمت بذلك فهو شيء حسن. وإن لم تقومي به فآمل أن تقومي به فلعلهم لما يعلموا أنك علمت بذلك يتحمسون أكثر لمعالجته.
2. هل جلست معه جلسة نقاش هادئة, واطلعتيه على خطورة ما يأتيه وبينت له حرمة ذلك, والمصائب التي يجرها فعله؟ فإن كنت فعلت ذلك, فآمل تكرار ذلك مرة أخرى وبشكل جدي, شريطة أن تبيني له تفكيرك الجاد بأنك ترغبين في الطلاق في حالة لم يقتنع بالعلاج وليس العلاج وحسب بل والعلاج العاجل السريع (الفوري) حتى لا يبدأ يسوف ويسوف حتى تطول المدة وأنت تنتظرين متى يبدأ يقتنع بالعلاج.
3. هل أخبرت أهلك بما هو واقع فيه؟ فإن كنت أخبرتهم فهذا شيء جيد ويجب عليهم أن يتحركوا بشكل إيجابي لعلاج مثل هذا الوضع بالنصح والتوجيه والإرشاد والإعانة على العلاج, وإن لم تكوني قد أخبرتهم فيجب عليك إخبارهم حتى يكونوا خير معين لك في محنتك الآن وبعد الطلاق إن قررت اتخاذ القرار وهو الطلاق.
4. قد تكونين في مثل حالتك بحاجة إلى مرشد أو مستشار تهاتفينه فأرى أن تستعيني بأحد المستشارين ممن تثقين به حتى يكون معك خطوة بخطوة.
سادسا: تذكري أنك ستتخذين قرارا والقرار له تبعات, فبالتالي لا بد أن تكوني قوية متماسكة بعد اتخاذ القرار, وثقي أن الله سيكون معك ويعينك –بإذن الله -.
سابعا: ما تجدينه تجاه عمتك من الكره هو أمر طبيعي لأنك تستشعرين أنها خدعتك بابنها لأنه من الواجب عليها وهي تعلم بالمنكر الذي يقع فيه أن تخبرك قبل ولا تسكت وتتذكر حديث الرسول (: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" وأسأل الله أن يفرج عنك, ويلهمك الصواب.
لديه الرغبة في الزواج من أجنبية ولم أمانع أبدا ورحبت بالفكرة لأني أشعر بالتقصير في حقه الشرعي لأني أعاني وسواس النظافة ولذلك اجتنب القبلات وغيرها. وبدأ يبحث وأنا معه أسأل هذه وتلك حتى دللت على موقع في الإنترنت للبحث عن الزواج وأخبرت زوجي بذلك الموقع ولأنه لا يعرف للإنترنت أبدا أخبرته بالطريقة التي يتعامل بها مع الموقع وليتني لم أدله على ذلك فقد أصبح يجلس إلى الفجر ويضيع الصلاة ويشاهد صور الفتيات من جميع الجنسيات حتى السعوديات وكل ذلك بحجة البحث عن جميلة. ووصل به الحال إلى أن يقيم علاقات عاطفية مع عدة فتيات وقد عرفت كل هذا من خلال بريده الإلكتروني وعلى جواله والرسائل التي ترد إليه. ولم أجد الحل إلا أن مثلت عليه دور فتاة أجنبية مسلمة وأرسل له رسائل وكأني أريد التعرف عليه حتى يتم الزواج وأنا غرضي أن يعجب بي فقط ويترك جميع الأخريات وأقوم في رسائلي بنصحه وتوجيهه والتأثير فيه إلى أن يرجع إلى رشده ومن ثم أخبره بأني قد تزوجت فما رأيكم في ذلك؟
أختي الكريمة: لا شك أن وقوفك مع زوجك وتقبلك فكرة زواجه أمر تشكرين عليه, وفي الوقت نفسه تخرجين نفسك من الآثام التي قد يقع فيها زوجك, وذلك أنه بتقبلك فكرة زواجه تقيمين الحجة عليه أمام الله, أما لو كنت قد رفضت ذلك ووقع فيما وقع فيه الآن, فإنه سيبرر وقوعه في ذلك برفضك فكرة زواجه. أما وقد قبلت ذلك فالحجة عليه قائمة.
وأرى أن تصارحيه, وأن تبدي ألمك من تصرفاته, وأن تخبريه أنك اطلعت على رسائل جواله, وأنك لا تتصورين أن يقع هو في مثل هذا الشيء, وكيف لشخص ملتزم, يتوقع الناس منه القدوة, أن يقع في مثل هذه العلاقات المحرمة, وذكريه بالله وخوفه منه, وأبلغيه أن الله فضحه بشكل محدود الآن, وقد تكون فضيحته في الغد بشكل أوسع وأكبر, وحاولي أن يقر بذلك لعله يتوب إلى الله ويعود ثم أطلعيه على رسائله التي أرسلها إليك والتي قمت فيها بتمثيل دور الفتاة الأجنبية, وكيف أنك استطعت أن تستغفليه, وأخبريه أن من المحتمل أن تكون تلك العلاقات مع البنات هي في حقيقتها مع رجال يتلاعبون به ويمكن بدل ذلك - أي بدل المصارحة - أن تقومي بكتابة رسالة له تبيني له فيها شدة ألمك بسبب ما وصل إليه حاله, وتذكريه بالله وتخوفيه, ونحو ذلك. وترفقي نسخا مطبوعة من الرسائل التي كتبها لك. وأرى إن كان أهلك موجودين في مدينتك نفسها أن تذهبي إليهم, وتخبريه لاحقا - أي بعد ذهابك إلى أهلك - أن يقرأ الرسالة وتضعيها في مكان من البيت يمكنه الوصول إليه, وذلك حتى يستوعب الدرس, ولعله يستشعر خطورة ما فعل, ويندم ويتوب, واتركيه عدة أيام, وانتظري نتيجة هذه الرسالة, فلعلها تفيده وتجعله يتوب. وهذا بشرط أن تكوني تعلمين أن زوجك عاقل. أما إذا كنت تعرفين سلفا أن فيه عجلة وأنه يمكن مثلا أن يطلقك أو يتصرف تصرفا آخر فيه إيذاء لك, فأرى ألا تذهبي إلى أهلك. ثم من المهم ألا تخبري أهلك في وقت ذهابك إليهم, حتى لا تتوسع المشكلة بشكل قد يؤثر فيها بشكل سلبي.
كما يمكن أن تحرجيه بالمقارنة بينك وبينه, فقولي له: لو بدرت مني وأنا زوجتك التصرفات نفسها التي أنت تقوم بها, وأقمت علاقات عاطفية مع مجموعة من الشباب, كيف ستتصرف؟ وكيف سيكون تقبلك لي؟ وهل سترضى أن أكون زوجة لك, وأما لأولادك؟ وفقك الله.
نستقبل أسئلتكم على:
جوال: 00966552298888 ( فقط للرسائل )
هاتف الاستشارات الأسرية: 012297777
هاتف الإصلاح الأسري عبر المقابلة للحجز: 012293333 تحويله 550 يوميا مساء من الخامسة إلى التاسعة عدا الأربعاء
فاكس 0096612298888
بريد إلكتروني: [email protected]
موقعنا على الإنترنت: www.alzwaj.org