كتاب الجيب ظاهرة لم تنتشر بعد عربيا
ستة بنسات فقط.. سعر كتاب الجيب الأول في العالم, الذي أصدرته دار بنغوين البريطانية عام 1935, ثم لحقت بها الولايات المتحدة عام 1939 من خلال مشروع كتاب ربع الدولار الشهير الذي تعود فكرته إلى الناشر سيمون وشوستر, وفي 1953 واكبت فرنسا مواصفات الكتاب الجديد, فأتيحت بذلك الفرصة لدخول الجمهور العريض ميدان القراءة.
وتميزت كتب الجيب الأولى بعاملين اثنين, الأول هو المقاس الصغير (11.5×8 سم), الذي يسمح للكتاب بمرافقة القارئ في أي مكان, والعامل الثاني هو السعر المنخفض الذي يضمن قاعدة شعبية عريضة لسوق هذا النوع من الكتب, وتصدر كتب الجيب عادة على شكل سلسلة: مثل الروايات الخاصة بالفتيات, أو السلسلة الصحية.. إلخ.
واليوم, وبعد مرور أكثر من 70 عاما على انطلاق هذه الظاهرة, لا تزال فكرة كتاب الجيب العربي ظاهرة تحبو مقارنة بمثيلاتها العريقة في الغرب, حيث يحتل كتاب الجيب عند الأوروبيين مكانه المميز كرفيق سفر ينتقل يوميا داخل حقائب الناس وجيوبهم في القطار والطائرة, إلى الشواطئ, الجبال, الحدائق العامة, والبيوت.
لم تستطع ظاهرة كتاب الجيب, حتى الآن, أن تفرض حضورها في عالم الكتاب العربي بشكل عام, أو تأخذ مكانها الصحيح في أولويات خطط الناشرين, وإذا صادفتنا سلسلة ما لكتاب جيب عربي مميز فما هي إلا استثناء يؤكد القاعدة, وهي الندرة والنوعية الرديئة للإصدارات على قلتها.
أما على مستوى الناشرين في المملكة, فلا تزال هذه الظاهرة شبه معدومة, ما يدفعنا للحديث عن سلسلة محلية حديثة لكتاب الجيب, وهي ترجمة لمجموعة من كتب كلية هافارد لإدارة الأعمال, تتألف السلسلة من ستة أجزاء وهي : قيادة فريق العمل, إدارة المشاريع, إدارة الاجتماعات, تدريب الأفراد, إدارة الوقت, وتقارير الأعمال.
ويقول الناشر إنه يمكن اعتبار هذه السلسلة استثناء لما هو سائد في عالم كتاب الجيب, من ناحية المضمون الجيد والشكل المناسب, وهي توفر حلولا مباشرة للتحديات التي تواجه المديرين ورؤساء الأقسام بشكل يومي, وكل كتاب منها مزود بــ (عدة للعمل) تم انتقاؤها من ميدان العمل الفعلي, كما تحتوي الأجزاء الستة على أمثلة واقعية تساعد على تحديد نقاط القوة والضعف عند المديرين, وعلى شحن مهاراتهم النقدية والإبداعية.