قرار خفض الفائدة الأمريكية يتراجع بالدولار ويصعد باليورو لمستوى قياسي
سجلت العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) أمس مستوى قياسي أمام الدولار بعد قرار خفض الفائدة الأمريكية بواقع ربع نقطة. وسجل اليورو لأول مرة سعرا فوق 1.45 دولار.
وكان الدولار الأمريكي قد ارتفع قبل قرار البنك المركزي الأمريكي، متأثرا ببيانات رسمية أطهرت أن الاقتصاد الأمريكي نما بمعدل أسرع من المتوقع في الربع الثالث من العام الجاري.
وانخفضت العملة الأوروبية الموحدة اليورو أمام العملة الأمريكية قبل خفض الفائدة قليلا إلى 1.4438 دولار بعد ارتفاعها في وقت سابق اليوم إلى 1.4467 دولار مسجلة مستوى قياسيا. وأمام العملة اليابانية ارتفع الدولار بنسبة 0.6 في المائة عن اليوم السابق إلى 115.29 ين.
وقالت وزارة التجارة الأمريكية إن الناتج المحلي الإجمالي نما بمعدل سنوي بلغ 3.9 في المائة في الربع الثالث بينما كان الاقتصاديون يتوقعون تراجع النمو إلى 3 في المائة.
وأظهر التقرير الحكومي، أن انتعاش إنفاق المستهلكين وقوة الصادرات دفعا النمو الاقتصادي الأمريكي للارتفاع في الربع الثالث من العام الجاري بأكبر معدل منذ بداية عام 2006.
وقالت وزارة التجارة إن الناتج المحلي الإجمالي الذي يقيس مجمل الإنتاج داخل
الحدود الأمريكية سجل ارتفاعا سنويا على غير المتوقع إلى 3.9 في المائة من 3.8
في المائة في الربع الثاني.
وهذا هو أفضل أداء للاقتصاد الأمريكي منذ نما بنسبة 4.8 في المائة في الربع
الأول من العام الماضي.
وتوقع اقتصاديون استطلعت "رويترز" آراءهم أن يتباطأ النمو في الربع الثالث إلى
3 في المائة لأسباب منها توقعات بأن يخفض المستهلكون إنفاقهم بسبب تراجع أسعار المساكن. وأظهرت استطلاعات الرأي أن معنويات المستهلكين تأثرت سلبا مع استمرار أزمة سوق الرهون العقارية عالية المخاطر.
لكن إنفاق المستهلكين ارتفع إلى معدل سنوي يبلغ 3 في المائة خلال الربع الثالث من 1.4 في المائة في الربع الثاني. وقفزت الصادرات بمعدل 16.2 في المائة من
7.5 في المائة في الربع الثاني لتسجل ثاني أكبر زيادة منذ الربع الأخير من عام
2003.
وواصل الجنيه الإسترليني ارتفاعه أمس، ليسجل أعلى مستوى له مقابل العملة الأمريكية متجاوزا 2.07 دولار مع تراجع الدولار بصفة عامة. وقفز سعر صرف العملة البريطانية إلى 2.0741 دولار على نظام "رويترز" لتداول العملات. وبلغ سعر الإسترليني 2.0726 دولار بارتفاع 0.2 في المائة عن سعره في أواخر المعاملات الأمريكية أمس الأول. وأسهم هذا الارتفاع في دفع الدولار للانخفاض أمام سلة من ست عملات رئيسية إلى مستوى قياسي بلغ 76.668 بتراجع أكثر من 0.1 في المائة.
وعلى الرغم من حالة الترقب التي سادت الأسواق العالمية بشأن قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) بشأن أسعار الفائدة، فإنه لم يطرأ تغير يذكر على الأسهم الأوروبية حتى اللحظات الأخيرة قبل صدور القرار، فقد اقتفت أسهم شركات الطاقة أثر هبوط أسعار النفط مما بدد تأثير مكاسب أسهم شركة سانوفي- أفنتيس للأدوية ودويتشه بنك.
وقفز سهم سانوفي - أفنتيس 2.4 في المائة بعد أن رفعت الشركة توقعاتها لأرباح العام كله وأعلنت أرباحا فصلية تتجاوز التوقعات بينما ارتفع سهم دويتشه بنك 2.6 في المائة بعد أن أسعدت نتائجه الأسواق.
وارتفع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم كبرى الشركات الأوروبية أثناء التداولات 0.05 في المائة إلى 1582.6 نقطة بعد أن فقد 0.4 في المائة في الجلسة السابقة.
وارتفع المؤشر 10 في المائة عن أدنى مستويات بلغها في آب (أغسطس) إبان أزمة أسواق الائتمان العالمية.
وارتفعت الأسهم أخيرا بفضل عوامل من بينها الاعتقاد على نطاق واسع بأن البنك المركزي الأمريكي سيخفض أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس على الأقل للحد من التأثير السلبي لهبوط سوق المساكن ومتاعب أسواق الائتمان. لكن قرار البنك بشأن الفائدة أصبح موضع شك في الأيام الأخيرة.
ومن بين أبرز الأسهم الصاعدة اليوم سهم سلسلة متاجر تيسكو الذي ارتفع 2 في المائة.
من جهة أخرى، استعادت الأسهم اليابانية بعض قوتها أمس، مع صعود سهم فوجي فيلم هولدنجز كورب بعد أن رفعت الشركة توقعاتها لأرباح العام كله، لكن المستثمرين لم يقبلوا على تكوين مراكز كبيرة خلال اليوم قبيل قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) بشأن أسعار الفائدة.
كما ارتفعت أسهم سابورو هولدنجز ثالث أكبر منتج للبيرة في اليابان بالحد الأقصى اليومي المسموح به بعد أن قالت مؤسسة مورجان ستانلي إنها تنوي امتلاك حصة 5 في المائة في الشركة. لكن مكاسب السوق كانت محدودة بعد أن أضر هبوط أسعار النفط بأسهم متسوبيشي كورب وغيرها من شركات السمسرة في النفط وأسهم شركات الطاقة مثل انبكس هولدنجز.
وارتفع مؤشر نيكي القياسي 0.5 في المائة توازي 86.62 نقطة ليغلق أمس عند
16737.63 نقطة. وصعد مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.8 في المائة أو 12.86 نقطة إلى 1620.07 نقطة.