جهود مصرية لإبقاء اليتيمة "مريم" في الرياض بعد وفاة أسرتها

جهود مصرية لإبقاء اليتيمة "مريم" في الرياض  بعد وفاة أسرتها

قضت مريم - وهي طفلة مصرية توفي أهلها في حريق شب البارحة الأولى - أول لياليها في الرياض وحيدة دون أهلها، فيما تواصلت جهود السفارة المصرية لضم الطفلة إلى إقامة عمها ومخاطبة وزارتي الداخلية والخارجية السعودية في هذا الشأن، بعد أن أخذت السفارة برغبة عمها لأبيها لإبقاء الطفلة في العاصمة الرياض، واعتبار الحالة استثنائية نظرا لما تعرضت له أسرتها.
وقال لـ "الاقتصادية" خالد عبد البصير الهواري المستشار القانوني في السفارة المصرية في الرياض، إن أحد أعمام البنت أبلغ السفير عن رغبته في بقاء مريم عنده في السعودية وذلك أثناء مراسم دفن والديها وإخوتها في المقبرة أمس، مبينا أن السفارة ستسعى في حال رغبة أعمامها وخصوصا أن أحدهم متزوج من خالتها لأمها لبقائها معهم في السعودية، إلى الكتابة للجهات المعنية في السعودية ومخاطبتها بالطرق المشروعة والنظامية لمحاولة إضافتها إلى إقامة أحد أعمامها.
وبين أنهم سيخاطبون وزارتي الخارجية والداخلية وذلك في حال رغبة أقاربها لإقامتها في السعودية، إما لاستصدار إقامة رسمية لها وإما إضافتها إلى إقامة أحد أعمامها، مستدركا أن الموضوع "لا يزال قيد الدراسة في السفارة"، وذلك باعتبارها حالة استثنائية، مشددا على أن ما يدعم بقاءها هنا هو أن أعمامها هم من أقرب لها في الوقت الراهن بعد وفاة والديها.
وأكد الهواري أن الدكتور أحمد قاسم السفير المصري أبلغ عمها ظهر أمس بأنهم سيفصلونها حاليا عن جواز والدتها المتوفاة، واستصدار جواز سفر مستقل لها، معاودا التأكيد في حديثه أنهم سيكتبون طلبا لمقام وزارتي الداخلية والخارجية السعوديتين لإضافتها في إقامة عمها كحالة استثنائية.
وقال: إن مثل هذه الحالات لا تتكرر كثيرا ولا نعلم عن ظروفها في مصر، فضلا عن تلقيها تعليما في السعودية، مبينا أنهم سيلتقون أعمامها لتوضيح وجهة نظرهم حول بقائها من عدمه، فإلى الآن رغبتهم تشير إلى بقائها هنا، مؤكدا أنه إذا تمت الموافقة وبشكل نهائي من أعمامها فإننا سنخاطب الجهات الرسمية في السعودية بدءا من الأسبوع المقبل ممثلة في وزارة الخارجية ومنها إلى وزارة الداخلية لمباشرة الإجراءات لبقائها في المملكة.
وبين أن السفير سلم أعمامها عشرة آلاف ريال من صندوق رعاية المصريين وذلك في المقبرة ظهر أمس.
يشار إلى أن الطفلة مريم (سبع سنوات) تعيش الآن مع أعمامها، بعد أن فقدت والديها وأخاها عمر ثلاث سنوات وضحى خمس سنوات.
وكانت الطفلة مريم قد خرجت من مدرستها تنتظر والدها ليقلها للمنزل، لكنه لم يأت كعادته، انتظرت كعادتها ليأتي أقاربها ويأخذوها بين دهشة أين والدها وإلى أين يذهبون بها؟ بعد أن خطف القدر جميع أسرتها في حريق شهده منزلهم المتواضع الواقع في حي أم الحمام غربي العاصمة.
ولم ترحم ألسنة النيران أربعة من أفراد أسرة مريم هم: والدها ناصر السيد شريدة (40 سنة) ووالدتها ابتسام شريدة (35 سنة) وأخوها عمر (خمس سنوات) وضحى (ثلاث سنوات)، وذلك بعد أن احتجزتهم أدخنة النيران في المطبخ ليختنقوا موتا.
ويروي أحمد علي جار العائلة المصرية أنه شاهد ألسنة النيران في بدايتها تشتعل في الساعة 10:15 صباحا، محاولا مساعدتهم وذلك بإيقاظهم من النوم، لكن سرعان ما انتشرت النار في المنزل الذي تقطنه الأسرة في سطح المنزل.
وقال "استمررت في مناداتهم والطرق على بابهم لكنهم لم يستجيبوا". في حين توافدت فرق الدفاع المدني فور ورود البلاغ من أحد المارة أثناء مشاهدته أدخنة تتصاعد من الشقة، حيث تم تحريك الفرق اللازمة للموقع بواقع سبع فرق إنقاذ و ثلاث فرق إطفاء، إضافة إلى فرق الهلال الأحمر والكهرباء.
وقال النقيب عبد الله القفاري المتحدث الرسمي للدفاع المدني: "إن الحريق شب في صالة مسقوفة بالزنك، وامتد الحريق إلى صالة أخرى أيضا مسقوفة بالزنك تقع بين مدخل الشقة الوحيد وبين الغرف والمطبخ الداخلي للشقة، وتحتوي على مجموعة من الأثاث المنزلي و امتد الدخان إلى باقي الشقة. وأوضح القفاري أن أصاحب الشقة لم يستطيعوا الخروج منها وذلك لنشوب الحريق في الصالة المصنوعة من الزنك التي وقفت حائلاً بينهم وبين الخروج من باب الشقة الذي كان مغلقاً. وأكد القفاري أنه نتجت عن الحادث كثافة أدخنة ضارة وحرارة عالية وقد انهار السقف العلوي المصنوع من الزنك مما أدى إلى وفاة أربعة أشخاص اختناقاً, رجل وامرأة وطفلان. وبين المتحدث الرسمي للدفاع المدني, أن أسباب الحريق لا تزال مجهولة، مشيرا إلى أن التحقيق جار لمعرفة أسباب الحادث.
وأضاف القفاري أنه تم التنبيه والتوعية في العديد من المرات أن نواتج احتراق الإسفنج تؤدي إلى الوفاة من ثلاث إلى أربع دقائق للأشخاص الأصحاء البالغين، حيث يعتبر الدخان هو المسبب الأول والرئيسي للخسائر البشرية. وقدم الدفاع المدني عظيم أسفه وخالص العزاء والمواساة لذوي المتوفين, سائلاً الله أن يتغمدهم بواسع رحمته .
من جهة أخرى، دعت مديرية الدفاع المدني في منطقة الرياض المواطنين والمقيمين إلى ضرورة عدم استحداث أي زيادات في المسكن إلا وفق طرق علمية وألا تكون بشكل عشوائي أو اجتهاد فردي, حيث إن مثل تلك الزيادات قد تودي إلى إغلاق المخارج الخاصة بالمنزل التي تستخدم كمخرج للطوارئ. ودعت أيضا إلى أهمية استخدام وسائل الكشف عن الدخان وكذلك إيجاد مخرج للطوارئ في المنزل إذا تطلب الأمر ذلك. وأوضح لـ"الاقتصادية" باسم صابر نائب القنصل المصري أنه تم التوجه لموقع الحادث برفقة خالد عبد النصير المستشار القانوني للسفارة وبرعي رمضان مندوب السفارة بناء على توجيهات من فوزي العشماوي القنصل العام المصري. وأضاف القنصل أن السفير المصري أمر بصرف مبلغ عشرة آلاف ريال للطفلة الناجية مريم من صندوق رعاية المصريين.

الأكثر قراءة