مكتبة الإسكندرية قديما وحديثا
يعود تاريخ مكتبة الإسكندرية إلى القرن الثالث قبل الميلاد وكانت تتألف آنذاك من ثلاثة مبان تضم ما يقرب من 700 ألف لفافة أي ما يعادل 100 ألف كتاب من الكتب الحديثة المطبوعة, كما كانت مركزا ثقافيا يستقبل العلماء من كل الثقافات, حيث اقترن ذكرها بأسماء لامعة من عباقرة العالم القديم من أمثال: أيستاخورس الذي قال بدوران الأرض حول الشمس قبل 1800 عام من كوبرنيكوس, وهيراتوس الإسكندراني الذي أثبت كروية الأرض وقاس محيطها في القرن الأول قبل الميلاد, وإقليدس مؤسس مبادئ الهندسة التي تدرس حتى يومنا هذا, وكاليماخوس مؤسس علم المكتبات وأرخميدس الغني عن التعريف وغيرهم.
احترقت المكتبة أول مرة عام 48 قبل الميلاد وتعرضت بعد ذلك للتدمير والتخريب أكثر من مرة حتى اندثرت بشكل كامل عام 400 للميلاد أي قبل ما يزيد عن قرنين من الفتح الإسلامي لمصر.
واليوم تقوم مكتبة الإسكندرية الحديثة في الموقع نفسه التي شغلته المكتبة القديمة وهي تتميز إضافة إلى تصميمها المعماري الفريد باتساعها، إذ إنها تتألف من عشرة طوابق أربعة منها تحت مستوى الأرض وتضم 2500 قاعة للمطالعة وتشتمل على ست مكتبات متخصصة هي: (1) المكتبة السمعية البصرية، (2) مكتبة المكفوفين وضعاف البصر، (3) مكتبة الطفل، (4) مكتبة النشء، (5) مكتبة الميكروفيلم، (6) مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة.
كما تضم ثلاثة متاحف هي: (1) متحف الآثار، (2) متحف تاريخ العلوم، (3) متحف المخطوطات, كذلك تحتوي المكتبة على قاعة الاستكشافات لتبسيط العلوم للأطفال, خمس قاعات للمعارض الفنية المؤقتة, ثلاثة معارض دائمة, إضافة إلى سبعة مراكز بحثية تغطي المجالات التالية: (1) المخطوطات، (2) توثيق التراث، (3) الخطوط والكتابات، (4)العلوم المعلوماتية، (5) دراسات البحر المتوسط، (6)الفنون، (7) البحث العلمي.
تستقبل المكتبة سنويا ما يزيد على 750 ألف زائر وتضم أرففها ما يقرب من ثمانية ملايين كتاب.