قرصنة الكتاب مشكلة لا تزال تنتظر حلا
أصبحت قضية سرقة حقوق النشر هماً دائما للمؤلف والناشر معا، فما أن ينزل الكتاب المترجم إلى السوق إلا وقد سبقه كتاب آخر يحمل العنوان نفسه، مع تغيير طفيف في الإخراج والغلاف، والكتاب الجديد هو منافس خطير بكل المعايير، لأن الناشر لم يتحمل نفقات شراء حقوق النشر، إضافة إلى نوعية الطباعة والورق الذي يكون عادة من النوع الرديء حيث يصبح سعر النسخة أرخص ما يمكن. من جهة أخرى قد يقوم سارق حقوق النشر بتغيير عنوان الكتاب فيجعله أكثر إثارة، وغلافه أكثر جاذبية، ما يدفع الكثيرين إلى شرائه وترك الكتاب الأصلي. وفي لقاء مع السيد عبد الله البطحي مدير عام مكتبات العبيكان, قال لـ "الاقتصادية": تعرضت كتبنا للسرقة أكثر من مرة وكانت آخرها هي المتعلقة بكتاب جيمي كارتر (فلسطين السلام لا التمييز العنصري)، الذي فوجئنا بوجود نسختين غير شرعيتين منه تباعان علنا في المكتبات والمعارض العامة، النسخة المسروقة الأولى, صدرت عن (الدار الوطنية الجديدة) في سورية والثانية عن الناشر المصري عادل نجيب، وتولت توزيعها دار نشر مصرية. كما شملت عملية السرقة, حقوق نشر كتاب للمؤلف نفسه وهو بعنوان (قيمنا المعرضة للخطر)، من قبل دار النشر السورية نفسها، ويعتبر الكتاب من أهم الكتب وأكثرها بيعا على المستوى العالمي.
وقد أقمنا دعاوى بخصوص سرقات حقوق النشر، كما تم تقديم شكوى للناشر الأمريكي الذي أبلغها بدوره إلى السفارة الأمريكية في دمشق، لترفع بعد ذلك عن طريق السفارة إلى وزارة الثقافة السورية، أما الطبعة المصرية فقد جرى سحبها من معرض القاهرة الدولي للكتاب وأعلم الناشر الأمريكي كذلك بتفاصيل قضية التزوير.
وأضاف البطحي، لكن ربما هناك مؤشر إيجابي واحد في موضوع سرقة حقوق النشر بالنسبة لنا في مكتبة العبيكان، ولأي ناشر آخر, وهي تأكيد توجهنا الصحيح لنشر النوعية المتميزة من الأعمال الفكرية والأدبية التي لا يستطيع السارقون مقاومتها، مثل كتابي جيمي كارتر الأخيرين (فلسطين السلام لا التمييز العنصري) و(قيمنا المعرضة للخطر).