الحلم الصيني يجتذب الأفارقة

الحلم الصيني يجتذب الأفارقة

بالنسبة لعبد الكريم محمد، البالغ من العمر 24 عاما ويدير محلا تجاريا متواضعا في مدينة أبشي التشادية، إلا أن أحلامه لا تذهب به بعيدا إلى أحدى العواصم الغربية كما كان الأمر سائدا، وإنما بدأت تتجه إلى أراض جديدة وأماكن بعيدة لم تكن في رادار اهتمامه من قبل .. إلى الصين.
عبد الكريم تحدث إلى صحيفة "واشنطن بوست" قائلا: "إذا تمكنت من السفر إلى الصين، فإن حياتي ستتغير إلى الأفضل. سأحصل على الكثير من المال، كما يمكنني العودة مرة ثانية إلى مقاعد الدراسة وبناء منزل وتكوين عائلة".
الصين، العطشى إلى الموارد الطبيعية وعلى رأسها النفط، وفرت خيارا جيدا للعديد من الدول الإفريقية ومواطنيها، خاصة وبكين لا تلقي بالا كبيرا لقضايا مثل حقوق الإنسان والإصلاح السياسي والاقتصادي كما هو الأمر مع العديد من الدول والمؤسسات الغربية.
فكرة أن الصين أصبحت تمثل نموذجا لإمكانية الوصول إلى عالم جديد بدأت تمد جذورها وتحتل المكانة التي كانت تحتلها من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية عموما، ومن باب الصلات القديمة بالقارة، خاصة التي تعود إلى الفترة الاستعمارية بالنسبة للدول الأوروبية. فالحلم الأمريكي أصبح بالنسبة للعديد من الأفارقة غير واقعي وغير قابل للتحقيق بسبب الصعوبات التي تواجه من يرغب في الحصول على تأشيرة، بينما الحلم الصيني يبدو عمليا ويمكن أن يجد طريقه إلى أرض الواقع. وكما يرى البعض، فإن الولايات المتحدة مكان لطيف يستحق الزيارة، بينما الصين هي المكان الملائم لأداء الأعمال.
مشاريع النفط والبنية الأساسية الضخمة التي تقوم الصين بتنفيذها في القارة الإفريقية ليست المؤشر الوحيد على تنامي النفوذ الصيني بين الأفارقة، فالشواهد عديدة ومنتشرة في مختلف المدن. ففي أيام الجمع يتدفق الكنغوليون على السفارة الصينية في كنشاسا للحصول على تأشيرة زيارة، وفي نيروبي من السهل الوصول إلى طلاب جامعيين يخططون للوصول إلى الصين لدراسة اللغة، وحتى ثوار الأوغادين المناهضين للحكومة الإثيوبية وجدوا في النفوذ الصيني ما يكفي لجعلهم يهاجمون بعض المرافق النفطية التي يديرها الصينيون مطلع هذا العام، لكن تشاد المغلقة، فإن معرفتها بالصين تبدو حديثة ولا تتمتع بالعمق الكافي. ففي العام الماضي فقط قامت أنجمينا بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع تايوان، وهي خطوة ضرورية بالنسبة لبكين لتبدأ نشاطها في البلد المعني.
وعليه يبدو أن الاهتمام بالصين قد تغلغل حتى على مستوى الناس العاديين، بل وتبدو بعض المنشآت التي يديرها الصينيون كالمطعم الحديث في أنجمينا أكثر تنافسية، وأكثر حداثة مقارنة بالمنشآت الفرنسية المنتشرة في العاصمة التشادية. بل وحتى في المناطق الإقليمية مثل أبشي، فإن البضائع الصينية الرخيصة تملأ أرفف المحال.
وفي المقابل يتصاعد الجدل حول سعر التذكرة إلى الصين وإذا كان يمكن الحصول عليها بطريقة مخفضة، وذلك استعدادا للوقت الذي تفتح فيه السفارة أبوابها حتى يمكن الحصول على تأشيرة زيارة، وهو انتظار قد يستغرق بضعة أشهر.

الأكثر قراءة