ماليزيا تواجه شح وتسرب المصرفيين للخارج في مركز إعداد المواهب
أنشأت ماليزيا مركزا تدريبيا لتوليد المواهب في قطاع التمويل الإسلامي، في خطوة وصفت بالاستباقية, وذلك عقب ظهور شائعات تفيد بتسرب بعض المصرفيين الماليزيين للعمل في المصارف الأجنبية في الخارج.
وبدأ بنك نيجارا ولاعبون كبار في صناعة الخدمات المالية برنامجاً موجهاً لمعالجة النقص الذي تواجهه صناعة الخدمات المالية في المواهب التي تتمتع بالمهارات.
وأشارت الدكتورة زيتي عزيز محافظة البنك المركزي أن مدة البرنامج ستكون على مدى عام واحد، تحت اسم برنامج "لقطاع المالي لإثراء المواهب"، وستتم المباشرة به في الشهر الجاري، متوقعة أن يخرّج ألف شخص من الحرفيين المدربين تدريباً عالياً على هذه الصناعة.
وتعتبر مشكلة نقص المواهب في صناعة الخدمات المالية أمراً شائعاً في دول عديدة، ولا يقتصر على ماليزيا وحدها.
وفي جلسة إيجاز عقدتها الأسبوع الماضي، قالت زيتي:" إن النواحي التي تعاني نقص المواهب عديدة، وهي تتراوح من المستوى المبتدئ وهم الذين لديهم خبرة من خمسة إلى سبعة أعوام، إلى الإدارة العليا".
ويهدف برنامج صقل المواهب هذا إلى استقطاب الخريجين المتميزين من مؤسسات التعليم العالي المحلية والأجنبية للعمل في صناعة الخدمات المالية كالبنوك، التأمين، المصارف الإسلامية، والتكافل.
وأضافت زيتي:" إننا نشجع خريجي الدراسات ذات العلاقة بهذه الصناعة أو التي لا علاقة لها بالمجال التجاري على التقدم بطلبات الالتحاق بهذا البرنامج، كما أن البرنامج مفتوح أيضا للذين يعملون حالياً في القطاع غير المالي ممن لديهم اهتمام بالعمل في صناعة الخدمات المالية".
تسرب المواهب
يقول كامارول أريفن, المدير التنفيذي لبنك Affin الإسلامي، إن "هناك شحاً في الموارد على صعيد التمويل الإسلامي، ونحن نفتقر إلى الخبرة البشرية اللازمة لابتكار منتجات جديدة تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية." وتابع "تتضاعف حدة هذا الموضوع لأن بعض البنوك الإسلامية تعتبر عملية البحث والتنمية من قبيل النفقات، ولذلك فإنها تحجم عن الاستثمار في هذا المجال"
وقال بادليسيه، عبد الغني، المدير التنفيذي والرئيس التنفيذي لبنكCIMB الإسلامي، إن على الحكومة أن تقدم الميزات الضريبية التي تعطى للمصرفيين الإسلاميين الماليزيين العائدين من الخارج إلى المصرفيين الإسلاميين الماليزيين الذين نذروا أنفسهم للعمل في ماليزيا.
وأشار إلى أنه دون ذلك، ستخسر هذه الصناعة كثيراً من المصرفيين الإسلاميين الذين يتمتعون بالموهبة والخبرة لصالح المراكز المالية الخارجية.
وأبان خالد محمود بهيميا، مدير عام بنك Hong Leong الإسلامي أن الصناعة المصرفية تعاني نقص في المواهب حالياً، مطالباً بضرورة ابتعاث المزيد من الدارسين أو إعطاء حوافز مالية لمن تحدوهم الرغبة في دراسة الصيرفة والتمويل الإسلاميين.
وزاد "إلى جانب الافتقار إلى الوعي والفهم العام للمنتجات المالية الإسلامية، تحتاج المؤسسات المالية الإسلامية إلى أن تكون قادرة على فهم السوق بشكل أفضل وإلى ممارسة الابتكار في تطوير المنتجات بدلاً من مجرد "نسخ" و " قص" المنتجات التي تقدم في أسواق أخرى كما هي".