"أوبك" تبدأ رفع إنتاجها 500 ألف برميل يوميا.. فعليا

"أوبك" تبدأ رفع إنتاجها 500 ألف برميل يوميا.. فعليا

أكد عبد الله البدري الأمين العام لـ"أوبك" أمس، أن المنظمة بدأت بالفعل تنفيذ قرار اتخذته في أيلول (سبتمبر) لزيادة الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يوميا.
وسئل البدري هل بدأت"أوبك"فعلا في زيادة الإنتاج بواقع نصف مليون برميل يوميا من الأول من تشرين الأول (أكتوبر) وفقا لتقرير لمؤسسة بترولوجستكس فأجاب قائلا "إننا ننفذ قرارنا الذي اتخذناه في أيلول (سبتمبر) .. في المؤتمر السابق.. بأننا سنزيد الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يوميا من الأول من تشرين الأول (أكتوبر)".
وقالت "بترولوجستكس" التي ترصد حركة ناقلات النفط أمس الأول، إن "أوبك" بدأت بالفعل زيادة إمداداتها في أعقاب صعود أسعار النفط إلى مستويات قياسية وقبل الموعد المقرر لبدء سريان اتفاق زيادة الإنتاج في الأول من تشرين الأول (أكتوبر).
وقال كونراد جربر من "بترولوجستكس"، إن أعضاء"أوبك"العشرة الذين
يشملهم نظام الحصص الإنتاجية وهم جميع الأعضاء عدا العراق وأنجولا من
المتوقع أن يضخوا 27.5 مليون برميل يوميا ارتفاعا من رقم معدل بلغ 27.2 مليون برميل يوميا في أيلول (سبتمبر).
وقالت "بترولوجستكس" إن مجمل إنتاج أعضاء"أوبك"الاثني عشر من المتوقع أن يزيد 500 ألف برميل يوميا إلى 31.4 مليون برميل يوميا مع زيادة الشحنات من العراق وأنجولا.
ويشير هذا التقدير إلى أن"أوبك"ربما تخفف القيود على الإمدادات ردا على قفزة لأسعار النفط التي سجلت مستوى قياسيا مرتفعا جديدا بلغ 90.07 دولار للبرميل يوم الجمعة الماضي قبل أن تهبط إلي 84.80 دولار في التعاملات الصباحية في آسيا أمس. وفي اجتماعها السابق في 11 أيلول (سبتمبر) اتفقت"أوبك"رسميا على زيادة الإنتاج من الأول من تشرين الأول (أكتوبر).
وقال جواد ياريجاني مسؤول شؤون"أوبك"في وزارة النفط الإيرانية للصحافيين إن أسعار النفط يحركها الخوف وليس العوامل الأساسية في السوق.
وقال ياريجاني الموجود في الصين لحضور محادثات الصين و"أوبك" رفيعة المستوى بشأن الطاقة "السبب الحقيقي وراء هذا الارتفاع في الأسعار ليس نقص الخام. فيما يتعلق بالعوامل الأساسية ليس هناك مشكلة".
وأضاف "هناك عامل خوف. المناقشات ذات الطبيعة السياسية تدفع الأسعار للارتفاع. يجب أن نعود لأساسيات السوق وهي العرض والطلب والاستثمارات ونقل التكنولوجيا".
ومضى يقول "ذكر أن أنباء عن نزاع بين تركيا والعراق هو ما رفع سعر النفط
ثمانية دولارات. هذا يظهر مدى تأثير الخوف". وتابع "فيما يتعلق بالاستهلاك المستقبلي والمخزونات... ليس هناك بالتأكيد أي نقص في إمدادات النفط الخام. قد ترى في بعض الأماكن بعض النقص في المنتجات لكن ذلك يرجع إلى نقص في التكرير أو اختناقات في المصافي". وأضاف "يتعين ألا ننسى أنه حسب قواعد وكالة الطاقة الدولية يجب على الدول الأعضاء الاحتفاظ بمخزونات تعادل واردات 90 يوما والمخزونات حاليا تتجاوز واردات 110 أيام. وهذا يظهر أنه ليس هناك نقص في الخام".
وارتفع سعر النفط بنسبة نحو 40 في المائة منذ بداية العام مدفوعا بمخاوف
بشأن خلل في الموازنة بين العرض والطلب قبيل فصل الشتاء في نصف الكرة الأرضية الشمالي إضافة إلى التوترات السياسية في الشرق الأوسط. دفع الخوف من أن تجتاح القوات التركية شمال العراق الأسعار إلى مستويات قياسية جديدة الأسبوع الماضي. لكن هذه المخاوف تراجعت هذا الأسبوع إذ تعهدت بغداد لتركيا بأن تغلق مكاتب المتمردين الأكراد وأن تعمل على منعهم من شن هجمات على تركيا.
من جهتها، حذرت الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم من أن أسعار النفط مرتفعة للغاية في حين يجتمع مسؤولو الطاقة مع منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) أمس، في أول اجتماع رسمي لهم في عامين.
ويشمل جدول أعمال محادثات الطاقة بين"أوبك"والصين التي تستمر يوما كاملا أسعار النفط التي تجاوزت مستوياتها القياسية ومخزون الصين الاستراتيجي وتوسعات شركات النفط الصينية في الخارج وخطط الدول المصدرة بشأن قطاع التكرير والتجزئة في الصين.
وعقد الاجتماع السابق في عام 2005 عندما قالت "أوبك" إن الصين غيرت ثقافة سوق النفط وطلبت "خريطة طريق" لمساعدتها على فهم نمو الطلب في الصين.
ومنذ ذلك الحين ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 25 في المائة لكن أسعار البنزين في محطات التزود بالوقود في الصين لم ترتفع منذ أيار (مايو) عام 2006 مما يعني أن
ارتفاع الأسعار لم يؤثر في المستهلك الصيني.
وقال أحد صناع القرار من مكتب الطاقة الصيني إن بلاده لا تواجه مشكلة في الحصول على النفط لكنها تعترض على الأسعار التي تجاوزت مستوى 90 دولارا للبرميل الأسبوع الماضي وبحلول أمس، تراجع السعر إلى أقل من 85 دولارا للبرميل.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه للصحافيين "أسعار النفط مرتفعة للغاية لكننا لا نرى أي نقص في المعروض".
وعقدت بكين في كانون الأول (ديسمبر) الماضي اجتماعا لكبار مستهلكي النفط في خطوة نادرة من نوعها لقيادة قضايا الطاقة في العالم وحثتهم على الاتحاد في مواجهة القوة الصاعدة للدول المنتجة.
واقترن ازدهار اقتصاد البلاد مع نمو الطلب على النفط بنسبة 4.3 في المائة في عام حتى آب (أغسطس) الماضي وهو ما يوفر للدول المصدرة قوة معادلة للاقتصاد الأمريكي وقد يعطيها قوة أكبر في الأشهر المقبلة.
وأظهر استطلاع أن ثقة المستهلكين الأمريكيين تراجعت إلى أدنى مستوياتها في ستة أشهر في الأسبوع الماضي مع استمرار ارتفاع أسعار البنزين وأزمة الائتمان في التأثير في التوقعات الاقتصادية مما أثار مخاوف من أن الطلب على النفط قد يتضرر.

الأكثر قراءة