الكويت: مخاوف من تداعيات الخلاف بين البورصة والمجموعات الاستثمارية
ألقت الخلافات الدائرة حاليا بين إدارة سوق الكويت للأوراق المالية ومجموعات استثمارية كبرى لديها تحفظات على آلية التعامل حول إدراج بعض الشركات في البورصة وآلية اتخاذ القرارات، بظلالها على نفسيات المستثمرين ولاسيما الصغار منهم.
وأعرب مستثمرون في البورصة خلال آرائهم عن قلقهم من انعكاسات الجدل الدائر حاليا خاصة بعد ازدياد رقعته بين الشركات الكبرى المدرجة في السوق مما قد تشكل فراغا بين تطبيق القرارات ومطالبات القطاع الخاص الذي يشكل نسبة كبيرة في السوق.
وأكدوا أهمية البحث عن صيغة توافقية بين الإدارة وكبريات الشركات حتى لا تتسع الفجوة لكي لا يؤثر في مصداقية البورصة التي تسعى جاهدة إلى استقطاب الاستثمارات الأجنبية والمحلية على حد سواء.
وقال المستثمر بدر البدر إن ما يدور حاليا بين كواليس بعض الشركات المدرجة والتي لها رؤى مختلفة مع ما تطبقه إدارة البورصة بث نوعا من الخوف بين صغار المستثمرين الذين لا يملكون شيئا سوى الترقب ما يستدعي التعجيل بحل المشكلات العالقة لتستمر آليات التداول في صعودها القياسي.
وأضاف البدر أن المرحلة الحالية توثر بطريقة أو بأخرى في مدخرات صغار المستثمرين على اعتبار أن العمليات المضاربية تنشط في مثل هذه الأجواء وهو الأمر الذي لا تعيه نسبة كبيرة من صغار المستثمرين ما يستلزم أيضا التعجيل بحل المشكلات الحالية بين إدارة السوق والشركات.
ودعا المستثمر منصور الشمري الجهات المسؤولة إلى تشكيل لجنة محايدة من المتخصصين للنظر في القرارات التي تطبقها إدارة البورصة وكذلك المطالبات الخاصة بشركات تتعدى قيمتها السوقية الـ 18 مليار دينار حتى لا تكون هناك عقبات قد توثر في حلم تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري.
وأضاف أن المتابع من خارج الكويت لمجريات ما يحدث بين بعض الشركات وإدارة البورصة سيبنى قرارات تعاكس اتجاهات عمل دؤوب من الحكومة لجعل البورصة إقليمية تغري الشركات الخليجية والعربية للإدراج في ثاني أنشط أسواق المنطقة ما يتطلب العمل على خروج المشكلة من عنق الزجاجة.
وقال المستثمر سعود الغصين إن الضحية للحاصل الآن هم فئة من صغار المستثمرين إذ إنهم لا يدركون ما يحدث من حولهم حول الجدل الإعلامي الدائر بين 61 شركة مدرجة في السوق تشكل (لوبي) للضغط على إدارة البورصة لتنفيذ مطالبها مما وضع البعض في دائرة الحيرة وقت اتخاذ القرار الاستثماري سواء البيع أو الشراء.
وشدد المستثمر فلاح الرشيدى على أهمية أن تسوق إدارة البورصة ما لديها من لوائح أو قرارات بطريقة تتناسب مع مرحلة الازدهار التي تشهدها الكويت من خلال استماعها للشركات للوصول إلى نقطة اتفاق حتى لا تتفاقم المشكلات أكثر من ذلك.
يذكر أن 61 شركة من أبرز الشركات المدرجة في كافة القطاعات دأبت الرد على قرارات إدارة البورصة من خلال صفحات إعلانية لإيصال رأيها إلى المسؤولين.