موجة حمراء تضرب الأسهم الخليجية باستثناء البحرين

موجة حمراء تضرب الأسهم الخليجية باستثناء البحرين

ضربت موجة حمراء جميع البورصات الخليجية باستثناء سوق البحرين الذي نجا من الهبوط مسجلا ارتفاعا طفيفا لم يصل إلى 1 في المائة، وجاء الانخفاض قويا وحادا بنسبة 1.5 في الإمارات بعد قرابة شهر من الصعود المتواصل، فيما هبط مؤشر سوق الدوحة بأقل من نصف في المائة، وفقد مؤشر بورصة الكويت 55 نقطة في حين مال مؤشر سوق مسقط نحو الهبوط الطفيف بنسبة لا تذكر.
وجاءت الموجة الحمراء في الإمارات أكثر قوة، حيث تعرضت جميع الأسهم القيادية لعمليات جني أرباح مكثفة هبطت بالمؤشر العام للسوق بنحو 1.5 في المائة مقارنة بصعود صاروخي أول أمس بلغ 4.7 في المائة، غير أن أحجام التداولات ظلت على زخمها عند 4.3 مليار درهم رغم تراجعها من ستة مليارات أول أمس.

وبددت الأسهم الإماراتية نحو 11 مليار درهم من جملة مكاسب تحققت يوم السبت تجاوزت 30 مليار درهم، ولم يبد محللون ماليون مخاوفهم من تواصل موجات جني الأرباح بالحدة نفسها خلال الأيام المقبلة، كما قال لـ "الاقتصادية" المحلل المالي محمد علي ياسين مدير شركة الإمارات للأسهم الذي اعتبر موجة التصحيح ضرورية ولمصلحة السوق بعد الصعود الطويل بدون توقف.
وسجلت أسعار 48 شركة في سوق الإمارات تراجعا مقابل ارتفاع أسعار 15 شركة, وهبط مؤشر سوق دبي بنسبة 1.2 في المائة بتداولات قيمتها 2.5 مليار درهم، فيما جاء الانخفاض أعلى في سوق أبو ظبي بنسبة 2.4 في المائة وبتداولات قيمتها 1.8 مليار درهم.
وعادت جميع الأسهم القيادية في السوقين مجددا إلى ما دون الحواجز السعرية التي نجحت في تجاوزها الأيام الماضية، حيث هبط سهم "أملاك" دون الدراهم الأربعة عند سعر 3.93 درهم بانخفاض نسبته 2.2 في المائة و"ديار" دون الدرهمين عند 1.99 درهم بانخفاض 1.4 في المائة و"دبي للاستثمار" دون الدراهم الخمسة عند 4.91 درهم بانخفاض 2.1 في المائة وأغلق سهم "دبي المالي" عند حاجز أربعة دراهم من 4.26 درهم بانخفاض 3.9 في المائة , وواصل سهم "إعمار" انخفاضه إلى 11.80 درهم بنسبة 1.2 في المائة بعد أن فشل في البقاء فوق الـ 12 درهما قبل إعلان الشركة عن أرباحها.
وقال ياسين إن صناديق ومحافظ الاستثمار أقدمت على عمليات تسييل واسعة النطاق بعد أن وجدت أن كثيرا من أصولها وصلت إلى مستويات ربحية جيدة، وأن بإمكانها البيع اليوم بمستويات الأسعار المرتفعة والعودة مجددا للشراء عند أسعار أقل، وهو ما ضغط على المؤشرات للتراجع.
وأوضح أن الأسواق ظلت تتحرك تحت وقع نفسيات المستثمرين التي عادت لها الثقة إلى جانب تأثير الشائعات التي لعبت دورا رئيسيا في القفزات السعرية التي سجلتها غالبية الأسهم، حيث استغلها المضاربون في جر صغار المستثمرين وراءهم لضخ سيولة جديدة وبالتالي مواصلة تحريك الأسعار.
وأضاف أن سهم "اتصالات" الذي سجل ارتفاعا قويا تجاوز 21 درهما الأيام الماضية تحت وقع شائعات منها السماح للأجانب بالتعامل بالسهم, وشراء حصة في اتصالات عمان (عمانتل) سجل انخفاضا حادا في سوق أبوظبي بنسبة 3.8 في المائة وهبط إلى 21.10 درهم من 21.95 درهم.
وضغط سهم "اتصالات" الذي يشكل وزنا ثقيلا على مؤشر سوق أبو ظبي التي سجلت تراجع أسعار 31 شركة مقابل ارتفاع أسعار سبع شركات فقط، كما تراجعت أسعار بقية الأسهم القيادية في السوق منها: "الدار"، "الواحة"، "دانة"، و"آبار"، على الرغم من أنها تصدرت قائمة الأسهم الأكثر نشاطا من حيث القيمة.
وقال ياسين إن موجة جني الأرباح قد تتواصل في الأيام المقبلة لكن لن تكون بالحدة نفسها التي حدثت أمس بسبب استمرار الثقة بالأسواق علاوة على وجود قناعة بأن الأسواق تحتاج بالفعل إلى التقاط أنفاسها، ذلك أن التذبذبات العالية ليست في مصلحة السوق، علاوة على أن مديري محافظ الاستثمار المؤسساتية يدركون تماما أن من الصعب استمرار القفزات السعرية لفترات طويلة وأنه لا بد من مرحلة جني أرباح ولذلك سارعوا بالبيع والاستعداد للعودة من جديد لدخول السوق مشترين بأسعار أفضل.
ومع ذلك حافظ الأجانب على الشراء أكثر من البيع خصوصا في سوق دبي، حيث بلغت قيمة مشترياتهم 968.20 مليون درهم تشكل 37.76 في المائة من إجمالي قيمة المشتريات مقابل مبيعات قيمتها 724.25 مليون درهم تشكل 28.25 في المائة، وبذلك بلغ صافي الاستثمار الأجنبي نحو 243.96 مليون درهم كمحصلة شراء.
وأوضح ياسين أن الأسهم القيادية في سوق دبي ستظل محط اهتمامات المتعاملين سواء كانوا مستثمرين أو مضاربين وهي التي تدعم السوق، حيث شكلت تداولات خمسة أسهم هي: "إعمار"، "ديار"، "أملاك"، و"دبي للاستثمار"، وتمويل نحو 50 في المائة من تعاملات السوق، ولوحظ أن سهم "تمويل" نجا من الهبوط بدعم من النتائج القياسية التي أعلنتها الشركة، حيث ارتفعت أرباحها بنسبة 147 في المائة إلى 244 مليون درهم عن الأشهر التسعة من العام وارتفع السهم بنسبة 1.4 في المائة.
وفي الكويت تراجع مؤشر البورصة 55.1 نقطة إلى 13.120.1 نقطة وبلغت قيمة التداولات نحو 217 مليون دينار من تداول نحو 462.3 مليون سهم, وجاء الهبوط قويا من أسهم "البناء" و"يوباك" و"التعمير للاستثمار العقارية" و"متنزهات" بنسب 5.7، 4.8، 4.4، 4.4 في المائة على التوالي فيما صعد سهم "شعاع" بأعلى نسبة 7.2 في المائة و"ورقية" 5.3 في المائة.
ومن المتوقع أن تدعم نتائج الشركات عن الربع الثالث أداء أسهمها، حيث يعقد مجلسا إدارة شركتي الخليج المتحد وأجيال اجتماعيهما لإعلان النتائج.

وهبط مؤشر سوق الدوحة بنسبة 0.44 في المائة بما يعادل 39.89 نقطة، حيث شهدت تراجع 19 شركة مقابل ارتفاع 19 شركة أخرى، واستمرت أحجام التداولات عند نشاطها فوق المليار ريال عند 1.1 مليار من تداول 49.5 مليون سهم.
وجاء الدعم للسوق رغم هبوطه الطفيف من قبل سهم "الخليجي" بتأثير من إعلان بنك الخليج التجاري عن سعيه لشراء كامل فروع بنك إس إيه الفرنسي في الإمارات وارتفع السهم بنسبة 5.3 في المائة عند سعر 13.50ريال، وكذلك سهم السلام بدعم من موافقة الجمعية العمومية على شراء أسهم "السلام بنيان" البالغة 6.5 مليون سهم وارتفع السهم بنسبة 8.9 في المائة.
ومال مؤشر سوق مسقط نحو الانخفاض الطفيف بنسبة 0.050 في المائة بتداولات قيمتها 13.4 مليون ريال من تداول 23.4 مليون سهم، حيث سجلت أسعار 25 شركة ارتفاعا مقابل انخفاض 20 شركة أخرى, وسجلت أسهم الخدمات المالية وصندوق الرؤية و"عمان والإمارات" أعلى الارتفاعات بنسب 9.3 و8 و6.8 في المائة على التوالي، فيما انخفضت أسهم المياه المعدنية و"عمان للكيماويات" و"المتحدة للتمويل" بأعلى النسب 6.2 و5.9و 2.6 في المائة.
ونجا سوق البحرين من موجة الهبوط التي عمت البورصات الخليجية، حيث سجل ارتفاعا بنسبة 0.68 في المائة من سهم "إثمار", وبلغت قيمة تداولات السوق 770.249 دينار من تداول 2.4 مليون سهم وجرى وقف التداول مؤقتا على سهم بنك البحرين الشرق الأوسط حتى إشعار آخر، بسبب صدور حكم نهائي من محكمة التمييز في القضية المرفوعة ضد البنك من بنك الكويت الدولي.

الأكثر قراءة