ذكرى "الإثنين الأسود" تسمح ببدء جنيّ الأرباح وسط إعلانات نتائج الشركات للربع الثالث
تحدثت في التقرير السابق عن أن موسم جنيّ الأرباح قد بدأ في سوق الأسهم الأمريكية بعد أن ارتفع بشكل جيد، خاصة مؤشر "ناسداك" الذي لامس مستوى 2834 نقطة ومن المعتاد أن يبحث المُتداولون عن أسباب نفسية سلبية ووجيهة ليقوموا ببدء جني أرباحهم، وقد وجدوا في ذكرى يوم الإثنين الأسود بغيتهم وهو اليوم الذي انهارت فيه أسواق الأسهم قبل عشرين عاماً وتحديداً في العشرين من تشرين الأول (أكتوبر) عام 1987م.
أنهت سوق الأسهم تداولاتها هذا الأسبوع على انخفاض قوي وكان لهبوط المؤشرات الرئيسية يوم الجمعة الأثر الأكبر في هذا التراجع حيث انحدر مؤشر "داو جونز" بنسبة 4.1 وهو أكبر انخفاض بين المؤشرات الرئيسية ومؤشر S&P 500 بنسبة 3.9 في المائة يليهما "ناسداك"، هبط بنسبة 2.9 في المائة من التراجع ويبقى أن الشركات الأكثر انخفاضاً هي الشركات صغيرة الحجم Small-Cap ويُمثلها مؤشر "راسل 2000" الذي انخفض بنسبة 5 في المائة كما هو موضح في الجدول.
يأتي هذا الانخفاض نتيجة عودة المخاوف من أزمة الرهن العقاري وكذلك بسبب ارتفاع سعر النفط إلى مستويات جديدة لم يصل إليها من قبل، وقد عادت المخاوف من تبعات أزمة الرهن العقاري نتيجة إعلان عدد من البنوك نتائج مالية منخفضة في الربع الثالث ومن أهمها بنك "سيتي جروب"، الذي أعلن توقعات أربكت المُستثمرين حيث انخفضت مبيعاته بنسبة 57 في المائة ومثله بنك أمريكا الذي انخفض دخله بنسبة 32 في المائة كما عرف المُستثمرون أن عدداً من البنوك قام بإعدام ديون بعض عملائها المُتعثرين في السداد ولذا رأينا مؤشر "داو جونز" يهبط.
ناسداك كان أقلهما حيث أسعفته نتائج الأرباح القوية من شركات مثل "ياهو" Yahoo و"إنتل" Intel ولم تؤثر نتائج شركة IBM التي انخفضت مبيعاتها بينما جاءت نتائج شركة "جوجل" أفضل من التوقعات فاندفع سهمها مُسجلاً سعرا مرتفعاً جديداً لم يصل له من قبل فكاد يلامس 640 دولارا.
على صعيد البيانات الاقتصادية فقد أعلنت وزارة التجارة انخفاض نسبة المساكن الجديدة بنسبة 10.3 في المائة في أيلول (سبتمبر) الماضي ليصل عدد الوحدات المباعة إلى 1.2 مليون وحدة سكنية، كما ارتفع مؤشر لنشاط الصناعي في أيلول (سبتمبر) بنسبة 0.01 في المائة وهي نسبة بسيطة كما صدر مؤشر أسعار المُستهلكين CPI الذي ارتفع بنسبة بسيطة هي 2.8 في المائة في أيلول (سبتمبر) بينما المؤشر الأساسي أو الجوهري Core CPI ارتفع بنسبة 2.1 في المائة في الشهر نفسه.
الأسبوع الحالي
هل ما حدث يوم الجمعة الماضي من هبوط قوي يُمهد لحدوث انهيار يوم الإثنين لينطبق عليه أيضاً تسمية يوم الإثنين الأسود, وستُزاحم إعلانات نتائج الشركات للربع الثالث بقية أحداث الأسبوع حيث ستُعلن شركات مهمة مثل شركة "أبل" AAPL وبوينج ومايكروسوفت وAT&T وأمازون علماً بأن عدد الشركات المُدرجة ضمن مؤشر S&P 500 والتي أعلنت نتائجها حتى الآن هي 121 شركة وللأسف هبط نمو أرباحها التشغيلية في الربع الثالث بنسبة 0.1 في المائة بينما التوقعات كانت تتحدث عن النمو في الأرباح التشغيلية بنسبة 3.6 في المائة، وسيُعلن هذا الأسبوع 163 شركة من ضمنها ست شركات مُدرجة أيضاً في مؤشر "داو جونز".
سيكون للبيانات الاقتصادية بالرغم من قلتها نصيب من حظوة المُتداولين واهتمامهم هذا الأسبوع ومن بينها بيانات عن مبيعات السلع المُعمرة في أيلول (سبتمبر) حيث يتوقع ارتفاعها بنسبة 1.5 في المائة بعد أن كانت منخفضة بنسبة كبيرة 4.9 في المائة في آب (أغسطس)، وكذلك ستصدر بيانات عن مبيعات المساكن المُستخدمة والجديدة وكلتاهما يتوقع انخفاضهما فالأولى قد تصل إلى 5.3 مليون وحدة سكنية والأخرى 785 ألفا.
التحليل الفني
بينت في تحليل الأسبوع الماضي أن بوادر تراجع مؤشر ناسداك وهبوطه قد ظهرت إشاراتها وتحديدا بعد إغلاق يوم الجمعة تأكد خروج مؤشر ناسداك من القناة الصاعدة وكسره للمتجه الصاعد وتحركاته خلال الأسبوع الماضي كانت حركة جانبية مهدت لعملية الهبوط. ولعل المُتداولين وجدوا في ذكرى "الإثنين الأسود" بغيتهم وخافوا من الهبوط فاستعجلوا الأمر وخرجوا ليجنوا أرباحهم.
كما بينت في تقرير الأسبوع الماضي وبشكل واضح أن ناسداك عند هبوطه سيجد الدعم في منطقة تقع بين 2725 و2700 نقطة ولكن يبدو أن هذا الدعم لن يطول كثيراً فبمجرد هبوط ناسداك تحت مستوى 2700 نقطة سنرى هبوطا أقوى حتى مستويات قريبة من 2650 نقطة ونأمل أن ينجح متوسط حركة خمسين يوما عند مستوى 2640 نقطة في تقديم الدعم الكافي لمؤشر ناسداك، الآن سنراقب السوق حيث إنه التصرف الأفضل وعدم الاكتراث لأي صعود ومراقبة السوق حتى تتضح الصورة لذا يجب التحلي بالحكمة.