قادة أوروبا يبحثون قضية العملات ومواجهة الصين والهند اقتصاديا

قادة أوروبا يبحثون قضية العملات ومواجهة الصين والهند اقتصاديا

ناقش قادة دول الاتحاد الأوروبي المجتمعون في العاصمة البرتغالية لشبونة أمس الجمعة السبل التي يمكن لأوروبا من خلالها مواجهة التحديات الاقتصادية التي تشكلها الدولتان الآسيويتان الكبيرتان الهند والصين وذلك بعد ساعات من التوصل لاتفاق تاريخي حول مجموعة قواعد جديدة للتكتل الأوروبي الذي يضم 27 دولة.
وكان رئيس الوزراء البرتغالي جوزيه سوكراتس قد كتب في خطاب دعا فيه رؤساء الوزراء والقادة الأوروبيين إلى المشاركة في الاجتماع في لشبونة قائلا "إن التحديات التي تواجهنا تكتسب صبغة عالمية بصورة متزايدة".
وأضاف: "معا لا بد أن ننجح في إيجاد رد أكثر طموحا على العولمة لتضطلع أوروبا بمسؤولياتها بشكل كامل في النظام العالمي الجديد الآخذ في التبلور".
وتأتي حالة الاقتصاد الأوروبي والعالمي الذي تأثر بشدة في الآونة الأخيرة باضطرابات أسواق المال العالمية على رأس قائمة أولويات العديد من قادة دول الاتحاد الأوروبي. وحث رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون على سبيل المثال نظراءه قبل اجتماع أمس على "التحرك وتكريس كل جهودهم للقضايا التي تهم شعب أوروبا مثل النمو الاقتصادي والوظائف والتغير المناخي والأمن".
وجرت محادثات أمس بعد ساعات قليلة من اتفاق القادة الأوروبيين على معاهدة إصلاح وتقديمهم تنازلات لإيطاليا وبولندا. وينتظر أن تضع هذه الاتفاقية التي توصل إليها القادة الأوروبيون قبيل منتصف الليلة الماضية بعد شد وجذب نهاية لسنوات من المناقشات التي دارت حول سبل جعل الاتحاد الأوروبي يعمل بكفاءة أكبر في أعقاب توسيع الاتحاد عام 2004 بانضمام عشرة أعضاء جدد.
كما تهدف المعاهدة إلى تعزيز النفوذ الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي على الصعيد الدولي من خلال تبسيط استراتيجيته في التعامل مع الشركاء الدوليين.
وقال جوزيه مانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبية الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي إن "هذه اتفاقية تاريخية. وأوروبا بإمكانها الآن أن تدافع عن مصالحها في عصر العولمة".
في الوقت ذاته, قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إنه أثار مسألة العملات الأجنبية في قمة الاتحاد الأوروبي, وأضاف أن الجميع يتفق على أن بعض العملات منخفضة للغاية أمام اليورو. وقال ساركوزي في مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع "لا يتفق الجميع على أن اليورو مرتفع للغاية ولكن الجميع يعتبر أن عملات أخرى منخفضة للغاية".
وتابع "يقول البعض إن اليورو هو القوي أكثر من اللازم أو اليوان منخفض أكثر من اللازم". وكانت فرنسا تمارس ضغوطا على أوروبا لانتهاج موقف أكثر صرامة إزاء أسعار الصرف. وشكا ساركوزي مرارا من أن اليورو القوي الذي بلغ ارتفاعا قياسيا جديدا أمام الدولار في آسيا أمس يضر بالنمو. وقال ساركوزي "ما يقوم به أصدقاؤنا الصينيون أمر استثنائي. ما أقوله هو أن الشعوب العظيمة في هذا العالم لها حقوق ولكن عليها واجبات أيضا". وخص وزراء مالية الاتحاد الأوروبي الصين بالذكر باعتبارها المتسبب الرئيسي في اختلالات أسعار الصرف ووعدوا بإرسال وفد رفيع المستوى لإجراء محادثات مع مسؤولين صينيين قبل نهاية العام.
من جهة أخرى، أنهت كوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي محادثات استمرت أسبوعا بشأن اتفاق تجارة حرة أمس، بقول الاتحاد إن سيئول تنتهج سياسات حماية وإنها أقل طموحا مما كانت عليه في اتفاقها مع الولايات المتحدة.
ويحاول الجانبان التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية العام تقول بعض الدراسات إن من شأنه أن يزيد حجم التجارة البالغ 80 مليار دولار سنويا فيما بينهما بنسبة 25 في المائة. لكن جولات المحادثات السابقة شهدت خلافات بشأن خفض التعريفات الجمركية خاصة على السيارات.
وقال اجناشيا جارسيا برسيرو كبير مفاوضي الاتحاد في مؤتمر صحافي "أشعر بخيبة أمل خاصة لأن كوريا تنتهج فيما يبدو سلوكا دفاعيا في مفاوضات التعريفات الجمركية على المنتجات الصناعية". ويقول الخبراء إنه إذا أبرمت كوريا الجنوبية اتفاقا مع الاتحاد الأوروبي فإنه سيكون أكبر من اتفاق تجارة حرة أبرمته سيئول مع الولايات المتحدة في نيسان (أبريل)
الماضي بعد محادثات استمرت عشرة أشهر.
وقال مبعوث الاتحاد الأوروبي "نحن قلقون من أن العرض الذي قدمته كوريا يقل طموحا ويقل جدية عما اتفقت عليه من الولايات المتحدة".
وقال كيم هان سو كبير المبعوثين الكوريين إن الجلسة كانت صعبة وظهرت فيها "خلافات كبيرة فيما يتعلق بكيفية المضي قدما في المفاوضات". لكن المبعوثين قالا إنهما يعتقدان بإمكانية إحراز تقدم.
وتريد بروكسل حرية دخول أكبر لأسواق السيارات والمنتجات المصنعة وقطاع الأعمال في كوريا وخفض العوائق التنظيمية في قطاعات مثل الإلكترونيات والأدوية. وقال كيم "نحن قادرون على إدراك أن هناك خلافا كبيرا في وجهات النظر فيما يتعلق بالسيارات".

الأكثر قراءة