أساليب الخروج من مرحلة المراهقة في الشركات

إذا كانت إقامة شركة أمرا عسيرا فلا بد أن الاستمرار في قيادتها وسط ظروف غير مواتية يعد أكثر عسرا. يواجه الآلاف من رجال الأعمال كل عام هذا التحول الخطير الذي يدعوه الكتاب المنطقة الغامضة، ويجدون أنفسهم أمام التحدي الصعب عندما تكون شركتهم أكبر من أن تعد صغيرة ولكنها لا تزال أصغر من أن تعد كبيرة.
والحقيقة هي أن النمو السريع، الذي هو حلم كل رجل أعمال في بداية حياته ليس بالأمر الذي يتحقق بسهولة، وغالبا ما يأتي محاطا بالمشكلات. وعندما تصل الشركة إلى هذه المرحلة، تماما عندما يصل الإنسان إلى مرحلة المراهقة، يقدح هذا النمو زناد استكشاف الذات واكتساب القدرات والتحولات الإيجابية الصعبة.
عندما تصل الشركة إلى هذه المرحلة يكون عليها العودة إلى الوعود الأساسية التي وعدت بتقديمها إلى عملائها، وأن تتحول من القيادة المعتمدة على البديهة والتلقائية من مؤسسها إلى نمط آخر أكثر تعقيدا وتنظيما وتعددا في المستويات من القيادة ومن الأجور العادية وساعات العمل المرنة إلى نظام لإدارة الموارد البشرية أكثر فاعلية.
على الرغم من أن النظام الذي كانت تسير عليه الشركة في البداية قد يكون هو الأنسب لشركة في بداية تأسيسها تحتاج إلى لتركيز جميع الموارد فيها للإسهام في عملية النمو، إلا أن ما ينتج عنه النمو ليس هو بالضرورة ما يستلزم لاستمراره، مثلما يحتاج الطفل الصغير إلى شيء من الفوضى في حياته وأماكن لعبه ليتمكن من اكتساب المهارات اللازمة في مرحلة الطفولة المبكرة، التي عندما يتجاوزها يحتاج إلى نمط حياة أكثر تنظيما.
وللأسف غالبا ما يتحول الأمر إلى معركة مؤلمة بين الميول الطبيعية لرجل الأعمال الناشئ وبين قواعد النمو المحددة الثابتة. وتكون النتيجة وبالا على الشركة تتلخص في التشتت والإحباط والركود وتدهور أخلاق الموظفين أو قد ينتهي الأمر إلى ما هو أسوأ، وهو الفشل المالي.
على الرغم من هذه الصورة القاتمة، إلا أن الكتاب يقدم بصيصا من الضوء ويشرح كيفية الخروج من هذه المنطقة الغامضة، ويقدم للقراء خريطة تحدد مكانا مرتفعا عن سطح الأرض والأحداث الدائرة يتيح لرجل الأعمال الرؤية الواضحة وتنظيم نفسه ووضع القواعد التي تساعده على استعادة تقدمه.
كما يقدم الكتاب مجموعة من دراسات الحالة وقصص النجاح والفشل التي تساعد القارئ على تعلم الطرق المثلى لتحقيق:
* التوازي بين نمو الشركة واحتياجات السوق.
* تنفيذ التغيرات الأساسية في أساليب الإدارة.
* التأكد من تدرج النموذج المالي الذي تطبقه الشركة.
* اجتذاب الأموال واتخاذ قرارات صائبة خاصة في تمويل الشركة والمشاريع.