مؤشر ناسداك يميل إلى الهبوط في الأجل المتوسط وسيتجاوز 2800 نقطة في الأجل الطويل
أنهت المؤشرات الرئيسية لأسواق الأسهم الأمريكية أداءها على ارتفاع طفيف ما عدا مؤشر ناسداك الذي اختتم تداولاته على ارتفاع بنسبة 1.1 في المائة, ويأتي هذا نتيجة قلق من أداء الاقتصاد, ولكن هذا لم يؤثر في شركات قطاع التكنولوجيا الذي رفع أداء "ناسداك". وعند مراجعة أداء المؤشرات الرئيسة في أيلول (سبتمبر) نجد أن مؤشر داو جونز ارتفع بنسبة 4 في المائة، وهو أفضل أداء له منذ أيار (مايو) الماضي ومثله مؤشر ناسداك بالنسبة نفسها في أيلول (سبتمبر)، وجاء مؤشر S&P 500 أقلهما ارتفاعاً بنسبة 3.6 في المائة.
تم الإعلان عن عدد من المؤشرات والبيانات الاقتصادية ومن ضمنها مؤشر ثقة المُستهلك الذي انخفض في أيلول (سبتمبر) حتى مستوى قريب من أقل مستوى وصل إليه في عامين وهو 99.8، كما تبين أن مبيعات المساكن الحالية انخفضت 4.3 في المائة بينما تم الإعلان الخميس عن مبيعات المساكن الجديدة في آب (أغسطس) وانخفاضها كثيراً بنسبة 8.3 في المائة, وهذا انخفاض فاق توقعات الاقتصاديين بكثير, حيث كان 5.2 في المائة.
كما أُعلن عن انخفاض طفيف في مبيعات السلع المُعمرة في آب (أغسطس) بنسبة 4.9 في المائة وارتفع الإنفاق على البناء بنسبة 0.2 في المائة في آب (أغسطس), ونذكر أنه ارتفع أيضاً في تموز (يوليو) الماضي بنسبة 0.5 في المائة, أما مؤشر PMI الخاص بنشاط التصنيع في شيكاغو فقد ارتفع في أيلول (سبتمبر) إلى 54.2 بعد أن كان 53.8 في آب (أغسطس).
على صعيد أخبار الشركات أعلنت شركة Lowe's Cos, وهي ثاني أكبر شركة لتطوير المساكن عن تخفيضها توقعاتها بخصوص أرباحها السنوية, وهذا عائد إلى تشاؤمها من ضعف في الطلب مُستقبلاً، وأعقبها إعلان شركة lennar Corp عن خسارة كبيرة حققتها في الربع الثالث ما دفعها إلى الإعلان عن نيتها خفض عدد موظفيها في الربع الرابع.
شركة جنرال موتورز أعلنت عن توقعاتها المُستقبلية المتفائلة والمُتركزة على شركات القطاع الصناعي وعلاقتها بالاقتصاد وكان أثر هذه التوقعات إيجابياً على السوق. من جهة أخرى لاقت أخبار استمرار الخلاف والتداعي على شركة ديترويت لصناعة السيارات اهتماماً من قبل رابطة عمال صناعة السيارات بخصوص التأمين الطبي الذي تريد الشركة تخفيضه.
الأسبوع الحالي
سيُراقب المُتداولون في سوق الأسهم بيانات تكشف مدى تقبل المُستثمرين شراء سندات من شركات تمويل عقاري, وسنعرف مع صدور هذه البيانات ما إذا كان هناك من سيقبل المُخاطرة ويضع يده في يد شركات التمويل العقاري من جديد ويشتري سنداتها بعد أزمة الرهن العقاري.
من أهم البيانات الاقتصادية التي ستصدر هذا الأسبوع هو تقرير عدد الوظائف الجديدة لأيلول (سبتمبر), وتأتي أهمية التقرير على غير العادة بعد الهبوط القوي في تقرير آب (أغسطس), الذي أظهر انخفاضها أربعة آلاف وظيفة، والتوقعات أن يكون عدد الوظائف الجديدة في أيلول (سبتمبر) والذي سيُعلن عنه الجمعة المقبل هو 100 ألف وظيفة، ونتيجة هذا التقرير ستُساعد الاقتصاديين على توقع إذا ما كان البنك المركزي سيذهب نحو مزيد من عمليات خفض الفائدة.
موسم إعلان نتائج الشركات المالية للربع الثالث سيبدأ كعادته مع إعلان شركة الألمنيوم Alcoa في التاسع من تشرين الأول (أكتوبر) ومع موسم النتائج ستُعلن الشركات عن توقعاتها المُستقبلية لنتائج نهاية العام، وهذا الأهم في ظل كل هذه الأزمات التي عصفت بأسواق المال والقلاقل التي أرقت الاقتصاد. وتتوقع شركة طومسون للبيانات المالية أن تنمو أرباح الشركات المُدرجة ضمن مؤشر S&P 500 بنسبة 6 في المائة في الربع الثالث بينما 3.9 من هذه الشركات سيكون نموها هو الأقل هذا الربع الثالث خلال السنوات الخمس الأخيرة, حسب تصريحات الشركة.
التحليل الفني
رغم تقدم مؤشر ناسداك بنسبة 1.1 في المائة وانطلاقه من مستوى 2675 وحتى 2715 نقطة تقريباً إلا أن مستوى 2724.74 نقطة هو العقبة المقبلة أمام تقدمه, وكنت قد بيّنت مدى صعوبته في تقرير الأسبوع الماضي، ولكن هذا لا يُغير من توجه "ناسداك" إلى مستوى قريب من 2810 نقاط وربما يهبط قبل أن يصلها ثم يعود إلى الارتفاع.
في حالة هبوط "ناسداك" فإن هذا سيؤدي إلى تكوين قمتين متتاليتين Double Top على الرسم البياني اليومي, وهذا شكل من الأشكال التي تتوقع هبوط المؤشر أو السهم حتى مستويات دعم متينة وأولها سيكون بين 2675 و2668 نقطة حيث يوجد متوسط حركة عشرة أيام يليها ومن بعدها يأتي متوسط حركة 20 يوما عند 2630 نقطة.
ما سبق كان على الأجل المتوسط ولكن على الأجل الطويل، فإن النظرة متفائلة، إذ إن مؤشر الماكد السريع اخترق مؤشر الماكد البطيء في الأسبوع الماضي, وهذا يعني أن اختراق مستوى المقاومة عند 2725 نقطة حاصل لا محالة حتى لو هبط المؤشر خلال هذا الأسبوع.