- سهم "آكاماي" يهبط بضغط من المُحللين وانصراف شركة مايكروسوفت عنها أثر سلباً
شركة آكاماي للتقنية Akamai أحد المزودين العالميين والموزعين لمكونات البنية التحتية للأعمال التجارية الإلكترونية e-Business وخدماتها، ومن ضمن هذه الخدمات تقديم المحتوى المُتجدد الديناميكي وتسريعه وخاصة محتوى الفيديو، وكذلك التطبيقات التي تدفع بهذا المحتوى وتوصله إلى عملائها عن طريق شبكة الإنترنت وغيرها من التطبيقات التي سنتحدث عنها، وتُصنف الشركة على أنها إحدى شركات خدمات الإنترنت، وقد تأسست عام 1998 ومركزها الرئيسي في كامبريدج في ولاية ماساتشوستس الأمريكية، وتُعد الشركة من ضمن الشركات المُدرجة ضمن مؤشر S&P 500، ويُمكن متابعة أخبار وحركة سهم الشركة باستخدام الرمز AKAM.
تطبيقات وحلول
تملك الشركة منصات برمجية سمتها Edge Platform ترتكز عليها جميع حلولها البرمجية التي تهتم برفع أداء تطبيقاتها وتُدير عمليات الوصول إلى الخدمات والمواقع على شبكة الإنترنت Traffic وخدمات التعرف على مواقع المُستخدمين وكذلك تُدير تطبيقاتها خادمات التخزين Online Storage وعمليات وزن الأحمال Load Balancing مما يُتيح لعملاء الشركة القدرة على تشغيل أعمال مواقعهم الإلكترونية على شبكة الإنترنت من أي مكان وفي أي وقت لتخفيض التكلفة، وبالتالي تعمل حلولها وتطبيقاتها على استقرار عمل الخادمات المتضمنة لتطبيقات على شبكة الإنترنت.
منصة شركة آكاماي تحتوي على عدد من الحلول هي Edge Suite تقدم وظائف تتحكم في المحتوى وتطبيقاته، وعدد آخر من الخدمات مثل موازنة الأحمال على الخادم والشبكات وتسهيل عملية تحميل الملفات وتدفق ملفات الفيديو الصوت، إضافة إلى حلول أخرى مثل Edge Computing وEdge Control وتُغني منتجات الشركة العملاء من استخدام أجهزة إضافية لإدارة أعمال المواقع على شبكة الإنترنت وهي مفيدة لمواقع التجارة الإلكترونية التي يزورها الكثير من العملاء.
عملاء الشركة
من بين عملاء الشركة تأتي شركة مايكروسوفت وأبل وشبكة MTV وعدد من الجهات الحكومية مثل القوات الجوية الأمريكية وهيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، وتصل منتجات الشركة إلى عملاء خارج الولايات المتحدة الأمريكية ولكن 78 في المائة من مبيعات الشركة أتت من الولايات المتحدة الأمريكية عام 2006، بينما 22 في المائة المتبقية من دول خارح أمريكا الشمالية، ويصل عدد العملاء الذين وقعوا عقودا طويلة الأجل إلى 2555 عميلا.
نمو الأعمال
إن تزايد أعمال التجارة الإلكترونية وكثرة مواقع الوسائط الإعلامية مثل التشارك في ملفات الفيديو والترفية ساهمت في زيادة الطلب على منتجات الشركة، حيث قامت الشركة أخيرا بعمل علاقة شراكة متينة مع "آكاماي"، حيث أصبحت أحد عملاء شركة "أبل" وعملت الشركة على التعاقد مع شبكة Starz للاستفادة من خدمة تحميل الأفلام اسمها Vongo كما عملت الشركة في عام 2006 مع Clear Channel لإيصال 400 محطة إذاعية إلى أكثر من ثمانية ملايين مشترك وغيرها من الشركات العاملة في المجال نفسه، كما تحول موقع mySpace.com الشهير في عام 2006 إلى تقنيات شركة آكاماي لتحقيق المزيد من السرعة، وعملت شركة آكاماي مع وكالة ناسا الفضائية من خلال نظام طورته اسمه eTouch وعملت مع وكالات حكومية أمريكية تنفق كثيراً في مجال تقنية المعلومات بدافع تحقيق لمزيد من الأمن والحرب على الإرهاب.
أحدث الأخبار
معظم الأخبار الحديثة عن سهم AKAM تتحدث عن تخفيض عدد من شركات الوساطة والمُحللين لجدوى الاستثمار بالسهم من النصح بشرائه إلى الاحتفاظ بالسهم دون بيعه أو شرائه إضافة إلى صدور خبر عن توقيع أكبر عملاء الشركة وهي مايكروسوفت لعقد مع منافستها Lime Light لتقديم خدمات تمرير وتدفق محتوى الفيديو لمنتجات شركة مايكروسوفت ومنتجها Xbox.
كما أعلنت الشركة عن نتائجها للربع الثاني والمُنتهي في الثلاثين من حزيران (يونيو) الماضي مُحققة 152.7 مليون دولار مقارنة بـ 100.7 مليون دولار للفترة نفسها من العام الماضي والعائد على السهم 0.21 سنت مقارنة بـ 0.13 سنت لكل سهم وقد تجاوزت مبيعات الشركة لهذه الفصل توقعات عدد من المُحللين وزاد عدد عملاء الشركة.
توقعت الشركة أن تُحقق في الربع الثالث الذي انتهي في أيلول (سبتمبر) بالأمس مبيعات بين 157 و162 مليون دولار وعائد على السهم بين 0.32 و0.35 سنت، ولكن مع هذا تتوقع الشركة انخفاض أرباحها عند نهاية السنة المالية الحالية مقارنة بعام 2006 وأن يصل إجمالي مبيعاتها بين 615 و625 مليون دولار وعائد على السهم بين 1.3 و1.26 دولار، أي أكثر من مبيعات عام 2006.
المؤشرات المالية
سنتناول قوائم الشركة الجديدة لعام 2006 المنتهي في كانون الثاني (ديسمبر) من العام الماضي، حيث حققت الشركة مبيعات بمقدار 529 مليون دولار، مُسجلة ارتفاعا بمقدار 52.5 في المائة مقارنة بمبيعات عام 2005، وارتفعت أيضاً أرباحها بنسبة 79.4 في المائة، حيث وصل صافي الدخل إلى 75.47 مليون دولار، وبالنسبة إلى ربحية الشركة نجد أن صافي نمو أرباح الشركة مرتفع 14.3 في المائة، وهو أكثر من نسبة صافي نمو الربحية لبقية الشركات العاملة في القطاع نفسه ومقداره 10.4 في المائة.
توجد ديون على الشركة ونسبة المديونية بالنسبة للملكية 0.16 في المائة أي أن ديون الشركة تُشكل 1.6 في المائة من حقوق الملكية، علما أن السيولة الجارية Current Ratio المتوافرة لدى الشركة تستطيع تغطية أي ديون عليها بمقدار 5.8 في حال طلب التسديد الفوري للفوائد، أما نسبة العائد إلى حقوق ملكية المُستثمرين ROE، فهو 7.8 في المائة وهو أكثر من العائد الذي تمنحه البنوك على إيداع الودائع، ولكنه أقل من العائد على الملكية الذي يمنحه القطاع الذي تنتمي إليه الشركة ومقداره 19 في المائة، أما قُدرة الشركة على الاستفادة من مبيعاتها في تغطية قيمة الأصول Asset Turnover بمقدار 0.4، ومكرر الأرباح الحالي للشركة مرتفع بشكل كبير يصل إلى 66 مرة ولا يُحفز على الاستثمار في الشركة وهذا المؤشر المالي يُعد أحد المؤشرات المهمة في تقييم جدوى الاستثمار في سهم ما، ويُتوقع أن يصل مُكرر الربحية في نهاية عام 2008 إلى 13 مرة.
التحليل الفني
انخفض سعر سهم AKAM بشكل كبير من سعر 59.69 دولار الذي وصله في منتصف شباط (فبراير) الماضي حتى هبط إلى 28.73 دولار عند إغلاقه يوم الجمعة الماضي أي انخفض بنسبة 51.83 في المائة نتيجة لعلميات خفض جدوى الاستثمار في الشركة من قبل عدد من شركات الوساطة، وحاليا السهم قريب من مستوى دعم قديم عند مستوى 27.14 دولار كان قد هبط إليه في حزيران (يونيو) من عام 2006 ويحتاج سهم AKAM إلى وقت طويل حتى يستقر سعره عند مستويات تقع بين 27 و30 دولارا، حيث توجد مقاومة واضحة من متوسطي حركة 20 و200 يوم الذي أغلق أسفل منهما وعودة السهم إلى مستويات 15 دولارا ليس مستبعدة ولكنها ستأخذ وقتا.
ما سبق هو تحليلي على الأجل الطويل أما على الأجل المتوسط، فإن السهم سيُعاني من موجة بيع قوية خلال الأسابيع المقبلة وحتى لو صمد عند مستوى 27 لفترة، فإنه سيهبط لا محالة واستعراضي لهذا السهم بغرض أن تُبقيه تحت لملاحظة حتى تأتي الفرصة السانحة عند مستويات بين 15 و20 دولارا، ومن ثم يمكن الدخول في السهم وشراؤه حسب رؤيتك والتمسك به استعداداً لموجة صعود قادمة.
المخاطر والمنافسون
صحيح أن الشركة في توسع مستمر وأعمالها وعملائها يزدادون ويوثقون علاقتهم بها ولكن يبقى أن المجال الذي تعمل فيه الشركة هو متغير من حيث نوعية التقنية والمنافسة فيه حامية الوطيس، وتأتي المنافسة في المحتوى من شركات مثل "جوجل" و"ياهو"، بينما في مجال الأجهزة فتنافس كل من شركة "سيسكو" و"لوسنت"، ويرى المحللون والمهتمون في مجال صناعة المحتوى أن هناك منافسين جددا منهم CDNetworks التي لديها تقنيات جديدة خاصة بها.
من أول عملاء الشركة الذين ذكرتهم شركة مايكروسوفت التي تُحقق 10 في المائة من مبيعات الشركة حسب بيانات الشركة لعام 2006 ولو انخفض اعتماد "مايكروسوفت" على شركة آكاماي، فإن هذا سيُضعف مبيعاتها والوضع نفسه مع عملاء آخرين، وقد حدث هذا بالفعل مع توقيع شركة مايكروسوفت عقدا مع منافس "آكاماي"، وهي شركة Limelight لتسهيل تدفق محتوى الفيديو الخاص بـ "مايكروسوفت" ومنصة الألعاب الخاصة بها وهي XBOX، وكان ذلك في أواخر شهر آب (أغسطس) الماضي.
كما أن أسعار سعة الموجة Bandwidth قد انخفضت، ما يعني تهديد لمنتج الشركة الذي يوفر على عملائها تركيب أجهزة تزيد من القدرة على الاستفادة من السعة المتوافرة بأفضل شكل ممكن دون اللجوء إلى توسيعها.
الخلاصة
منتجات شركة آكاماي وخدماتها تلقى رواجاً والشركة تتوسع من خلال الاستحواذ وتوقيع عقود طويلة الأجل مع شركات كبرى وجهات حكومية أمريكية تتمتع بقدرة عالية على الإنفاق في مجال تقنية المعلومات، وعدد المُحللين المُراقبين لأعمال وقوائم الشركة وأخبارها هم 22 مُحللا مُعتبرا ويرى عشرة منهم الاحتفاظ بالسهم لمن يملكه في محفظته، بينما يرى مُحلل واحد ضرورة بيع السهم وعدم شرائها, أما 11 منهم فما زالوا يرون أن السهم يستحق الشراء وينصحون به اعتماداً على توقعهم بوجود توسع ومُستقبل مالي جيد للشركة، ويتوقعون أن يصل سعرها بين 25 و64 دولار خلال الفترة المقبلة ولكن لا تعتمد على هذه التوقعات من أصحاب التحليل المالي الأساسي، إذ سرعان ما تتغير آراؤهم.
من ناحية التحليل الفني، فإن السهم معرض للهبوط أكثر وقد يستقر في الفترة المقبلة بين سعر 27 و30 دولارا، وإن انخفض أكثر فهو معرض للوصول إلى مستوى 15 دولارا، لذا فإن من يجد نفسه مهتماً بهذه الشركة أن يضعها تحت المراقبة ويراقب أخبارها وحركة سهمها من خلال مراجعة الرسم البياني حتى تتبين له الفرصة المُناسبة.