الريال في أعلى مستوى أمام الدولار.. ومخاوف من تأثيرات في الاستثمارات الخارجية

الريال في أعلى مستوى أمام الدولار.. ومخاوف من تأثيرات في الاستثمارات الخارجية

سمح اتساع الفرق بين الفائدة على الريال السعودي والفائدة على الدولار، بعد خفض البنك المركزي الأمريكي لسعر الفائدة بربع نقطة مئوية الأسبوع الماضي، باستمرار إقبال المضاربين في الأسواق العالمية على العملة السعودية.
ودفع هذا الإقبال الريال السعودي أمس لتسجيل أعلى مستوى له منذ 21 عاما مقابل الدولار الأمريكي، لاستمرار التكهنات بأن الرياض سترفع قيمة عملتها قريبا. وأكدت مؤسسة النقد العربي السعودي الأسبوع الماضي أنها لن تقتدي بالقرار الأمريكي الأخير بخفض أسعار الفائدة مما أثار تكهنات بأن المملكة قد تتخلى عن ربط عملتها بالدولار. وأدت هذه التكهنات إلى انخفاض العملة الأمريكية إلى 3.7366 ريال اليوم وفقا لبيانات "رويترز" وهو أدنى مستوى لها منذ كانون الأول (ديسمبر) عام 1986.
وقال لـ"الاقتصادية" محلل مالي، ـ فضل عدم ذكر اسمه ـ إن الكثير من المدخرين للعملة الأمريكية خصوصا من الأفراد السعوديين بدأوا في تحويل مدخراتهم من الدولار إلى الريال، ما قاد الكثير من المضاربين في الأسواق العالمية إلى شراء الريال وذلك بعد ارتفاع الطلب عليه عالميا.
وزاد" تتحكم الآن قوى العرض والطلب في سوق الريال، إذ أعطى عدم تحرك مؤسسة النقد السعودي، انطباعا بأن هناك قبولا لارتفاع سعر الريال".
وقال المحلل المالي إن أي خفض لسعر الفائدة على الريال السعودي، في المرحلة الراهنة قد يزيد من مستوى التضخم، وهو الأمر الذي تسعى المؤسسات المالية في السعودية إلى تلافيه.
وأشار المحلل إلى أن غلاء الريال في الوقت الحالي معقول، إلا أنه أكد أن أي استمرار للمضاربة على العملة السعودية هو أمر غير صحي، وسيؤثر في مسار الاستثمارات السعودية محليا وخارجيا.
ويعقد حمد السياري محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي اليوم مؤتمرا صحافيا يتوقع أن يتناول القضايا المتعلقة بالسياسة النقدية للسعودية، ومسار سعر صرف الريال السعودي، عقب التحركات التي طرأت على سعر الدولار.

وقالت كارولين جرادي الاقتصادية في دويتشه بنك عن ارتفاع الريال "أموال أجنبية تدفقت على السوق لأن البنك المركزي قال بوضوح إنه لن يتبع خطى مجلس الاحتياطي الاتحادي في خفض الفائدة." وأضافت "تشير التكهنات إلى أن ذلك سيدفعه إلى رفع قيمة العملة."
وقال حمد السياري محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي)
لـ "رويترز" يوم الأربعاء إنه بعد دراسة وضع السيولة والوضع الاقتصادي فإن البنك لا يرى حاجة للتغيير.
وأدت هذه التكهنات إلى انخفاض العملة الأمريكية إلى 3.7300 ريال أمس
وفقا لبيانات "رويترز" وهو أدنى مستوى لها منذ كانون الأول (ديسمبر) عام 1986، العام الذي ربطت فيه المملكة عملتها بالدولار على سعر 3.74 ريال. وبلغ سعر الريال في التعاملات الفورية 3.7340 ريال للدولار في الساعة 11:15 بتوقيت جرينتش.
واستبعدت كل من السعودية والإمارات والبحرين وعمان مرارا رفع قيمة
العملة قائلة إن التضخم الذي اقترب من مستوياته القياسية في المنطقة يرجع
أساسا إلى عوامل محلية مثل ارتفاع الإيجارات وليس تكاليف الواردات.
وبلغ التضخم في السعودية أعلى مستوياته في سبع سنوات في آب (أغسطس) وبلغ أعلى مستوياته في 19 عاما في الإمارات.
وارتفع سعر الدرهم الإماراتي إلى أعلى مستوياته في خمس سنوات إلى 3.6682 أمس الأول الإثنين قبل أن يتراجع إلى 3.6700 في الساعة 11:08 بتوقيت جرينتش اليوم.
وقالت مونيكا مليك المحللة المختصة باقتصاد الشرق الأوسط في المجموعة المالية القابضة-هيرميس في دبي "ربما يستهدفون أصحاب المراكز الدائنة... هناك مصلحة للمؤسسات الأجنبية والأوروبية في شراء العملات المحلية مراهنين على رفع قيمتها".

الأكثر قراءة