رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الإفطار على التمر والحليب في رمضان

ترتبط الثقافة الغذائية بالعادات الاستهلاكية لدى الشعوب, وفي هذا الشهر الفضيل ترتكز عادات المواطنين للإفطار في رمضان في هذه البلاد على التمور تأسيا بالمصطفى عليه أفضل الصلوات والتسليم, وفي أغلب مناطق المملكة تكون القهوة هي المصاحبة للتمور فهل هذا غذاء صحي؟ الدكتور خالد الرضيمان رئيس قسم إنتاج النبات ووقايته في جامعة القصيم في مقال له على موقع وزارة الزراعة الإلكتروني يرى " أن التمر والحليب هو الغذاء الصحي المتكامل على الإفطار في رمضان، وتطرق إلى الأهمية الغذائية والصحية لكل من التمر والحليب كل على حدة واتضح أن استخدام التمر مع الحليب يكمل صفات كل منهما الآخر ويحسن استفادة الإنسان الغذائية والصحية, فالحليب فقير في عنصر الحديد والتمر يتميز باحتوائه على نسبة من عنصر الحديد كذلك فإن تناول التمر مع الحليب يقي الإنسان من الأمراض السرطانية لاحتوائهما على مضادات الأكسدة الطبيعية وكذلك احتوائهما على نسبة عالية من الكالسيوم والمغنسيوم والفوسفور يساعد في نمو الخلايا وتثبيت العناصر في العظام وبنائها والوقاية من هشاشة العظام عند الصغار والمسنين" انتهى كلام الدكتور الرضيمان.
ومن العوامل المشجعة أن المنتجات الزراعية في هذه البلاد سواء نباتية أو حيوانية أو أسماك تأتي في مقدمة الأغذية التي لها فوائد صحية مباشرة على الجسم إلا أن النمط الغذائي للمجتمع له دور أساسي في تحديد كيفية الاستفادة صحيا من تلك المنتجات، وفيما يتعلق بمنتجي التمر والحليب فقد حققت المملكة فيهما ميز نسبية ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى الخارجي، فالتمر يعد محصولا استراتيجيا قابلا للتخزين واستهلاكه على مدار العام وتعدد أصنافه التي تتناسب مع ذوق المستهلك، وتبلغ كمياته المنتجة نحو مليون طن، كما أن منتج الحليب يعد أحد أهم مخرجات صناعة الألبان الطازجة الرائدة في المملكة والتي لها مخرجات عديدة تتناسب وذوق المستهلك وتبلغ الكمية المنتجة من الألبان الطازجة نحو 1.4 مليون طن . كما أن كلا من المنتجين حقق تميزا في الأسواق المحلية وفي الأسواق الخارجية رغم انخفاض الكميات المصدرة منهما، وأصبحا مطلوبين بالاسم لجودتهما وتحسن في النوعية مما يعني أهمية الاستمرار في هذا النهج لتحقيق التميز من حيث الجودة أو القيمة المضافة ومراعاة تغير ذوق المستهلك المرتبط بعاداته الاستهلاكية وثقافته الغذائية، وفي اعتقادي أن الأمر لا يقتصر على الإفطار في رمضان رغم أهميته بل يتعداه إلى الوجبات الرئيسية وعلى وجه الخصوص الإفطار اليومي والأمر يتطلب العمل على رفع مستوى الثقافة الغذائية بتبني برامج توعوية تقودها المدارس ضمن الأنشطة اللامنهجية للمدرسة وإبرازها إعلاميا على أن يدعمها القطاع الخاص ولا بد أن يكون هناك دور واضح للغرف التجارية وهيئة تنمية الصادرات في حال قيامها .. كما أن الأمر يتطلب تسهيل توفير منتجي التمور والحليب في المقاصف المدرسية وتشجيع الأطفال على استهلاكهما بدلا الوجبات غير الصحية وتكثيف الجهود التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم مشكورة في هذا المجال, فهل يتحقق ذلك ويصبح غذاؤنا صحيا؟ نتمنى ذلك. والله ولي التوفيق.

[email protected]

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي