الزراعة في يوم الوطن

[email protected]

يصادف يوم الأحد المقبل ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، ويعيش أبناء هذا الوطن فرحة الذكرى ويدركون الدور الرائد لمؤسس هذا الكيان الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود " طيب الله ثراه" في توحيد أجزاء المملكة وتحقيق الأمن والاستقرار ودوره في تحقيق التنمية الشاملة رغم شح الموارد الاقتصادية في تلك الفترة. ويحرص ولاة الأمر في المملكة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس " يرحمه الله" على دعم القطاع الزراعي وتبلور ذلك ضمن أحد أهم المشاريع الضخمة التي تبناها الملك عبد العزيز لتوطين أبناء البادية.
وحظي هذا القطاع بدعمه ـ يرحمه الله ـ منذ زمن مبكر لتحويله من قطاع بدائي يعتمد في عملياته الزراعية على الطرق البدائية في الري والحراثة والحصاد باستخدام الحيوانات التي كانت عاملا مساعدا في تلك العمليات إلى قطاع تقني. وكانت هناك محاولة جادة لاستخدام التقنية بدأت عام 1927م تمثلت في إصدار أمر ملكي لإعفاء الآلات والمكائن الزراعية من الرسوم الجمركية الغرض منه تشجيع استخدام التقنية. ودعم هذا القطاع جاء انطلاقا من أهميته باعتباره أحد أهم الروافد الاقتصادية في المملكة، ولهذا القطاع إسهام فاعل في توفير فرص عمل في الأنشطة المرتبطة به سواء تلك التي تسبق العملية الإنتاجية بتوفير مستلزمات الإنتاج أو المتعلقة بالعمليات التصنيعية والتسويقية للمنتجات الزراعية. كما يسهم في تحسين مستويات دخول أبناء الريف وتوطينهم في قراهم ومنع حدوث هجرتهم حيث يعدون الزراعة مصدر دخلهم الرئيسي وعائلهم بعد الله سبحانه وتعالى وهم يشكلون نحو 30 في المائة من إجمالي سكان المملكة.
وفي مجال الأمن الغذائي ـ وهو الهدف الرئيس للقطاع الزراعي ـ تمكنت المملكة من تحقيق الاكتفاء الذاتي في كثير من السلع الزراعية الغذائية كالقمح والتمور وبيض المائدة والألبان الطازجة، كما وصلت في إنتاجها من السلع الزراعية الغذائية الأخرى إلى مراحل متقدمة من الاكتفاء الذاتي. فإلى جانب الدور الاقتصادي المهم لهذا القطاع فإن هناك أبعاداً اجتماعية وديموغرافية وأمنية لا تقل أهمية، وتتمثل في إحداث التنمية المتوازنة بين المناطق وتوفير سبل العيش الكريم والمحافظة على نمو القرى والهجر وتوطين أبناء البادية والحد من معدلات البطالة والفقر. ولهذا القطاع إسهام في توطين التقنية والخبرات الوطنية التي تسهم بفضل من الله في رفع كفاءة الإنتاج وخفض استهلاك الموارد الطبيعية. والجميع يتذكر كلمة خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز التي وجهها للمزارعين في رمضان 1426هـ والتي تضمنت تأكيده "يحفظه الله" أن حكومة المملكة قد دأبت منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن "طيب الله ثراه" على دعم القطاع الزراعي إدراكاً منها بأهميته الاقتصادية والاجتماعية وباعتباره إرثاً تتوارثه الأجيال وقدر ـ أطال الله في عمره ـ دور المزارعين وتكاتفهم في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الزراعية. وتحلت قمة الوفاء والتقدير وهذا ما عهدناه في قادة هذه البلاد بأن الدولة مازالت تتطلع إلى استمرار قيام المزارعين بجهودهم المشكورة نحو الارتقاء بهذا القطاع المهم والمحافظة على المكتسبات التي تحققت بفضل الله ثم بتضافر الجهود والحرص على تبني الأساليب الحديثة في الري حفاظاً على الموارد المائية.. كما تحلت كلمته ـ أدام الله عزه ـ بالشمولية ونظرة القائد الثاقبة بأهمية المحافظة على الموارد الطبيعية وفي مقدمتها المياه. إن شكر وتقدير قائد الأمة لأبنائه المزارعين قمة الدعم المعنوي الذي عكس اهتمامه ودعمه الذي يحظى به المزارعون على شرائحهم المختلفة سواء صغار المزارعين في الأرياف المتناثرة في مناطق المملكة، أو للمستثمرين في القطاع الزراعي والذين أسهموا بشكل فاعل في تحقيق المكتسبات التنموية في هذا القطاع، أو تلك القطاعات المرتبطة بالحلقات الأمامية أو الخلفية لهذا القطاع وإلى المجد يا أغلى وطن. والله ولي التوفيق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي