رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


عام جديد وحج بلباس جديد

[email protected]

لقد حبا الله هذا البلد الكريم بقيادة حكيمة راشدة ذات أياد بيضاء فعم الخير بوجودهم وبجهودهم أرجاء الوطن بل وفي أنحاء مختلفة من المعمورة. ولقد كان ولا يزال موسم الحج أحد الشواهد على تسخير جميع إمكانات الدولة لخدمة ضيوف الرحمن كشرف من الله به علينا، فبذل فيه الغالي والرخيص حتى يؤدي الحجاج مناسك حجهم في يسر وأمان وطمأنينة ونظفر برضاه بإذنه تعالى. إن في كل عام هجري يمر يرى العالم كله نقلة نوعية جديدة في خدمات الحجيج، حيث تستحدث خطط وآليات وتستخدم تقنيات تعزز الجهود وتحسن المخرجات كنوع من توظيف القدرات والإمكانات لإخراج حج نظيف وآمن. وليتم تسليط الضوء في هذا العام على مستجدات الخدمات المقدمة للحجاج فلن يكفي ذلك مقالة أو برنامج ولكن هي إضاءات على ما لم يركز عليه بكثافة، وقد كان من ضمن الجهود الواجب إبرازها. لذلك حبذا لو أن الجهود الإعلامية كثفت تغطيتها هذه الأيام على جديد خدمات الوزارات والجهات المعنية بخدمة الحجاج وما تطور منها لنتعرف على جديد هذا العام في خدمات الحجاج.
من وجهة نظري أرى أن المطلع والمتابع لا يجد تسليط الضوء على تفاصيل ما وصلت إليه التحديثات أو التقنيات في المرافق أو على مستوى منطقة المشاعر ومن أهمها مثلا "الصحية". ففي المشاعر المقدسة ترتبط المرافق الصحية بعضها مع بعض وبالمرافق الكبيرة في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والطائف بوسائل تسهل لها إجراءاتها الفنية والمهنية بداخل كل مرفق وتعينها على تقديم الخدمة بأسلوب متميز. ولو تم نشر نتائج تقييم مشروع الاستعانة بالأطباء الكبير الذي يستعان فيه بكفاءات طبية وتمريضية متميزة من خارج المملكة, لوضح لنا كيف أن هذا الأنموذج الفريد يشير إلى ما توليه الدولة ـ أعزها الله ـ من اهتمام كبير بصحة ضيوف الرحمن انعكس بجودته ونتائجه المبهرة على أداء جميع الأطقم الطبية الأخرى المستعان بها في جميع التخصصات في المرافق المختلفة التابعة لوزارة الصحة في المملكة. كما لو أن إدارة مثل إدارة النظم والأساليب في الوزارة خرجت من تواريها بإبراز ما قدمته وتقدمه من جهود مضنية حيال صياغة السياسات والإجراءات وتحديثها ومن ثم مساعدة الموظفين المرشحين للعمل خلال موسم الحج في المشاعر المقدسة أو في منطقة المدينة المنورة على العمل بمقتضى هذه الإجراءات في سبيل إجادة تنفيذ الخدمات في أهم موسم وأكثر بقاع الأرض أهمية على الإطلاق, لتحدثنا الآن عن التقنية وجديدها.
من ناحية أخرى لو قامت وزارة الحج بإلقاء الضوء على ما تبذله مؤسسات الطوافة في كل عام حيال إعادة تأهيل مخيمات الحجاج وتأثيثها ومحاولة إظهارها كبيئة نظيفة ومسكن ملائم في منطقة المشاعر التي انعكست على راحة الحجيج فأشعرتهم بالراحة وكأنهم في منازلهم، حيث الأرضية المفروشة بالسيراميك والجدر المطلية بالدهانات المختلفة والملونة والتمديدات الكهربائية والهاتفية... إلخ, لكان لدينا ردود أفعال إيجابية أكثر من جانب المطوفين والأدلاء والوكلاء أن يعرضوا خططهم للأعوام المقبلة. كما أنها لو حاولت مع الأمانة جعل منطقة المشاعر "المشعر العصري" كدراسة مصغرة قبل البدء في مشروع مكة المكرمة "المدينة الذكية" ليطالع الحجاج الذين لا يقرأون أو حتى يفهموا اللغة العربية شاشات تعرض لهم أداء المناسك تمثيلا إلكترونيا بالصوت والصورة أو حتى أرشدتهم بما يريدون معرفته خلال الموسم عن شتى الأمور من مواقع مخيماتهم وحتى أحوال أهاليهم في دولهم وغير ذلك. ولو أنهم وضعوا معايير موسمية لتقييم تطور مخيمات الحجاج أو مساكنهم كدعوة للمؤسسات في مكة المكرمة والمدينة المنورة لتحسين تجهيزات مواقعهم كل عام بناء على ما بدأوه في العام الماضي لإنتهى بنا المطاف في عام 2010م، وقد تحولت منطقة المشاعر المقدسة إلى "منطقة ذكية" فعلا في أسرع وقت ممكن وبأفضل التقنيات العصرية وبتكلفة تتقاسمها عدة جهات لها الهدف نفسه, ما يعني جعل المخيمات تبدو وكأنها "قصور تفاعلية" داخل "خيام تقليدية" تغطي تحتها أكبر بنية تحتية لأكبر شبكة اتصالات لنقل البيانات بسرعات عالية، وتمتد البنية الفوقية بين المرافق والمساكن لتبلغ بمشروع المدينة الذكية إلى مداه ولتكون العدوى هنا "إلكترونية" على مستوى المملكة فتتقدم المدن الذكية واحدة تلو الأخرى من خلال تجارب الحج. الدعوة أيضا لشركات الاتصالات بتسريع تحديث وسائل الربط مع الجهات الخدمية المختلفة في منطقة المشاعر حتى تسهم في إعداد قواعد بيانات عامة مشتركة بينهم تمكن من متابعة الحاج وموقعه ووضعه الصحي والأمني لتقديم الخدمة بأسلوب أكثر تميزا. هذا سيسهل الاستفادة منها وتحديثها في كل عام حتى نتمكن جميعا من التعاون على مساعدة الحجاج والمعتمرين على المغادرة بعد الانتهاء من أداء مناسك الحج والعمرة مباشرة. من ناحية أخرى فإن استخدام نظام الـ GPS في موسم الحج سيمكن جميع القطاعات من أداء مهامهم بيسر وسهولة وسرعة فائقة بالوصول للمواقع والتواصل مع مقدمي الخدمة أينما كانوا ما يجعلنا نزداد فخرا يوما بعد يوم بما وصلت إليه خدمة الحجيج في "هذا البلد الأمين".
تقبل الله من الحجاج حجهم ومن الجميع دعاءهم وأن يعودوا إلى بلدانهم سالمين آمنين بإذنه تعالى. والله وليهم ومولاهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي