رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


13 منتدى اقتصاديا .. حلم أرجو أن يتحقق

[email protected]

أعتقد أنه حان الوقت لكي تقيم كل غرفة تجارية في مناطق المملكة الثلاث عشرة منتديات اقتصادية لمناقشة القضايا الاقتصادية الخاصة بتلك المناطق ومتطلبات تنميتها اقتصاديا بما يمكن الحكومة من تحقيق أهدافها خصوصا وقف الهجرة إلى المدن الرئيسية وتعزيز النمو المتوازن في جميع مناطق المملكة.

الناظر للخطاب الإعلامي لمنتدى الرياض الاقتصادي الذي أطلق توصيات دورته الثالثة الأسبوع الماضي يلاحظ أن المنتدى وللمرة الأولى يدعو إلى إقامة منتديات اقتصادية أخرى كأنشطة فكرية مهمة وفاعلة في إعادة تشكيل معارف الجهات المعنية بالشأن الاقتصادي سواء كانت حكومية أو خاصة أو غير ربحية، إضافة إلى الأفراد المهتمين بالشأن الاقتصادي من أكاديميين وباحثين وصناع فكر ورأي، وذلك من خلال إثارة حوارات صحية وهادفة وموضوعية مستندة إلى دراسات وبحوث علمية وحديثة وشاملة.
وأنا أشاطرهم الرأي تماما في أهمية تفعيل دور المنتديات الاقتصادية كأنشطة فكرية تمكن صناع ومتخذي القرارات أيا كانت مواقعهم ومستوياتهم من اتخاذ قرارات اقتصادية أكثر سلامة وجودة حيث تمكنهم المنتديات من رؤية أي قضية أو مشكلة اقتصادية مهما كان حجمها من كافة الزوايا وربط عناصرها بعضها ببعض لتشكيل صورة واضحة المعالم، وهو ما يمكنهم بالتأكيد من صناعة واتخاذ قرارات أكثر رشدا بعيدا عن الانطباعات والأهواء الشخصية.
وأود أن أضيف للمنتديات مهمة أخرى، وأرجو أن يضطلع بها منتدى الرياض أولا باعتباره المنتدى الاقتصادي الرائد في تطبيق منهجية متفردة تثمر توصيات عالية الجودة شكلت قاعدة صلبة لاتخاذ قرارات ضرورية طال انتظارها، وهذه المهمة والتي ألمح بعض أعضاء مجلس أمناء المنتدى عن رغبتهم في قيام المنتدى بها على اعتبار أنها أصبحت تشكل تحديا جديدا أمام تنمية الاقتصاد الوطني وهي مهمة متابعة تنفيذ القرارات الصادرة بناء على التوصيات، وذلك من خلال أنشطة فكرية مساندة مثل الندوات والمحاضرات وورش العمل والحلقات النقاشية المدعومة بالنشر والبث الإعلامي المخطط، وذلك لحث الجهات المعنية بتطبيق القرارات بالوقت المناسب وبالصورة المنشودة لتحقق الغاية من إصدارها وتطبيقها إضافة إلى تهيئة المجتمع للتفاعل الإيجابي مع تلك القرارات.
ما قاله الأستاذ سعد المعجل رئيس منتدى الرياض الاقتصادي في تصريح له في إحدى الصحف المحلية بخصوص منتدى جدة الاقتصادي يثلج الصدر حيث قال " بالنسبة لمنتدى جدة فلاشك أنه منتدى ذو أهداف سامية كغيره من المنتديات التي تقيمها الغرف التجارية الصناعية في بلادنا، ولا شك أنه اتخذ منهجية تتناسب وأهدافه، وهو يسهم في تعزيز صورة المملكة الخارجية إضافة إلى تصديه للقضايا الداخلية، وكلنا ثقة بأن المنتديات متكاملة ستسهم في دعم صانع ومتخذ القرار الاقتصادي في بلادنا بما يؤصل لقرارات اقتصادية أكثر سلامة وأعلى جودة " وهو لاشك كلام ينم عن عمق فكري يسعى للتكامل "بدلا من التنافس" في دعم صناع ومتخذي القرارات الاقتصادية.
وإذا كان لدينا ثلاثة منتديات اقتصادية تقيمها الغرف الرئيسية في المملكة (الرياض، جدة، الشرقية)، وكلها منتديات تناقش حسب ما أراه قضايا هيكلية فمن يناقش القضايا الاقتصادية الجزئية والقضايا الاقتصادية الخاصة بمنطقة دون أخرى، أعتقد أنه حان الوقت لكي تقيم كل غرفة تجارية في مناطق المملكة الثلاث عشرة منتديات اقتصادية لمناقشة القضايا الاقتصادية الخاصة بتلك المناطق ومتطلبات تنميتها اقتصاديا بما يمكن الحكومة من تحقيق أهدافها خصوصا وقف الهجرة إلى المدن الرئيسية وتعزيز النمو المتوازن في جميع مناطق المملكة.
ولكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن فورا، هل من الممكن أن يتحقق هذا الحلم ونرى 13 منتدى اقتصاديا فاعلا قادرا على المساهمة في صناعة واتخاذ قرارات رشيدة وأكثر سلامة وجودة؟ والجواب بظني نعم، خصوصا أننا نعيش في ظل قيادة حكيمة تعمل على تفعيل كل ما من شأنه المساهمة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في توفير متطلبات الحياة الكريمة الآمنة للمواطن والمقيم.
ولا شك أن الغرف التجارية التي تمثل مجتمع الأعمال في كل منطقة تعرف تماما ما نوعية ومنهجية المنتدى الاقتصادي الذي يناسب منطقتها، وما هي القضايا الرئيسية والفرعية التي يجب على كل منتدى أن يتصدى لها بحثا وتحليلا وتشخيصا وعلاجا ومتابعة لتكتمل المنظومة الاقتصادية في كل منطقة لحث رجال الأعمال من داخل وخارج المنطقة، فضلا عن المستثمر الأجنبي للاستثمار فيها بما يحقق لها التنمية الاقتصادية المستدامة.
بلغني عن نية الغرفة التجارية والصناعية في منطقة القصيم "منطقة التمور" عن إقامة منتدى اقتصادي وهو خبر مفرح، وأرجو أن يكون صحيحا، وأرجو من كل غرفة تجارية وصناعية أن تفكر مليا في إقامة منتدى اقتصادي يعزز ميزات منطقتها التنافسية أيا كانت، وكلي ثقة بمجتمع الأعمال الذي تدفعه حكومتنا الرشيدة ليلعب دورا قياديا في تنمية اقتصادنا الوطني وهو كفيل بذلك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي