رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


جمعية للزراعة العضوية

[email protected]

اعتمد المزارعون في شبه الجزيرة العربية منذ القدم على الزراعة في الواحات لتأمين احتياجاتهم من الغذاء والكساء، والمسكن. وكان الهدف تأمين الاحتياجات بغض النظر عن نوعية المنتج وجودته رغم تحققه لكون الأرض لم تُجهد والتركيز في العمليات الزراعية على كل ما هو عضوي في مدخلات الإنتاج وكذلك مخرجاته مثل عمليات تجفيف التمور واللحوم وبعض الفواكه الأخرى. وكان هناك تطبيق تلقائي لمفهوم الزراعة العضوية Organic Agriculture. وحاليا هناك دعوة لنشر هذا النوع من الزراعة. التي هي بكل بساطة العودة إلى طريقة زراعة الأجداد في الماضي مع الأخذ بأساليب التقنية الحديثة في العمليات الزراعية للحصول على الغذاء الصحي الآمن وتوفير منتجات زراعية عضوية للمستهلك خالية من الإضافات الخارجية مع المحافظة على البيئة، والبعد كل البعد عن مشكلات تلوث الغذاء الناتج عن استخدام المبيدات والأسمدة الكيماوية وغيرها من بعض مدخلات الإنتاج مثل المضادات الحيوية ومحفزات النمو والبعد كذلك عن التغيرات الجينية بواسطة الهندسة الوراثية. والزراعة العضوية تعمل على تشجيع القدرات الطبيعية المكتسبة للتربة والنبات والحيوان لمكافحة الأمراض والآفات باستخدام الطرق الزاعية السليمة البيولوجية والميكانيكية وعدم اللجوء إلى المواد الكيماوية التي تخل بالتوازن البيئي. ولحصول المزرعة على صفة العضوية لا بد من تقيدها ببعض القواعد والأنظمة وخضوعها لنظام تفتيش معتمد. وفي المملكة بدأت بعض المزارع أخيرا التحول إلى مزارع عضوية متخصصة للإنتاج النباتي والحيواني، كما ظهر في بعض المناطق مصانع ووحدات للأسمدة العضوية لكن هذه الجهود مازالت أقل من المأمول ومن المعروف أن أي تغيرات لابد أن تواجه بعض الصعوبات وفي مقدمتها في اعتقادي ما يثار من إنتقادات غير مبررة حول هذا النوع من الزراعة مثل إنخفاض الإنتاج أو تشوهات للثمار وغيرها إلا أن هناك مؤشرات إيجابية مشجعة للتحول إلى الزراعة العضوية في المملكة لوجود بعض المشاريع الزراعية التي تبنت خط الإنتاج الزراعي العضوي من الخضار أو الفاكهة إلى جانب أن هناك الكثير من صغار المزارعين الذين يعملون تلقائياً منذ القدم لإنتاج منتجات زراعية عضوية لكن لم يستفيدوا من هذه الميزة لعدم التصديق عضويا على تلك المنتجات. ومن العوامل المشجعة ارتفاع تكلفة مدخلات الإنتاج الزراعي غير العضوي مثل الأسمدة والمبيدات في ظل تذبذب أسعار بيع هذه المنتجات ، كما أن من العوامل المشجعة وجود عدد من مشاريع الأبقار والدواجن منتشرة في مناطق المملكة توفر السماد العضوي. وهناك رافد قوي يعضد هذه العوامل هو الجهود الواضحة الرسمية لتبني هذا التوجه وكان آخرها الأسبوع الماضي الموافقة على تأسيس جمعية للزراعة العضوية ودعم سخي غير مستغرب من ولاة الأمر "أيدهم الله" بمبلغ 18 مليون ريال ستكون دافعا لدخول العديد من المزارعين في حلبة الإنتاج الزراعي العضوي وزيادة المعروض من المنتجات الزراعية العضوية ووضع خيارات أمام المستهلك ومن المؤمل أن تفعيل وجود الجمعية سيكون له أثر فاعل في تحفيز عملية الاستثمار في الأنشطة الزراعية العضوية المختلفة باستخدام التقانات الحديثة عن طريق تسهيل الإجراءات للحصول على شهادة المنتج العضوي عبر مراحلها المختلفة. إلا أن ذلك يتطلب تضافر الجهود من القطاعين العام والخاص للتعريف بهذا النشاط سواء للمزارعين أو المستهلكين على حد سواء وزيادة المعروض من مدخلاته لخفض التكلفة الإنتاجية وبالتالي زيادة مخرجاته مع الحفاظ على البيئة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي