رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


المنتدى الذي يستحق الحضور

[email protected]

بنشر هذه المقالة يكون منتدى الرياض الاقتصادي الثالث قد بدأ فعالياته، وانطلقت ندواته في وقت شهدت منطقة الخليج عشرات من المنتديات والمؤتمرات في شأن الأعمال والاقتصاد الخليجي. ويمكن القول إن شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الأخير هو أكثر الشهور التي يفضل المنظمون عقد مؤتمراتهم فيها، لأنه يأتي قبيل نهاية العام، وفي وقت يسبق موسم وضع خطط العمل والموازنات لكل القطاعات، ليتبع ذلك شهر كانون الأول (ديسمبر) الذي يعد موسم إجازات محلية وعالمية. ويلاحظ المراقبون للمنتديات والمؤتمرات الاقتصادية الأخيرة فتوراً واضحاً في الحضور، وضعفاً في الطرح لأسباب عديدة لعل أهمها تكرار المواضيع والأسماء التي تتصدى لها، ناهيك عن أن معظمها جامل الراعيين الرئسيين لتنحو منحى دعائياً وتسويقياً، أكثر من أن تكون قادره على التصدي لأجندة المنتدى في طرح شمولي وحيادي للأسباب والحلول.
ويمكنني القول إن منتدى الرياض الاقتصادي الثالث سيكون مختلفاً ومميزاً عن معظم المنتديات والمؤتمرات التي أقيمت في المنطقة لعدة أسباب عايشت بعضها بحكم مشاركتي في ورش العمل التي أقيمت لمراجعة بعض الدراسات التي ستطرح خلال أيام المنتدى. ولعل أهم أسباب مقومات النجاح تكمن في التالي:
- الإعداد القوي والطويل لمواضيع المنتدى حيث تم اختيار عدة محاور رئيسية تهم الاقتصاد المحلي من قبل مجلس أمناء المنتدى المكون من نخبة مميزة من قطاع الأعمال والمتخصصين.
- تكليف مكاتب دراسات متخصصة كل في مجاله للقيام بعمل الدراسات اللازمة. حيث يقوم فريق عمل متكامل بدراسة محور واحد فقط من محاور المنتدى، يسانده فريق استشاري للمراجعة ووضع الاقتراحات. فمحور البنية التحتية مثلاً يقوم بدراسته مكتب دراسات متخصص حيث جند فريق عمل متكامل للقيام بالدراسة، ويشرف عليها فريق استشاري خارجي غير تابعين لمكتب الدراسات مكون من أفراد متمرسين عملياً وأكاديمياً.
- بعد وضع منهج الدراسة والمحاور الرئيسية، تعرض المسودة الأولى في ورشة عمل على مجلس أمناء المنتدى بحضور مهتمين آخرين بمن فيهم مسؤوليون حكوميون توجه لهم الدعوة لحضور ورشة العمل لتناقش المسودة الأولى بحضور فريق عمل الدراسة والفريق الاستشاري. وقد تستمر ورشة العمل لساعات طويلة تناقش كل التفاصيل بدءا من عنوان الدراسة ومنهج الدراسة وانتهاء بالنتائج والتوصيات. ومن ثم يوصى بعمل التعديلات اللازمة لعرضها مرة أخرى في ورشة عمل أخرى، وقد تتكرر ورش العمل حتى تلقى الدراسة استحساناً مقبولاً من الحضور. وبعد ذلك تعد في صيغتها النهائية لعرضها في المنتدى.
وقد يعتقد البعض أن هناك تكراراً لطرح المواضيع، حيث سبق أن طرح بعض منها في منتديات الرياض السابقة، إلا أن المختلف في طروحات المنتدى الحالي هو المنهجية المختلفة في الطرح، وإكمال أوجه القصور في طروحات المنتديات السابقة، ناهيك عن شمولية المواضيع المطروحة فهي ستتطرق للفوائض المالية، البيئة العدلية، البنية التحتية، والموارد البشرية، ومواضيع أخرى، مما يضيف إلى المنتدى شمولية الطرح لكل المواضيع التي تهم قطاع المال والأعمال والاقتصاد في المملكة. حيث سيكون الطرح عملياً وواقعياً يستجلب تجارب الدول الأخرى ليأخذ منها المفيد لبيئة أعمال المملكة، ويحذر من السلبيات لتجنبها. فالمنتدى يسلط الضوء على أسباب القصور بجرأة واضحة ومن دون أية مواربة، ويضع الحلول التي يراها مناسبة، ويدعو صانع القرار إلى دراستها ومراجعتها بمنظاره ومجهره الخاص، ليطبق منها المفيد للجميع. فالدراسات تركز على لغة الأرقام حيث إن معظمها اعتمد على مسح عينات فعلية من المجتمع، ووضعها في بوتقة التحليل والدراسة، ومن ثم زاوجها مع الأرقام والإحصائيات الرسمية المتوافرة، وقارنها بأرقام وإحصائيات تجارب دول أخرى ليخرج باستنتاجات وتوصيات عملية يمكن تطبيقها في مجتمعنا.
ويمكن الاطمئنان والثقة بتلك الدراسات والطروحات نظير الإعداد الكبير والجهد المبذول عليها، ناهيك عن أنها لا تمثل وجهة نظر شركات أو مصالح محدودة في المجتمع. فهي تعكس وجهة نظر قطاع الأعمال في المملكة بكل أطيافه، مدعومة بالدراسات والإحصاءات العملية. فالقطاع الحكومي يعمل ضمن استراتيجيات الخطط الخمسية التي تركز على إعطاء دفة قيادة الاقتصاد للقطاع الخاص، ويعمل من أجل تذليل الصعاب أمام نموه وتقدمه وازدهاره، لأن ازدهار القطاع الخاص هو ازدهار للاقتصاد السعودي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي