الإخبارية وطرق القضايا الصحية؟
قناة الإخبارية حين تتصدى للقضايا الصحية تقوم بدور إيجابي بدون شك نقدره ونثمنه. ومما يحسب لقناة الإخبارية وشقيقتها الرياضية إبرازها لكوادر شابة تميزت في طرحها الإعلامي.
لكن ما ينقص القناة هو ما ينقص جل القوات الفضائية والإعلام العربي بشكل عام من ضعف فريق الإعداد خصوصا في طرح المواضيع التي تتطلب مشاركة المتخصصين كل في مجاله. فالمشاهد أن بعض مقدمي البرامج يعتبر نفسه موسوعة عند حديثة عن أي قضية من قضايا الوطن الكبير. فمشاركة المتخصصين في إعداد الحلقات كل في مجاله يعطي محاور اللقاء قوة في الطرح وتكاملا في النظرة. لكن يظل للقناة خيار آخر بأن يعطى مقدمو البرامج لديها دورات متخصصة في المجالات الأمنية والاقتصادية والتأمينية والسياسية والإسلامية والاجتماعية والصحية وغيرها. فغياب الإعلامي المتخصص أدى في حالات كثيرة إلى سواد الطرح العاطفي على القضايا بدلا من الغوص في تحليل القضايا ومن ثم تقديم حلول للمرض بدلا من الاكتفاء بالعرض .
فمثلا تم طرح حلقة بخصوص التأمين الصحي لم تتجاوز محاورها من كونها انطباعات شخصية. فما يعني المشاهد انعكاسات التأمين على الخدمات الصحية مستقبلا وعلى المواطن بشكل خاص. فالتأمين الصحي من القضايا التي من السهل أن نصف أن الكأس مملوءة لكنها قد تخفي النصف الآخر من الكأس. ففي أثناء متابعتي لبرنامج "المجلس"، والذي خصصت حلقته الأخيرة للحديث عن التأمين الصحي، كانت هناك مغالطات واضحة في فهم التأمين الصحي وانعكاساته. ولا عجب من ذلك بسبب أن أحد الضيوف الرسميين في الحلقة كان يتحدث عن التأمين الصحي، وهو من غير المختصين. فقد كان من المتوقع أن يكون دور عضو مجلس الشورى المدافع عن انعكاس التأمين الصحي على المواطن البسيط بدلا من أن يكون المدافع عن شركات التأمين ومجلس الضمان الصحي. فلا خلاف من أن من لديه المال لا يتوقع أن تواجهه صعوبة، سواء طبق التأمين الصحي أم لم يطبق. بل إن من لديه المال يمكنه تلقي أفضل الخدمات الصحية في أسوأ الأنظمة التأمينية.
ولعل من المحاور الرئيسة في التأمين الصحي هل تفسير المادة 31 من النظام الأساسي للحكم الصادر عام 1412هـ من أن الدولة تعنى بالصحة العامة وتوفر الرعاية الصحية لكل مواطن. هل التوفير يعني مجانية العلاج أم لا؟ أم أن توفير الرعاية الصحية يعني توفر المنشآت الصحية فقط؟
كما أنه تم الإشارة في القاء " أن الرعاية الصحية للأسنان وما يتوقع أن يصاب به المريض لا تشمل في بوليصة التأمين الأساسية." من أين جاء هذا الشرط؟
لكن تظل رعاية الأسنان غير الأساسية هي ما لا تشمل في التغطية التأمينية كالتلميع وتقويم الأسنان وغيرها.
المعلوم أن بوليصة التأمين وما يشملها من تغطية عادة ما تكون أبرز ما يتحدث عنه المرشحون للانتخابات. فالمسألة ليست بهذا البساط وبهذا التعميم غير المنضبط.
كما أنه تم الإشارة إلى أن قطع اليد وغيرها لا يدخل في التغطية التأمينية وهي مسألة لا يمكن الحكم عليها بتعاميم عامة، بل تحتاج إلى شيء من التفصيل. فقطع اليد تغطى تأمينيا في كثير من الحالات.
الحلقة إجمالا خلطت بين الفرق بين إقرار التأمين الصحي كمبدأ وبين إقراره كصيغة، لذا فإني أدعو القناة إلى طرح القضايا خصوصا المتعلقة بالتأمين الصحي من جذورها بدلا من أن تغرق في أعراض المشكلة وتترك الجذور.