الأعاصير والعواصف تنفرد هذا الأسبوع برسم اتجاه أسعار النفط
رغم إغلاق أسواق أمريكا الشمالية اليوم الإثنين بسبب عطلة عيد العمل والعمال، إلا أن سعر البرميل سيظل متأثرا بعوامل الطقس واحتمال أن تضرب بعض العواصف والأعاصير منطقة خليج المكسيك حيث يوجد جزء مقدر من مرافق الصناعة النفطية الأمريكية، هذا إلى جانب الوضع الاقتصادي العام واحتمالات قيام الاحتياط الفيدرالي الأمريكي بإجراء خفض في معدلات الفائدة يكون له انعكاساته على وضع السلع ومن بينها النفط. وكل هذه العوامل تدفع باتجاه إبقاء سعر برميل النفط مرتفعا ومن ثم الحفاظ على المكاسب التي حققها نهاية الأسبوع الماضي خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأدى هذا المناخ العام المستمر منذ الأسبوع الماضي إلى حدوث تحسن في سعر البرميل عبّر عن نفسه عند الإغلاق يوم الجمعة الماضي. ففي نيويورك قفزت الأسعار 68 سنتا إلى 74.04 دولار للبرميل، وهذه أول مرة يتجاوز فيها سعر البرميل 74 دولارا منذ السادس من الشهر الماضي. وفي لندن زاد سعر خام برنت 79 سنتا ليستقر عند 72.69 دولار للبرميل.
ويرى بعض المحللين أن هناك بعض العوامل التي يمكن أن تبقي سعر البرميل مرتفعا حتى منتصف هذا الشهر، ومن بينها أن احتياجات موسم الصيف والبنزين لقيادة السيارات ستضمحل ويحل محلها تركيز على المنتجات الخاصة بالشتاء مثل زيت التدفئة، كما أن بعض المصافي ستتجه إلى القيام ببعض أعمال الصيانة ومن ثم إغلاق أبوابها استعدادا لهذه الفترة. هذا بالطبع إلى جانب ما يقوله المركز الوطني للأعاصير الذي يرى أن المنطقة الآسيوية تشهد تطورا في اتجاه بروز عواصف خاصة والموسم لا يزال في بدايته، الأمر الذي دفع بالعديد من المستثمرين إلى عمل ترتيبات تحوطا لعدم تكرار ما حدث إبان إعصاري كاترينا وريتا قبل عامين، وهو ما أسهم في حالة الدفع إلى أعلى بخصوص سعر البرميل.
من جانب آخر، فإن تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الأسبوعي حول وضع المخزون ونسبة استغلال طاقة المصافي أسهم بدوره في دفع الأسعار، وهو ما حقق زيادة 4.1 في المائة أو 2.95 دولار للبرميل خلال فترة الأسبوع الماضي. فحجم المخزون من الخام تراجع 3.5 مليون برميل إلى 333.6 مليون خلال الأسبوع المنتهي في 24 من الشهر الماضي، متجاوزا بذلك التوقعات التي كانت تقدر أن السحب سيكون في حدود 600 ألف برميل يوميا. المخزون من البنزين من الناحية الأخرى تراجع بنحو 3.6 مليون برميل إلى 192.6 مليون خلال الفترة نفسها، وذلك بخلاف توقعات كانت ترى أن حجم التراجع سيكون في حدود 2.5 مليون برميل يوميا. وفيما يخص المقطرات، فمع أن البنزين النهائي وذلك المخلوط سجل تراجعا، إلا أن الوضع العام للمقطرات يقل عن المعدل الذي ينبغي أن يكون عليه في مثل هذا الوقت من العام رغم أنها زادت 900 ألف برميل إلى 129.9 مليون. هذا مع ملاحظة أن معدل السحب كان كبيرا، إذ تم سحب 4.7 مليون برميل من مناطق شرقي الروكي ولتصل إلى أدنى معدل لها منذ عام 2005، وهو ما جعل معدل المخزون من البنزين أقل بنسبة 8.2 في المائة عما كان عليه قبل عام. ومن ناحية أخرى، فإن نسبة استغلال المصافي شكلت تراجعا إلى 90.3 في المائة من 91.6 في المائة.