(مشروع الدولة) في جولات الملك

خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.. ملك يضع قلبه في كل خطوة يخطوها وفي كل كلمة ينطق بها..
لديه مشروع كبير لتجديد حيوية الدولة عبر الاستثمار المكثف في بناء الإنسان وبناء مؤسسات الدولة، وبناء علاقات الدولة مع الشعوب لتقوم على الشراكة في المصالح والوضوح والصدق في المواقف والأفعال والأقوال.
هذا المشروع هو الذي يجعله لا يرتاح لا في الداخل ولا في الخارج، من جولة إلى جولة، وفي كل جولة تتعدد المناسبات واللقاءات والمباحثات، إنه على سفر دائم، يضع مستقبل بلادنا واستقرارها واستمرار نموها الهدف الأسمى أمامه، وهكذا: هو (يدخل التاريخ) وبلادنا (تنتقل إلى المستقبل(.
الأمر المهم والجميل أيضا أن مشروع خادم الحرمين الشريفين، لا يفرحنا نحن فقط، بل هو مثار إعجاب واعتزاز لدى النخب السياسية والاقتصادية في الدول الكبرى التي أصبحت تتابع وتستطلع ما يحدث في بلادنا، وفي اللقاءات التي تجمع أعضاء الوفد السعودي المرافق لخادم الحرمين الشريفين في جولاته الخارجية دائما تسمع عبارات الثناء والاحترام لما يقوم به خادم الحرمين الشريفين من جهود في سبيل حماية المصالح العربية، وأيضا التقدير الكبير لما يطلقه من مشاريع محلية تستهدف تطوير بنية الدولة وتكريس مبادئ جديدة للتعامل مع عوائد الثروات الوطنية، كل هذه التوجهات أصبحت تشيع حالة من الإعجاب والارتياح والاطمئنان لمستقبل المملكة كدولة محورية في المنطقة، وكدولة مسؤولة عن ثروة حيوية لاستقرار الاقتصاد العالمي.
وهذه السمعة الإيجابية للملك عبد الله، سمعته كإنسان، وكزعيم دولة كان لها حضورها البارز لدى حفل العشاء الكبير الذي أقامه عمدة لندن، فالنخبة البريطانية كان لها رأيها الذي يختلف كثيرا عما طرحته بعض الأقلام الصحافية في بريطانيا التي لم تبد استقبالا إيجابيا لما قاله صراحة الملك عبد الله في مقابلة مع تلفزيون الـ BBC، حيث ذكر ـ حفظه الله ـ أن بريطانيا لم تأخذ بشكل جدي المعلومات والتحذيرات عن وقوع عمليات إرهابية، إذ فسر هذا على أنه انتقاد للحكومة البريطانية، لذا انبرى عدد من كتاب (اليسار بالذات) لمهاجمة المملكة.
وما جاء في الصحافة لم تلتق معه النخبة البريطانية التي كانت، في حفل العشاء، وأذكر أن أحد الحاضرين أبدى أسفه لتراجع مستوى الطرح الصحافي بالذات عندما يتناول المملكة والملك عبد الله، لأن بعض ما كتب كان عاطفيا ومتضمنا معلومات خاطئة ولا تعكس المهنية المطلوبة والمعروفة عن الصحافة البريطانية، وقال: "يبدو أنهم لا يعرفون شيئا عن الملك عبد الله والسمعة الطيبة التي يحظى بها في بلاده وخارجها". وما قالوه عن الملك عبد الله كإنسان وكزعيم وما عبروا عنه من آراء موضوعية يجعل كل سعودي يشعر بالفخر ويرفع رأسه عاليا، وهو مصدر فخر لكل عربي ومسلم وليس لنا فقط.
إن جولات خادم الحرمين الشريفين الخارجية رغم أنها متعبة وتستهلك الكثير من الجهد والوقت، إلا أنها ضرورية لتجديد مكانة المملكة دوليا، فالزيارات وما تتضمنه من توقيع اتفاقيات ومباحثات مباشرة ترفع مظلة التعاون السياسي وتضع المؤسسات الرئيسية في الدول التي يزورها الملك إزاء مهام وأهداف جديدة لتطوير آفاق التعاون بين بلادها وبين بلادنا، وهذا هو الذي يدعو للتأكيد مرة أخرى على ضرورة أن تستثمر جميع الأجهزة الحكومية السعودية زيارات خادم الحرمين عبر تفعيل الاتفاقيات وتكثيف الزيارات واللقاءات، عليها أن تقوم بدورها لإنجاح مشروع خادم الحرمين الشريفين، مشروعه لبناء دولة تتطلع إلى مائة سنة من الاستقرار والازدهار.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي