سويسرا: خبراء يبحثون الابتكارات الهيكلية للصكوك في أكتوبر المقبل

سويسرا: خبراء يبحثون الابتكارات الهيكلية للصكوك في أكتوبر المقبل

يبحث منتدى التمويل الإسلامي العالمي في أوروبا في المركز التجاري العالمي في زيورخ السويسرية، الذي يبدأ في أواخر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، عددا من المواضيع، من بينها الابتكارات الهيكلية للصكوك ونموها في الأسواق غير الإسلامية ومخاطر الصكوك وإدارة السيولة، بعض المواضيع التي ستطرح على بساط البحث خلال الملتقى.
ومن المقرر أن يحاضر 40 متحدثا في أكثر من 20 جلسة وورشتي عمل تفاعليتين خلال المنتدى الذي يقام خلال الفترة بين 29 تشرين الأول (أكتوبر) و1 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبلين.
وحققت الصكوك نموا هائلا بنسبة 75 في المائة إلى 85 مليار دولار على شكل إصدارات جديدة جارية في النصف الأول من العام الحالي. وتم خلال النصف الأول من هذا العام جمع 24.5 مليار دولار من الأموال ليتجاوز ذلك تقريبا حجم الإصدارات الجديدة للصكوك بالكامل في عام 2006 الذي بلغ 26.8 مليار دولار وفقا لخدمة المعلومات المالية الإسلامية.
وقال بنك لندن والشرق الأوسط، وهو ثاني أكبر بنك إسلامي استثماري في لندن وأحد البيوت المالية الإسلامية التي تشارك في منتدى زيوريخ، إن نمو سوق الصكوك هو نتيجة لوعي أكبر بالتمويل الإسلامي والقبول الأسرع في أوروبا للصكوك كوسيلة استثمارية.
ويشكل المستثمرون الغربيون بين 70 و80 في المائة من مشتري الصكوك الصادرة في الشرق الأوسط مقابل 20 - 40 في المائة العام الماضي. وبرز ذلك من خلال اثنين من أكبر إصدارات الصكوك هذا العام الأول بقيمة 1.5 مليار دولار الذي أصدرته موانئ دبي العالمية الذي خصص 60 في المائة منه لمستثمرين أوروبيين وإصدار بقيمة 2.53 مليار دولار من شركة الدار العقارية ومقرها أبو ظبي التي شهدت شراء مستثمرين غربيين 80 في المائة منه.
واستقطبت سوق الصكوك اهتماما واسعا من البنوك الأوروبية وصناديق التأمين والتقاعد اعتقادا منها بأن قوة اقتصادات منطقة الخليج، حيث يتم إصدار العديد من الصكوك، توفر عوائد جيدة مدعومة بالعوائد النفطية الكبيرة ومشاريع البنية التحتية الضخمة.
وأوضح سواتي تانيجا مدير المؤتمر من الشركة المنظمة (آي آي آر الشرق الأوسط) أن سوق الصكوك نمت بصورة درامية منذ افتتاح أول منتدى للتمويل الإسلامي في دبي عام 2002 حيث كانت قيمة الإصدارات الجديدة في ذلك الوقت تصل إلى أقل من 500 مليون دولار مقارنة إجمالي إصدارات يقدر بنحو 50 مليار دولار في العام الحالي.
ويعتقد معظم المحللين أن سوق الصكوك على المدى المتوسط ستواصل النمو حتى في ظل أزمة الائتمان العالمية. فبخلاف السندات التقليدية فإن الصك يمنح حامله ملكية نسبية للأصل المستند إليه، إضافة إلى دخل يولده ذلك الأصل.
ومن المنتظر أن يبحث منتدى التمويل الإسلامي العالمي استكشاف فرص توسع التمويل الإسلامي في أوروبا وموضوع التمويل الإسلامي ووكالات التصنيف والاستراتيجيات الجديدة في إدارة الثروات والصيرفة الخاصة والاستدامية في المنتجات المالية الإسلامية.
ويؤكد الخبراء أن قطاع التمويل الإسلامي انتقل من النطاق الضيق الى النطاق الواسع في أوروبا فيما تأخذ المؤسسات والمصارف الغربية الأدوات الإسلامية بصورة متزايدة كخيارات تمويلية مهمة. وفي أوروبا أصبحت بريطانيا وسويسرا مركزين عالميين لتطوير التمويل الإسلامي في سوق عالمية يقدر بشكل متحفظ أن حجمها يزيد على نصف تريليون دولار.
والإسلام هو أسرع الديانات نموا في أوروبا فيما تشهد عدة دول ارتفاعا سريعا في أعداد السكان المسلمين. وفي بعضها وخاصة المملكة المتحدة قاد ذلك إلى طلب متصاعد على منتجات تمويل إسلامية. إلا أن الاهتمام في أوروبا بالتمويل الإسلامي ليس محصورا في المسلمين حيث سجلت إصدارات الصكوك مثلا قفزة هائلة في النصف الأول من العام الحالي مع دخول المزيد من المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية هذا المجال الاستثماري.

الأكثر قراءة