"إعمار" يقفز إلى 11 درهما ويقود صعودا جماعيا لأسهم دبي

تحرر سهم إعمار من ضغوط الصفقة التي جرى إلغاؤها مع "دبي القابضة", وقاد أمس في بداية التعاملات الأسبوعية لسوق دبي ولأول مرة بعد خمسة أشهر من الهبوط المتواصل صعودا جماعيا لجميع أسهم "دبي" التي سجلت لليوم الثاني على التوالي نسب ارتفاعات قوية بدعم من "إعمار" الذي تصدر قائمة الأسهم الأكثر صعودا بنسبة 6.8 في المائة عند سعر 11 درهما وقائمة الأسهم الأكثر تداولا، حيث استحوذ على نصف إجمالي تعاملات السوق البالغة 1.7 مليار درهم وبلغت قيمة تداولاته 838.2 مليون درهم.
وبذلك استرد سهم "إعمار" 12.3 في المائة من خسائره في يومين (أمس والخميس الماضي) حيث سجل على مدى الأسبوعين الماضيين هبوطا حادا وصل ذروته الأربعاء الماضي, كما استرد مؤشر سوق دبي 9.8 في المائة، وعاد مجددا إلى تسجيل النمو بعد أن كان قد بدد حتى الأربعاء الماضي كامل المكاسب التي سجلها منذ بداية العام، كما استردت الأسهم الإماراتية عشرة مليارات درهم بارتفاع مؤشرها العام أمس 1.7 في المائة كمحصلة صعود نسبته 3.3 في المائة لسوق دبي ونصف في المائة لسوق أبو ظبي.
ومع افتتاح جلسة سوق دبي أمس سادت حالة من الترقب أوساط المتعاملين استمرت لنصف ساعة لتحديد اتجاهات السوق ومدى تفاعلها سلبا أو إيجابا مع الإعلان المفاجئ لـ"إعمار" باستبدال صفقة الأراضي مع "دبي القابضة" مقابل أسهم تبدلت بعدها حالة السوق تماما، حيث وضعت طلبات شراء قوية على سهم "إعمار" الذي سجل قفزات سعرية قوية, وسحب معه في رحلة الصعود كل الأسهم المتداولة التي سجلت هي الأخرى ارتفاعات قوية.
وأبلغ "الاقتصادية" المحلل المالي محمد على ياسين مدير شركة الإمارات للأسهم والسندات، أن محافظ استثمار محلية ضخت سيولة قوية على سهم "إعمار" بعد قراءاتها الجيدة والإيجابية لقرار إلغاء الصفقة مع "دبي القابضة" مكنت السهم من الصعود إلى جانب دخول مضاربين استغلوا الجو الإيجابي الذي خلقه قرار الإلغاء، وهو ما فعله أيضا مديرو المحافظ الأجنبية الذين وجدوا في الأسعار الحالية فرصة للعودة للشراء.
ودفعت السيولة المتدفقة سهم "إعمار" إلى الوصول سريعا إلى سعر 11 درهما غير أنه واجه عمليات جني أرباح عند هذا السعر دفعته إلى التراجع إلى 10.75 درهم و10.85 درهم، حيث ظل لأكثر من ساعة يتداول عند هذين المستويين, ومع وجود قناعة لدى شريحة كبيرة من المستثمرين بأن السهم تحرر تماما من الضغوط التي كبلته طيلة الفترة الماضية عادت السيولة مجددا للتدفق في ربع الساعة الأخير من جلسة التداولات وعاد معها سهم "إعمار" إلى أعلى مستويات صعوده في الجلسة ليغلق عند 11 درهما مرتفعا بنسبة 6.8 في المائة لتصل بذلك نسب ارتفاعاته في يومين إلى 12.3 في المائة.
وبتأثير من صعود "إعمار" سجلت بقية الأسهم القيادية في السوق ارتفاعات قوية، حيث صعد سهم "دبي المالي" بنسبة 5.9 في المائة عند 3.03 درهم و"دبي الإسلامي" 4 في المائة و"دبي للاستثمار" 3.4 في المائة و"أملاك" 3.5 في المائة.
وأوضح ياسين أن المخاوف والضغوط التي منعت سهم "إعمار" طيلة الشهور الماضية من التحسن زالت تماما مع إلغاء الصفقة مع "دبي القابضة" ولهذا السبب ارتد السهم إلى مستويات ما قبل الإعلان عن الصفقة، حيث كان سعره وقتها منتصف آذار (مارس) الماضي 12 درهما، وهو السعر الذي يتوقع أن يعود إليه السهم خلال الأيام المقبلة.
وأضاف أن المضاربين والمتداولين اليوميين الذين يتبعون التحليل الفني وضعوا السعر 11 درهما هدفا للسهم بعد قرار إلغاء الصفقة، وهو ما شجع كثيرين على الدخول، خصوصا بعد انحسار العوامل التي ساهمت في الهبوط الحاد الذي سجله السهم والسوق ككل طيلة الأسبوعين الماضيين، والتي تمثلت في تداعيات أزمة الائتمان العالمي وضغوط البنوك على المقترضين بتسييل محافظهم الاستثمارية، حيث خفت عمليات البيع تماما مقابل نشاط غير مسبوق لطلبات الشراء، مما ساهم في القفزات السعرية التي شهدتها جلسة الأمس.
وهو ما أكده تقرير سوق دبي عن تعاملات الأمس، حيث عادت مشتريات الأجانب بعد أسبوعين من التراجع لتتفوق على مبيعاتهم وبلغت قيمتها 711.17 مليون درهم تشكل 39.7 في المائة من إجمالي قيمة المشتريات مقابل مبيعات قيمتها 630.7 مليون درهم تشكل 35.2 في المائة من إجمالي قيمة المبيعات، وبذلك بلغ صافي الاستثمار الأجنبي نحو 80.39 مليون درهم كمحصلة شراء.
ويتوقع ياسين حدوث عمليات جني أرباح للمكاسب القياسية التي تحققت في اليومين الماضيين، حيث صعد سوق دبي بأكثر من 7 في المائة وسهم "إعمار" بالتحديد بأكثر من 12 في المائة وهو ما سيشجع بالطبع على عودة جني الأرباح لكن في حالة السوق القوية لن يكون لها تأثير سلبي بل على العكس يتعين أن تشهد السوق مثل هذه التحركات الصحية بدلا من الصعود القوي المتواصل من دون توقف، والذي يؤدي في النهاية إلى تراجع حاد.
وامتد أثر صعود سوق دبي إلى سوق أبو ظبي ولكن بنسب أقل بكثير، حيث ارتفع المؤشر العام للسوق 0.5 في المائة وبتداولات قيمتها 446.5 مليون درهم من ارتفاع أسعار20 شركة مقابل انخفاض أسعار 11 شركة أخرى, وسجل سهم "عمان والإمارات للاستثمار" أعلى ارتفاع قريبا من الحد الأعلى المسموح به بنسبة 9.8 في المائة.