عناصر إطلاق القدرات الفعلية الكامنة في المؤسسات
هناك نوعان من الموظفين: المهتم واللا مبالي. يضم النوع الأول الموظفين المهتمين برؤية المؤسسة والمتحمسين للإسهام بإيجابية في عملها ويتميزون بالإنتاجية العالية والالتزام بقيم المؤسسة، في حين يشمل النوع الثاني الموظفين اللا مبالين غير المدركين حتى لرؤية المؤسسة والذين يختلسون النظر من حين إلى حين أثناء يوم العمل إلى الساعة منتظرين ميعاد الخروج، وهم يأتون إلى مكان العمل على استعداد لبذل أقل ما في وسعهم من جهد.
في حين يمثل الموظف المهتم تحديا لمن حوله دافعا إياهم إلى تحسين أدائهم في العمل نجد الموظف اللا مبالي يحبط الموظفين المنتجين ويثبط من معنوياتهم بفقدانه الحماس والرغبة في العمل.
وهنا يكون التحدي الذي يواجه القادة في المؤسسات والشركات واضحا، وهو: كيف يمكنهم إشعال جذوة حماس الموظفين اللا مبالين وتحويلهم إلى مساهمين مهتمين بالعمل.
الحل الذي يقدمه الكتاب هو حل سهل وبسيط ويتلخص في القيادة المهتمة. وحيث إن اهتمام الموظف أو لا مبالاته تعتمد إلى حد كبير على ثقافة المؤسسة، يجب على القادة بناء ثقافة تساعد الموظفين على التحمس للعمل والاهتمام به وتزيد من انتمائهم إلى المؤسسة وتقلل من العوامل التي تدفعهم إلى اللا مبالاة بالعمل.
يستعرض الكتاب كيفية بناء هذه الثقافة عن طريق تقسيم فن القيادة الفاعلة إلى ثلاثة عناصر أساسية على جميع القادة إجادتها لضمان تحفيز موظفيهم وبث الحماس في نفوسهم:
* القيادة التوجيهية والتي تبني إجماع الموظفين حول رؤية الشركة.
* القيادة التحفيزية والتي تدفع الناس وتحفزهم على اتباع هذه الرؤية.
* القيادة المؤسسية والتي تبني فريق العمل المكلف بتحقيق هذه الرؤية وتحويلها إلى حقيقة على أرض الواقع.
على الرغم من أن العديد من القادة يتفوقون في واحد أو أكثر من عناصر القيادة هذه، إلا أن القادة الحقيقيين هم من يجيدون كل العناصر الثلاثة. وهذا هو ما يتطلبه تحفيز الموظفين اللا مبالين وتحويلهم إلى عاملين مهتمين إلى درجة كبيرة بأعمالهم ونجاح شركتهم.
يجمع الكتاب بين شكل الحكاية الإدارية المعتاد مع أسلوب عملي مباشر يستفز القارئ لاستخدام ما تعلمه من الكتاب، حيث يحفز الجوانب الإبداعية والعملية في عقل القارئ ليتعلم مهارات القيادة بطريقة فاعلة وشائقة.
يحتوي الكتاب على إطار عملي للقيادة الناجحة الصالحة للتطبيق على أي شركة، أيا كان المجال الذي تعمل فيه. كما يضم أفكارا واستراتيجيات لبناء ثقافة ديناميكية تحفز الموظفين على جميع المستويات في المؤسسة بما يطلق القدرات الفعلية الكامنة في المؤسسة.
كما يضم الكتاب تقنيات إدارية وقيادية سهلة وفاعلة في الوقت ذاته تهدف إلى تحسين قدرة القائد على تحفيز موظفيه ودفعهم إلى بذل أقصى ما في وسعهم في العمل. عن طريق معرفة ما يريده الموظفون من قادتهم.