الأوروبيون يسعون لطمأنة الأسواق بعد أزمة الائتمان
سعت العواصم الأوروبية لاستعادة الثقة بالاقتصاد والقطاع المصرفي أمس بعد اضطرابات استمرت أكثر من أسبوع في أسواق المال بسبب مخاوف من أن ينتهي ازدهار الائتمان في السنوات الماضية إلى أزمة.
وخرج وزراء المالية في لندن وباريس وبرلين للتعقيب بعد تصريحات صناع القرار الآسيويين ليؤكدوا أن الاقتصاد مازال بخير رغم حالات الذعر التي انتابت أسواق المال.
وقالت كريستين لاجارد وزيرة الاقتصاد الفرنسية في العديد من الأحاديث الصحافية إنها أبلغت الرئيس نيكولا ساركوزي في اتصال هاتفي معتاد بأن البنوك في وضع جيد. وقالت في حديث مع صحيفة "لاباريزيان": هذه ليست أزمة إنها عملية تصحيح عنيفة في السوق. وأدلى الستير دارلينج وزير المالية البريطاني بتصريحات مشابهة لشبكة سكاي تي.في قائلا "الاقتصاد البريطاني قوي ومستقر."
وقال وزير المالية الألماني بير شتاينبروك انه ليس هناك خطط للدعوة إلى اجتماع لمجموعة القوى الاقتصادية السبع الكبرى التي ترأسها ألمانيا هذا العام قبل الموعد المقرر لاجتماعها في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. لكنه أضاف أن الحكومات تبقى على اتصالات مكثفة. وحث القادة السياسيون ومحافظو البنوك المركزية في منطقة آسيا والمحيط الهادي على الهدوء بعد أن انخفضت قيمة الأسهم اليابانية الليلة الماضية بنسبة 5 في المائة، وارتفاع الين الذي جاء كذلك نتيجة لتجنب المستثمرين للمخاطر قد يصعب على دولة تعتمد على التصدير المنافسة في الأسواق العالمية. وتدخل البنك المركزي الأسترالي في سوق الصرف الأجنبي لوقف انخفاض حاد في سعر العملة وضخ مزيد من المال في القطاع المالي المحلي.
وقال جلين ستيفينس محافظ البنك الاحتياطي الأسترالي إن سلوك السوق كان "يقترب من الخروج عن نطاق المنطق" في الأيام القليلة الماضية. لكنه توقع دلائل على الاستقرار نظرا لجهود البنوك المركزية.
ومر أسبوع على اشتراك البنوك المركزية في آسيا والمحيط الهادي في حملة عالمية من جانب السلطات النقدية لتهدئة أسواق الائتمان المضطربة عن طريق ضخ تمويل إضافي في أسواق الإقراض قصير الأجل. ومنذ ذلك الحين انخفضت أسواق الأسهم الآسيوية باستثناء اليابان بأكثر من 10 في المائة وهو أكبر انخفاض أسبوعي منذ كانون الثاني (يناير) 1998. ومازالت هناك مخاوف من مزيد من الانخفاضات على الرغم من جهود البنوك المركزية لاحتواء الوضع. وأمس هبط مؤشر نيكي للأسهم اليابانية 5.4 في المائة وهي أكبر نسبة انخفاض منذ 12 أيلول (سبتمبر) عام 2001 إلى ادنى مستوى إقفال خلال العام. وقال ديزموند سون مدير استثمارات في "باسيفيك آشيا مندجمنت": الانتعاش مازال بعيدا.. من المهم معرفة ما ستقوم به السلطات في هذه المرحلة.. فالأسواق إذا تركت دون تدخل سيكون من الصعب عليها الانتعاش.