حصول مشكلات في حدود المعقول أمر طبيعي في الأسر .. والمثالية غير موجودة

حصول مشكلات في حدود المعقول أمر طبيعي في الأسر .. والمثالية غير موجودة

هذه الزاوية مخصصة لخدمة قرائنا من خلال استضافة مختصين مشهود لهم بالكفاءة والجدارة والهدف هو التواصل المثمر لكل ما يخدم القارئ. هؤلاء المختصون سيجيبون عن أسئلتكم وسنجتهد معهم ليكون المضمون ذا فائدة ومنفعة للجميع، محافظين على سرية الرسائل وخصوصية كل سائل.
أنا وزوجتي منفصلان منذ أكثر من شهر ونصف, بسبب أني قمت بتوبيخها أمام أحد أقاربها مع أنها هي التي استفزتني لذلك وقمت بقذفها على السرير فأعتقدت أني قمت بضربها, ولكن لدي توأم عنده ثلاثة أشهر الآن, ولد وبنت, وكذلك أراها كل يوم في العمل, أنا أعترف بأني كنت قاسيا معها ولكن لأنني أحبها كثيرا وأريد أن تكون معي باستمرار, وهي دائما عند أمها أخبرتها كثيرا أني أريد الصلح ولكنها لا توافق, عندما حاولت أن أكون رقيقا معها وأداعبها تلين شيئاً فشيئا لدرجة أني أقوم بتقبيلها, ولكن عندها لا تقاوم وتضحك وبعدها تقول لي أنت انتزعتها مني, أنت تريدني فقط لأغراضك ولا تحبني, ولكن والله لا أطيق بعدها عني أكثر من ذلك أرجو إرسال حل كيف لا يؤثر فيها أي مخلوق, كانت هناك مشكلة سابقة اشتكيت للجميع, وكنت أعاملها بقسوة وعندما حدثتها بعد شهر ونصف تقريبا وبكيت لها رجعت أما الآن مستحيل.
أخي الكريم: الزواج مؤسسة اجتماعية تقوم على أسس شرعية تهدف إلى بناء أواصر المحبة والاستقرار، وبالتالي الاستمرار في كنف عيش الزوجية تحت سقف واحد، ولكن طبيعة الحياة ومشكلاتها تطل بآثارها على هذا العش الصغير الذي يكون لبنة من لبنات المجتمع، فيحصل ما يحصل من سوء الفهم أو سوء التصرف، ينتج عنه طلاق أو بعد من بعضهما بعضا.
إنّ حصول مشكلات ـ في حدود المعقول ـ أمر طبيعي في الأسر، وأما المثالية فهي غير موجودة في الواقع سوى في خيالات المراهقين والمراهقات، وفي الروايات والمسرحيات ليس إلا.
أخي العزيز: يظهر من عرضك المشكلة أنك سريع الانفعال.. سريع العاطفة، وتتصرف باستخدام اليد ـ طبعا مع اللسان ـ لإظهار انفعالاتك وإظهار مشاعرك المغلفة بالقسوة كما تذكر أنت (كنت أعاملها بقسوة) و(بقذفها على السرير)!
أخي العزيز: إنّ المرأة ليست كالرجل في المقاومة والتحمل، بل كما شبهت بالزجاج الذي يؤثر فيه الخدش البسيط! فقسوة المعاملة والتوبيخ أمام الغير!! كل تلك أساليب تخدش الحب والكبرياء لدى المرأة!! فعليك أخي أن تدرب نفسك على كظم الغيظ، والتعبير عن الانفعال بالكلمات دون استخدام اليد، وتذكر أن الرفق والتؤدة ما كانا في شيء إلا زاناه وحسناه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه".
أخي العزيز: تعلّم أن تضبط انفعالاتك حال الغضب، فإن لم تستطع فعوّد نفسك أن تخرج من البيت حال الغضب، كأن تذهب للمسجد وتصلي تحية المسجد ركعتين، أو تتفق مع زوجتك حين تغضب أنت أن تذهب مثلاً إلى غرفة أخرى لكي تبتعد عنك أثناء الغضب مما تتفقان عليه، ونحو ذلك، فبهذا تجنّب نفسك بعض التصرفات ولا تفقد زوجتك وحبيبتك.
إنّ أسلوبك في الملاطفة جميل، لكن ليكن ذلك أسلوبك دائماً حتى في حال الرضا والقرب منك، وإلا اعتبرته أسلوبا لتحقيق حاجتك ـ كما قلت ـ فاستمر معها في هذا الأسلوب ووطن نفسك على هذا، فهي زوجتك وحبيبتك وأم أولادك فلا تخسرها برعونة تصرفاتك، أمّا الشكوى للجميع فذلك ليس جيدا، واحصر المشكلة في أضيق نطاق دائماً.
أما أسلوب الحل، فاطلبها للرجوع مع اعتذار بسيط لها، فإن لم تستجب فلا تكلمها لمدة شهر، فستكلمك هي وتعود بإذن الله، لكن لا تستجدي عودتها لدى كل أحد، فإن لم ترجع فأخبرها بأنك ستتزوج بأخرى وكن جاداً في هذا، إحصاناً لنفسك وللزوجة الثانية وفقك الله وأصلح لك زوجتك.

أنا متزوجة من قرابة العام من شاب صالح, ولله الحمد, والكل يشهد بحسن أخلاقه واستقامته, وحياتي مستقرة إلى حد ما, لكن منذ أيام الزواج الأولى وزوجي يتلقى على جواله رسائل من شخص مجهول فيها كلمات غزلية واشتياق وأحيانا يتصل صاحب الرقم لكن زوجي لا يرد أبدا على أرقام لا يعرفها يستمر هذا الوضع أقصد سيل الرسائل فترة ثم ينقطع مدة شهر أو أكثر ثم تعود الرسائل والاتصالات من جديد, وسألت زوجي إن كانت هناك أي علاقة له في الماضي أو أي شيء من هذا القبيل وأقسم لي مرارا أني الحب الأول في حياته وأنه لم يعرف امرأة سواي لكنه سبق أن خطب فتاة قبل أن يتقدم لي وفسخ خطوبته منها لأنه سمع أن لها علاقات هاتفية وكان ذلك قبل موعد قرانه بيومين ولكنه لا يشك أبدا في أنها من تزعجه بل نهاني عن إساءة الظن بأحد.
في الفترة الأخيرة كثرت الرسائل وصارت تلح عليه بأن يرد عليها ويسمع منها لو لدقائق فقط وتستعطفه بأساليب تذيب الصخر وأنا بصراحة أخشى على زوجي أن يضعف يوما ويرد عليها ولو من باب النصيحة وما يضايقني أكثر وينغص حياتي أنها أصبحت ترسل لي أيضا رسائل تخبرني بأنها عاجلا أم آجلا ستظفر بقلب زوجي وستضحك أخيرا كما تقول.. ولا أعلم من هي ولا كيف حصلت على رقم هاتفي ولماذا تهددني هكذا وتود تحطيم حياتي؟ كيف أتصرف خصوصا أن رقمها بطاقة سوا وليس باسمها ولم نستطع تتبع مكالماتها ولم تمل منذ أكثر من عام ولم تيأس, كيف أجنب زوجي أن يقع في شباكها؟ وكيف أستمر في حياتي رغم إزعاجها لي ورسائلها العاطفية لزوجي؟ أرجو منكم المساعدة والتوجيه والإرشاد أختكم حائرة جدا.
الأخت الكريمة: إن من نعم الله تعالى على الفتاة أن يرزقها الله الزوج الصالح، وكذلك من نعم الله على الفتى أن يرزقه الله الزوجة الصالحة، وكما ذكرت أن زوجك ـ ولله الحمد ـ شاب صالح والكل يشهد بحسن أخلاقه واستقامته، وهذا يعطي نوع أمان من صدق كلام زوجك، فلو فرضنا على أبعد المحامل وأسوئها أن له علاقة هاتفية مع فتاة فرضاً، ثم تاب من ذلك، فهل نؤاخذه على ذنب تاب منه؟ وقد يكون مصدر تلك الرسائل تلك الفتاة التي أقدم على الزواج بها ثم لما علم أنها صاحبة مهاتفات تركها!! فهل يعاقب أو يساء به الظن؟
لقد قال لك إنه لم يعرف، بل أقسم لك مراراً أنك الحب الأول في حياته، فلماذا تبحثين عما يكدر خاطرك ويثير الغيرة في قلبك؟ وقد يكون مصدر تلك الرسائل هي تلك الفتاة التي تعلقت به ثم عدل عن الزواج بها، لكنه ـ جزاه الله خيراً ـ طلب منك عدم سوء الظن بأحد تورعاً منه وتقوى.
أختاه: أخشى أن تدمر صفو عيشك تلك الغيرة وذاك الظن السيئ بالزوج، فابعدي ذلك عن حياتك كي تعيشي في راحة بال واطمئنان، ولو كان زوجك له سابق معرفة لما سمح لك بالاطلاع على جواله وعلى رسائله ولوضع جوالا آخر لهذه البلاوي، أو على الأقل وضع رقماً سرياً للجهاز لئلا تطلعي على تلك الرسائل والاتصالات.
قد يكون من أيسر الحلول تغيير رقم الجوال للزوج، لكن هذا غير مجد لكونها تعرف الزوج وعائلته، بدليل معرفتها برقم جوالك، فلو غيره لتوصلت لرقم الزوج الجديد.
أختاه: مما يبين صدق الزوج هو عدم الرد عليها ولو من باب المناصحة، وهذا يكفي لطرد تلك الخواطر والوساوس.
أما التهديدات بالظفر بقلب زوجك فهذا الأمر بيد الله, جلّ وعلا، ثم لا يخفى عليك أن الله أحلّ للرجل أربعاً، وإذا أراد التعدد فلن يصرفه عدم الرد على تلك الرسائل والاستعطافات.. لذا أنصحك أختي الكريمة ألا تلتفتي إلى هذا، وهي كما قلت "ربما لا تكون مشكلتي كبيرة" وقد صدقت نعم ليست كبيرة على الإطلاق، لكن الذي ضخمها هو كثرة التفكير في هذا الأمر، لذا إياك والاسترسال في هذا التفكير، فاقطعي حبل التفكير حالما يرد على الذهن أسأل الله أن يملأ حياتك بكل السعادة والهناء، وأن يرزقكما الذرية الصالحة.

إنني متزوجة من 16 عاماً ولم أنجب ثم تزوج زوجي وأنجب ولدين، في أثناء ذلك توليت تربية طفل لقيط وأرضعته زوجته فأصبح أخاً لأولاد زوجي، في الحقيقة هذا الطفل, حماه الله, جعل محبته قوية جداً في قلبي وقلب زوجي, والحمد لله, ولكنني الآن وبعد أن صار عمره أربع سنوات أصبحت أفكر في الطريقة التي أخبره بها عن حقيقة أمره وأتمنى ألا أقوم بعمل يصدمه بها الآن، بدأ يسأل لماذا اسمه يختلف عن إخوته ولا أعلم ماذا يمكنه السؤال أيضاً، في الحقيقة هو طفل ذكي جداً, ما شاء الله، أرجوكم ساعدوني، أنا أعلم أنه شيء قاس جداً بالنسبة له ولي أيضاً ولكن حبي له سيساعدني على أن أتخطى هذا الخوف وأتعامل معه بطريقة صحيحة لا تؤثر في نفسيته أو تحسسه بالنقص عن إخوته.
شكراً لكم وأرجو منكم أن تصلوني بطبيب متخصص بحيث أقوم باستشارته على الدوام وأخبره بالتفاصيل.
أختي الكريمة، الحياة دار ابتلاءات ومحن ومصائب، كما قال تعالى: "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين" وقال تعالى: "ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم" .
إنّ الابتلاء بالحرمان من الذرية هو اختيار للعبد هل يجزع أم يصبر ويحتسب؟ وكم في الأجر على الصبر، ثم إنّ الأولاد قد يكونون فتنة وبلاء لوالديهم كما قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون". وقال تعالى: "واعلموا إنما أموالكم وأولادكم فتنة وإن الله عنده أجر عظيم" وقال جلّ شأنه: "يا أيها الذين آمنوا إنّ من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم" وقال تعالى: "إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم" .
وقد يصلح الأولاد فيكونون خيراً لآبائهم وأمهاتهم، ولعل في رعاية هذا اليتيم خير لكما في الأجر العظيم المترتب على رعاية اليتيم، حيث يقول المصطفى, صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ـ وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئاً" (رواه البخاري)، وفي مسلم قال صلى الله عليه وسلم : "كافل اليتيم له أو لغيره، أنا وهو كهاتين في الجنة ـ وأشار بالسبابة والوسطى".
وأبشري بعاجل المثوبة وآجلها، أما الآجل فهو الأجر الكبير عند الله, جلّ وعلا، وأما العاجل فهو البركة في الرزق والسعادة في الحياة بل ورزق الذرية، فكم من امرأة مرت عليها سنوات عديدة لم يحصل لها إنجاب، فلما رعت يتيماً رزقت الذرية بعد انقطاع سنوات عديدة.
أما ما سألت عنه عن معرفة حقيقة مجيئه لهذه الحياة فسيعرف ذلك لاحقاً حين يبلغ مبلغ الرجال، ولكن هو في هذا العمر (أربع سنوات) لا يدرك ذلك، وأستغرب عن تساؤله عن غرابة أو اختلاف اسمه؟ فهل الاسم الأول يختلف كثيراً عن اسم إخوته؟ فإن كان الأمر كذلك فيمكن التنسيق مع الجهة المسؤولة لتعديل الاسم الأول والثاني مثلاً، لكي تقضي على تلك الغرابة، وينبغي مناداته بالاسم الأول فقط، وحين يسأل عن ذلك فيخبر أن والديه ماتا وأننا كفلناك وتقصدين بالموت هنا موت الإيمان حين اقترفا تلك العلاقة الآثمة، لقوله عليه السلام: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن" (متفق عليه)، ثم صرف التساؤل بقولك نحن نحبك، هل هناك مضايقة من أخواتك أخبرني؟ هل ينقصك شيء سوف أحققه لك ـ ومثل هذه الأساليب كافية لصرف التساؤل في فترة الطفولة غالباً.
أما تساؤلك عن الاستشارات المباشرة، فيوجد عدد من هواتف الإرشاد الأسري في كثير من المدن السعودية، من ذلك وحدة الإرشاد الاجتماعي التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية وهاتفها 8001245005 ومشروع ابن باز وهاتفه 2297777، مركز الإرشاد في الرياض (نساء4884211 رجال 4828904) وغيرها من الهواتف الاستشارية التي يمكنك التواصل معها فيما يخص هذا اليتيم وغيره وفقك الله وسددك.

*المستشار في مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج

الأكثر قراءة