"الاتصالات الفرنسية" تتوسع أُفقياً وعمودياً وصافي أرباحها ينمو 41% خلال النصف الأول من العام

"الاتصالات الفرنسية" تتوسع أُفقياً وعمودياً وصافي أرباحها ينمو 41% خلال النصف الأول من العام

[email protected]

قطاع شركات خدمات الاتصالات أحد القطاعات الإيجابية سواء تلك التي تعمل في مجال الهواتف النقالة اللاسلكية أو الاتصالات الثابتة مع أن الطلب على الاتصالات الجوالة فاقها بكثير حتى في سوق الاتصالات الدولية، وقد تنوعت أشكال الاتصال فلم تقتصر على الهواتف الجوالة بل ذهبت إلى الاتصال من خلال شبكة الإنترنت وهو ما يُعرف اختصاراً VOIP ومع هذا يبقى لكل نوع من أنواع الاتصال مُريدوه والراغبون فيه، ولا ننسى أن كثيرا من شركات الاتصالات تواجه تحديا كبيرا لتهيئة بنيتها التحتية تفرضه مواجهة التقدم التقني في مجال الاتصالات المُتنقلة حتى تُلبي رغبات عملائها من الأفراد والشركات.

نظرة عامة

اخترت اليوم الحديث عن إحدى الشركات العالمية وهي شركة الاتصالات الفرنسية France Telecom الرائدة في مجال تقديم خدمة الاتصالات في جميع أنواعها ولدى الشركة 158.6 مليون مشترك بخدماتها موزعين على 52 دولة مثل فرنسا، بريطانيا، إسبانيا، الشرق الأوسط، وإفريقيا، وخدماتها تتوزع على ثلاثة قطاعات هي خدمات الاتصالات الشخصية، خدمات الاتصالات للمنازل، وخدمات الاتصالات للشركات وهذه الأخيرة تشمل كل من خدمات الإنترنت للشركات ونقل المعلومات والوسائط المُتعددة وبوابات الإنترنت، إضافة إلى خدمات الدفع عن طريق الإنترنت، كما تُقدم الشركات الخدمات المُضافة للاتصالات مثل البريد الصوتي والإلكتروني والاتصالات الجماعية وغيرها من الخدمات المُضافة.
توزع الشركة أعمالها بين شركات تابعة لها حيث تُحقق لها شركة Orange S.A. 38 في المائة من مبيعاتها وWanadoo S.A. تُحقق 5 في المائة وEquant تُحقق 4 في المائة وهي الشركة الرائدة في مجال الاتصالات العالمية للشركات المُتعددة الجنسيات وتأتي من بعدها مجموعة TP وهي الشركة العاملة في بولندا وتُحقق 8 في المائة من مبيعات الشركة الفرنسية للاتصالات. جدير بالذكر أن الشركة تأسست عام 1990 ومقرها الرئيسي في باريس في دولة فرنسا ويُمكن متابعة أداء سهم الشركة المُدرج في بورصة نيويورك ورمزها FTE.
استحوذت شركة الاتصالات الفرنسية FTE على شركة Orange S.A. عام 2000 وهي الشركة الرائدة في مجال الاتصالات المُتنقلة الجوالة وتخدم 55 مليون مشترك في 20 دولة، وأما شركة Wanadoo S.A. فهي ثاني أكبر شركة تقدم خدمات الإنترنت في أوروبا ولديها 8.5 مليون عميل وامتلكت شركة الاتصالات الفرنسية 85 في المائة منها.

منتجات جديدة

تُعتبر شركة الاتصالات الفرنسية من الشركات القلائل التي تُقدم خدمة الاتصال عن طريق الإنترنت VOIP وذلك في منتصف عام 2006 وقدمت منتجات أخرى في الهاتف الثابت وهذا التعدد رفع حصة الشركة في سوق بيع الموجات الواسعة Broadband، كما قدمت الشركة مُنتجا باسم Life Box وهو الذي يستخدمه عملاؤها لتوصيل التلفزيون ومشاهدة القنوات التي يشتركون فيها وكذلك يتم التوصيل به لعمل الاتصال الصوتي عن طريق الإنترنت VOIP وكذلك توصيل الفيديو المرئي وهذا زاد من عدد مستخدمي الموجة الواسعة أو خدمة ADSL وزادهم بمقدار مليون مشترك.

مؤشرات مالية

سنتناول قوائم الشركة الخاصة بعام 2006 التي صدرت، علماً أن الشركة أصدرت حتى الرابع من آب (أغسطس) الماضي نتائج النصف الثاني من العام المالي الحالي وسنُناقشها لاحقاً، وسجلت الشركة في عام 2006 الماضي مبيعات بلغت 71.6 مليار دولار مُسجلة ارتفاعا بمقدار 2.1 في المائة عن مبيعات عام 2005 كما سجلت الشركة زيادة في الأرباح مقدارها 2.77 مليار دولار أي زيادة بنسبة 49.4 في المائة وبالنسبة لربحية الشركة فنجد أن نسبة صافي أرباح الشركة هي مرتفعة 4.9 في المائة وهو أقل من نسبة صافي نمو الربحية لبقية الشركات العاملة في القطاع نفسه ومقداره – 9.9 في المائة.
توجد ديون على الشركة وبالتالي فإن نسبة المديونية بالنسبة للملكية Dept/Equity هي 1.69 في المائة أي أن ديون الشركة تُشكل 16.9 في المائة من حقوق الملكية وهذا رقم ليس بسيطا ويعني أن الديون تُشكل مصدر إزعاج للشركة علماً بأن السيولة الجارية Current Ratio المتوافرة لدى الشركة تستطيع تغطية أي ديون عليها في حالة وجودها مستقبلا بمقدار 0.5 مرة فقط في حال طلب التسديد الفوري للفوائد. أما نسبة العائد إلى حقوق ملكية المُستثمرين ROE هو 7.9 في المائة أي أكثر بكثير من العائد الذي تمنحه البنوك على إيداع الودائع بينما العائد على الملكية الذي يمنحه القطاع الذي تنتمي له الشركة يُقدر بـ 23.2 في المائة أما قُدرة الشركة على الاستفادة من مبيعاتها في تغطية قيمة الأصول Asset Turnover بمقدار 0.5 مرة وهي نسبة متدنية.
مكرر الأرباح الحالي للشركة مرتفع نوعاً ما ويصل إلى عشر مرات ويُتوقع مع ارتفاع أرباح الشركة أن يصل إلى 9.7 مرة وهذا المؤشر المالي يُعتبر أحد المؤشرات المهمة في تقييم جدوى الاستثمار بسهم ما وبشكل عام يُعتبر مكرر أرباح الشركات الأوروبية متدنيا مما يجعلها أسهما رخيصة مقارنة بالأسهم الأمريكية أو تُصنف قيمتها بأنها أقل من قيمتها العادلة بل يذهب بعض المحللين إلى أن سهم FTE رخيص مقارنة بأسهم شركة الاتصالات الألمانية نفسها، ويُعتبر السهم جيدا وقويا كون الشركة توزع عوائد على سهمها مقدارها 5.7 في المائة كل عام.

التحليل الفني

منذ أن هبط سهم FTE تحت متوسط 50 يوما في العشرين من تموز (يوليو) الماضي وسهم الشركة لم يتمكن من الصعود فوق متوسط 50 يوما والاستقرار فوقه وأصبح يتحرك في نطاق ضيق بين متوسط 50 يوما عند مستوى 28.5 دولار وبين متوسط مائتي يوم الموجود عند مستوى 26 دولارا تقريباً وسيبقى سهم FTE يتحرك بين هذين النطاقين حتى يستطع الإغلاق فوق مستوى 30 دولارا بحجم تداول عال لينطلق بعدها السهم إلى مستويات قريبة من 36 دولارا ويُحقق 20 في المائة من الارتفاع.
مستوى 30 دولارا هو مستوى مقاومة عنيف لم يتمكن السهم من كسره منذ كانون الأول (ديسمبر) عام 2004 فإن لم يتمكن من الصعود فوق مستوى 30 دولارا بحجم تداول عال والثبات فوقه وحصل أن هبط السهم تحت متوسط مائتي يوم وحصل أن هبط متوسط 50 يوما تحت متوسط مائتي يوم فيجب الابتعاد عن السهم لأنه سيحدث أن يقوم المُتداولون على السهم بجنيّ أرباحهم بعد أن كانوا محتفظين بالسهم منذ ارتفاعه في أيلول (سبتمبر) من عام 2006 منطلقاً من مستوى 20 دولارا وقد يحدث هذا بسهولة لذا يجب مراقبة السهم جيداً وأخذ الاشتراطات التي ذكرتها بعين الاعتبار قبل شراء السهم أو تركه.

أحدث الأخبار

من أهم الأخبار الحديثة إعلان الشركة في الثاني من آب (أغسطس) الحالي نتائجها المالية للنصف الأول من العام وللربع الثاني تحديداً والتي ارتفعت فيها أرباحها الصافية بنسبة 41 في المائة مع قوة واضحة في مبيعاتها الداخلية ونمو واسع في الأسواق الناشئة حيث وصلت الزيادة في أرباحها إلى 3.31 مليار يورو بعد أن كانت في الفترة نفسها من العام الماضي 2.35 يورو، والأهم هو إعلان الشركة أن رؤيتها لأرباحها في العام الحالي 2007 مستقرة لم تتغير، وبين مدير الشركة المالي أنه لا يتوقع انخفاضا في مبيعات الشركة في النصف الثاني من العام الحالي.
كما قامت الشركة ومن خلال شركتها في الأردن بشراء 51 في المائة من شركة Light Speed البحرينية والمُتخصصة في تقديم خدمة الإنترنت ويُعتبر هذا ضمن خطة الشركة للتوسع في منطقة الشرق الأوسط. جدير بالذكر أن الشركة البحرينية تُقدم خدمة الاتصال الصوتي عن طريق الإنترنت VOIP وخدمة الفيديو عند الطلب. ويرى المُحللون أن هذا يدخل ضمن خطة الشركة للتوسع في الأسواق الناشئة التي تُعتبر فرص نموها أكبر حتى تواجه البطء في توسع أعمالها في منطقة أوروبا، وأعلنت الشركة أن لديها 12 مليون مشترك موزعين بين مصر والأردن.
أعلنت الشركة أنها استطاعت توفير سيولة نقدية مقدارها 6.8 مليار يورو أي ما يُعادل حينها 8.9 مليار دولار أمريكي بعد بيعها وحدتها العاملة في مجال خدمات دليل الهواتف التجاري، كما دخلت الشركة في مجال الفيديو عن طريق شبكة الإنترنت، الذي يشهد منافسة محمومة.

المُنافسون

تواجه شركة الاتصالات الفرنسية منافسة حادة في مجال خدمة الاتصالات بالخط الثابت والهاتف الجوّال من قبل شركة Bouygues وSFR وشركة فودا فون الشهيرة وشركة الاتصالات الإيطالية، وهذا الكمّ من المنافسين يفرض على شركة الاتصالات الفرنسية ضرورة توفير الخدمات لعملائها من خلال تهيئة بنيتها التحتية وتحويلها إلى الأفضل تقنياً وهي قادرة على هذا بفضل قوتها وملاءتها المالية.

المُستثمرون

بعد أن رفعت الحكومة الفرنسية حصتها في اسهم الشركة الفرنسية للاتصالات بمقدار 6.2 في المائة أصبح إجمالي حصتها 34.9 في المائة ومن ثم يأتي بعدها المُستثمرون من أفراد ومؤسسات مالية أصبحوا يملكون 55.5 في المائة يتم تداولها في السوق ومن بعدهما يأتي الموظفون الذين يملكون 2.3 في المائة.

مخاطر الاستثمار

كل استثمار يُعتبر محفوفا بالمخاطر مثلما تزينه الكثير من المميزات وشركة الاتصالات الفرنسية تُعاني منافسة حادة في أعمالها المحلية والدولية وتواجه صعوبة كبيرة في المحافظة على حصتها من هذه السوق، كما أن الاستثمار في هذا السهم من خلال البورصات الأمريكية قد يتأثر عائده بتغير سعر الدولار الذي يهبط بين حين وآخر.

الخلاصة

شركة الاتصالات الفرنسية France Telecom هي الرائدة في مجال تقديم خدمة الاتصالات في العالم بجميع أنواعها ولدى الشركة 158.6 مليون مشترك بخدماتها موزعين على 52 دولة مثل فرنسا، بريطانيا، وإسبانيا وتعمل تحت ملكية الشركة شركات عالمية أخرى مثل Orange S.A. وWanadoo وEquant وغيرها وذلك من خلال الاستحواذ على حصص تملك منها وتتجه الشركة إلى توسيع خدماتها في مجال الموجة الواسعة Broadband لخدمات الإنترنت والاتصال الصوتي عن طريقها VOIP كما تتوسع الشركة في خدماتها الموجهة نحو الأسواق الناشئة مثلما استحوذت أخيرا على شركة Light Speed البحرينية، التي تعمل تحديداً في مجال خدمات الإنترنت والاتصال عن طريقها ومع هذا تواجه الشركة منافسة قوية من شركات عالمية أخرى، أعلنت الشركة نتائجها المالية للنصف الأول من العام الحالي مُظهرة ارتفاعاً في صافي أرباحها بنسبة 41 في المائة.
المُحللون المُتابعون لسهم الشركة وأدائها المالي يتوقعون وصول السهم إلى سعر 30 دولارا وهذا أمر منطقي. أما من ناحية التحليل الفني فإن وصول السهم إلى سعر 30 دولارا ممكن حيث يُعتبر هذا السعر هو مستوى مقاومة قديم منذ عام 2004 ولكن في حالة تجاوز السهم هذا المستوى مع كمية تداول عالية فإن السهم مرشح للوصول إلى سعر 36 دولارا ولكن تواجه ضغوط بيع قد تهوي بسهمها وفي فقرة التحليل الفني مزيد من التحليل.

الأكثر قراءة