بيانات البطالة الأمريكية تضرب الدولار والأسهم الأوروبية والآسيوية
انعكست بيانات البطالة الأمريكية التي تم إعلانها نهاية الأسبوع الماضي على تعاملات الدولار والأسهم الآسيوية والأوروبية مع استئناف تعاملاتها للأسبوع الجاري أمس. وهبط الدولار لأقل مستوى في 15 عاما مقابل سلة من العملات أمس الإثنين مع تزايد التكهنات في الأسواق المالية بأن تنامي مخاطر سوق الائتمان وضعف البيانات الأمريكية سيدفعان مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) إلى خفض أسعار الفائدة.
وانخفض مؤشر الدولار دون مستوى 80 نقطة المهم من الناحية النفسية بينما صعد اليورو ليقترب من مستواه القياسي عند 1.3850 دولار الذي سجله قبل أسبوعين. ودفع الانزعاج المتنامي في أسواق الائتمان العالمية الأسهم الأمريكية للهبوط يوم الجمعة الماضي وزاد من الهبوط بيانات العمل الأمريكية لتموز (يوليو) التي جاءت أضعف من التوقعات. واستمر التراجع في مطلع الأسبوع مع استقالة رئيس بنك بير ستيرنس إثر إعلان البنك يوم الجمعة الماضي أن أسواق الدخل الثابت تمر بأصعب فترة فيما يزيد على 20 عاما.
وسجلت الأسهم الآسيوية والأوروبية خسائر أكبر أثناء تعاملاتها أمس, كما كان متوقعا بعد إعلان بيانات البطالة في أمريكا. ولم يؤد ذلك إلى بيع الدولار على نطاق واسع فحسب بل لتصفية صفقات يبيع بموجبها المستثمرون عملات منخفضة العائد للاستثمار في عملات ذات عائد أعلى ولكنها أكثر خطورة. وارتفع الين الياباني والفرنك السويسري أمام الدولار.
وعوض الدولار بعض خسائره مقابل الين ليقل نحو 0.25 في المائة إلى 117.70 ين بعدما سجل أقل مستوى في أربعة أشهر حول 117.20 ين في وقت سابق. وارتفع اليورو 0.3 في المائة إلى 1.3825 دولار بينما انخفض الدولار 0.3 مقابل الفرنك السويسري إلى 1.1866 فرنك. ونزل في وقت سابق إلى 1.1820 فرنك وهو مستوى لم يبلغه منذ نيسان (أبريل) 2005.
وقالت لورا امبروسينو من مؤسسة مورجان ستانلي "الدولار يتعرض لضغط". وأضافت أن "مورجان ستانلي" توصي العملاء ببيع الدولار وشراء الين الياباني والفرنك السويسري. وتعد تقلبات سوق الائتمان المحرك الرئيسي للأسواق المالية غير أن السوق تراقب عن كثب اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي اليوم للاطلاع على البيان الصادر عنه. ومن المتوقع أن يترك المجلس أسعار الفائدة دون تغيير عند 5.25 في المائة. وبصفة عامة يتوقع المحللون أن يؤكد المجلس أن التضخم مازال محور اهتمامه الأساسي لكنه سيشير أيضا للتقلبات الأخيرة في الأسواق المالية.
ونزلت الأسهم الأوروبية 1 في المائة عند الفتح مقتفية أثر تراجع بورصة وول ستريت يوم الجمعة الماضي بعدما أعلن بنك الاستثمار بير ستيرنز أن أسواق الائتمان في أسوأ حال منذ 20 عاما. وانخفض مؤشر يورو فرست 300 بنسبة 0.98 في المائة ليصل إلى 1502.32 نقطة. وتراجع مؤشر "فاينانشيال تايمز" البريطاني 0.93 في المائة بينما انخفض مؤشر "داكس" الألماني 0.69 في المائة ومؤشر "كاك" الفرنسي 1.33 في المائة.
واستأنفت أسواق الأسهم الآسيوية اتجاهها النزولي وسط استمرار المخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي. وهوت الأسهم في بورصة سنغافورة بنسبة 3.7 في المائة مع تراجع المؤشر القياسي "ستريتس تايمز" بمقدار 127 نقطة ليغلق على 3308.99 نقطة مسجلا أدنى مستوى له في ستة أشهر.
وقال محللون إن أسهم قطاع البنوك انخفضت وسط تنامي المخاوف بشأن تعرضها للمخاطر نتيجة للأزمة التي ضربت سوق الائتمان في الولايات المتحدة. بينما أعرب بعض المحللين عن أمله في أن ترتفع الأسهم قبل عطلة العيد الوطنى للبلاد التي توافق الخميس المقبل. وقال سمسار إن "الاقتصاد يزدهر وسوق العقارات نشيطة للغاية".
وفي هونج كونج، تراجع مؤشر "هانج سينج" بنسبة 2.67 في المائة أو بمقدار 601.7 نقطة لينهي التعاملات على 21936.7 نقطة على غرار الهبوط الذي منيت به أسهم "وول ستريت" في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي. وحدث الهبوط بفعل استمرار المخاوف بشأن سوق قروض الرهن العقاري عالية الفائدة المحفوفة بالمخاطر. وبلغت قيمة التداول 78.23 مليار دولار هونج كونج (10.03 مليار دولار أمريكي).
وقال محللون إن الأسهم ذات الصلة بشركات صينية وقعت بالتحديد تحت ضغوط مكثفة وسط علميات بيع في أسواق المنطقة. ويرى المحللون أن المستثمرين يتخذون جانب الحذر بشكل أكبر قبيل اجتماع لجنة السوق المفتوحة التابعة لمجلس الاحتياط الفيدرالي الأمريكي هذا الأسبوع والمقرر أن تبحث فيه اتخاذ إجراء بشأن أسعار الفائدة. ومن المقرر أن تصدر اللجنة بيانها بشأن رفع أسعار الفائدة أو إبقائها دون تغيير صباح بعد غد الأربعاء بتوقيت هونج كونج. كما هوت الأسهم اليابانية في نهاية تعاملات جلسة أمس على الرغم من أن التفاؤل بشأن تعافي الاقتصاد الياباني أسهم في تقليص خسائر التعاملات المبكرة التي نتجت عن هبوط الأسهم الأمريكية.
وانخفض مؤشر "نيكي" المؤلف من 225 سهما بمقدار 65.40 نقطة أو ما يوازي 0.39 في المائة ليغلق على 16914.46 نقطة. كما انخفض مؤشر توبكس الأوسع نطاقا بمقدار 4.50 نقطة أو 0.27 في المائة لينهي التعاملات على 1668.04 نقطة. وتراجعت الأسهم التايلاندية بنسبة 2.6 في المائة مقارنة بإغلاق يوم الجمعة الماضي, إذ هبط مؤشر البورصة بمقدار 21.86 نقطة لينهي التعاملات على 815.87 نقطة. وقال مونكول بوانجبيتها وهو سمسار في شركة أتكينسونز سيكيوريتيز إن "الهبوط يرجع أساسا إلى عوامل خارجية وإن المستثمرين يشعرون بالقلق حيال الاقتصاد الأمريكى".
وانخفضت الأسهم الفلبينية بنسبة 2.84 في المائة لتسجل أدنى مستوى لها في أكثر من ثلاثة أشهر. وخسر المؤشر المجمع من 29 سهما في بورصة الفلبين 92.25 نقطة من قيمته ليغلق على 3256.99 نقطة منخفضا من 3352.24 نقطة في ختام جلسة يوم الجمعة الماضي.
وقال محللون إن السوق المحلية خضعت لضغوط بيع ناشئة عن الهبوط الحاد في "وول ستريت" خلال تعاملات يوم الجمعة الماضي. وهوت الأسهم الأسترالية بنسبة 1.7 في المائة مع تراجع المؤشر القياسي المؤلف من 200 سهم بمقدار 100.8 نقطة ليغلق على 5920.2 نقطة. وتعافت قليلا الأسهم في بورصة نيوزيلندا - التي هوت الأسبوع الماضي لأدنى مستوى لها في أربعة أشهر على خلفية هبوط وول ستريت- بعد أن منيت بخسائر تجاوزت أكثر من 2 في المائة في التعاملات الصباحية أمس لكنها أنهت الجلسة على هبوط.
وأعاد مصرفي سعودي التراجع الذي أصاب أسواق الأسهم في آسيا وأوروبا أمس بالتزامن مع التراجع في الأسواق الأمريكية, إلى تزايد المخاوف من سوق الرهن العقاري الثاني في الولايات المتحدة. ويشرح المصرفي أن سوق الرهن العقاري الثاني في أمريكا (السوق التي تتعلق بحديثي الاقتراض الذين لا يملكون سجلا ائتمانيا لدى البنوك), يقدرها البنك المركزي الأمريكي بنحو 100 مليار دولار, والمقترضون من هذه السوق باع معظمهم منازلهم مع ارتفاع سعر المنازل نحو 30 في المائة وتعثروا عن السداد مما أحدث قروضا متعثرة للبنوك الاستثمارية والشركات المالية تقدر أيضا بنحو 100 مليار دولار. وقال المصرفي أحمد الحديد الذي تحدث لـ "الاقتصادية" أمس إن معظم هذه الشركات المالية والبنوك مدرجة في سوق المال الأمريكية وبفعل هذا التعثر تراجعت أسهمها وهبطت بمجمل الأسواق الأمريكية التي قادت بالتالي إلى تراجع البورصات في آسيا وأوروبا.