الهند تراضي مسلميها بتسهيل إطلاق صناديق تتوافق مع الشريعة
يبدو أن السلطات المالية الهندية تحاول إرضاء شريحة المسلمين عبر تسهيل إطلاق الصناديق الإسلامية. في الوقت التي لا تزال ترفض إقامة أي بنك إسلامي في البلاد.
من المنتظر أن تشهد الهند قريبا بداية عمل أول صندوق لتطوير البنية التحتية وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية. ويرجع الفضل في ذلك إلى أحد الشركاء الخليجيين. حيث تخطط مجموعة 2i المالية الهندية، وشريكتها "أموال للاستثمار" التي تتخذ من عمان مقراً لها, إطلاق صندوق خارجي يعمل وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية لتطوير البنية التحتية في الهند. وقد تم تسجيل الصندوق الذي تم تأسيسه لمدة سبع سنوات لدى مجلس الأوراق المالية والبورصات في الهند.
ويقوم عدد من الشركات بمراقبة المستثمرين الخليجيين الذين تجتذبهم سوق الأسهم الهندية التي تشهد صعوداً مستمراً. وتستهدف هذه الشركات أيضاً المسلمين المحليين الأثرياء الذين لا يرغبون في استثمار أموالهم في أسواق الأسهم بسبب شح المعلومات المتوافرة حول هذا الموضوع أو لأنهم يعتبرون الاستثمار في سوق الأسهم محرماً.
وسيستثمر هذا الصندوق في الطاقة ومشاريع فتح الشوارع والطرق الخارجية السريعة.
وفي ضوء التطور السريع الذي تشهده سوق التمويل الإسلامية العالمية، أخذت الشركات الهندية تدرك للتو أهمية هذه السوق. إذ أعلن بنك كوتاك التابع للقطاع الخاص في الهند منذ بعض الوقت عن إطلاق صندوق إسلامي عالمي لمساعدة المستثمرين العالميين على شراء الأسهم الهندية التي تتقيد بأحكام الشريعة الإسلامية. وتعتبر شركة "إضافة" من دور الوساطة المهمة التي تتعامل في الأسهم الحلال في بورصة الأسهم الهندية منذ عام 1994، وتبدي رأيها في جميع الشركات المدرجة في هذه البورصات على ضوء مبادئ الشريعة الإسلامية. ولا تتعامل هذه الشركة بالأسهم التي تعمل في المجالات المحرمة كإنتاج وبيع المواد الكحولية والتبغ وأعمال الدعارة والخدمات المصرفية والتمويلية الربوية.
وفي شهر كانون الأول (ديسمبر) 2006، قامت شركة بارسولي المحدودة، وهي شركة وساطة تعمل في الأسهم ومقرها في مدينة أحمد أباد، بإطلاق صندوق بارسولي الإسلامي في الهند. ويشتمل هذا الصندوق الآن على 41 شركة تم اختيارها من بورصة بومباي.
ومع تزايد الطلب على البنوك الإسلامية وعلى الصناديق الإسلامية في الهند، يخطط "معهد السندات والاستثمار" الموجود مقره في لندن، وهو جهة متخصصة في التدريب، يخطط للبدء في إعطاء الدورات التأهيلية لتقديم خدمات التمويل الإسلامي في الهند. وتقول أروى تابيا، ضابطة الاتصال الهندية لهذا المعهد إن هناك اهتماماً متزايداً في الدورات التي يقدمها المعهد. وتغطي الدورة التي تستهدف المتخصصين الجدد والحاليين في أعمال الاستثمار والتجارة والتأمين التي تتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية، تغطي التمويل الإسلامي من المنظور الفني والشرعي. ويقول مدير شركة بارسولي، ظفر ساريشوالا، إن هذه الدورات التأهيلية خطوة في الاتجاه الصحيح لأن مديري الصناديق الهنود يريدون شريحة من صناعة التمويل الإسلامية دون أن يطلقوا صفة إسلامية على صناديقهم.