رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


لنخطط لشهر رمضان المقبل وبهجة أيام العيد من الآن

[email protected]

مع أن التخطيط في كل وقت ولجميع المواسم متطلب أساسي إلا أن في رمضان والعيد قد نحتاج إلى خطط بديلة إلى أن يبت في وضع الحساب الفلكي في دخول وخروج شهر رمضان الفضيل. الموضوع أشبع قولا وعملا ومشاهدة وتناولا ولم يبق سوى أن ننتظر للعام المقبل لنرى ونسمع ما يؤول إليه الموضوع فالموظف في البنك أو الطبيب في المستشفى وحارس الأمن في منشأة أو المراقب الصحي في البلدية كلهم يريد أن يفطر مع أهله أول يوم في رمضان أو أن يقضي أول أيام العيد محتفلا مع أهله. ولئلا يطول سردي فلننتظر إلى العام المقبل حتى نرى ما تؤول إليه مسألة الاجماع على دخول وخروج الشهر الفضيل على مستوى الأمة الإسلامية والعربية جمعاء.
إن ما ينقصنا كمسلمين لنفرح بالعيد ونستمتع بأيامه وأوقاته هو معرفة كيف سنقضي الوقت في رمضان ونخرج منه برضا الله سبحانه وتعالى ومحبة الناس وتقديرهم لأننا قادرون على التعايش مع متطلبات الحياة كل حسب قدرته لا فوق طاقته. لقد مررت في هذا الشهر الفضيل لهذا العام بمواقف لم أستطع سوى قولبتها في مقال ينشر للنفع بإذن الله, فمع كل ما ينشر عن رفع الأسعار وتردي أوضاع العائلات الاقتصادية إلا أن هناك بعض العائلات ما زالت تسحب من مدخراتها لتكمل عدة الشهر في بذخ وترف للشعور بالأجواء الرمضانية مع أقارب أو أصدقاء بارتياد المطاعم الفخمة وإقامة الولائم الكبيرة للأهل والجيران وبالطبع كان ذلك بعد أن وظفت سائقين وخدم إضافيين للخدمة في هذا الشهر الكريم للإعانة على أداء ما أسموه بالواجب. ودون حساب، كانت العشرة الأواخر بداية الصحوة من سوء التخطيط في شهر العبادة والتقوى وبدوا وكأنهم لم يحسبوا مصروفاتهم بدقة فنزلوا الأسواق يبحثون عن أرخص الملابس لأن حجتهم أن الوقت دهمهم ولا داعي للتبذير!. هذا وضع يتكرر كل عام ولا من معتبر لحال ولقد كتب في الصحف والمجلات العربية أيضا شيء من هذا القبيل مما يعني أن المشكلة على مستوى المجتمع العربي بأكمله وهو دلالة على عدم تبني التخطيط في أمورنا اليومية والعامة. ولا أستثني المؤسسات المدنية من ذلك فالخلل مازال قائما في كثير من الأمور، ولم نر تغيرا ملحوظا على نسب البطالة وأداء المرافق العامة وتنفيذ المشاريع المدنية فها هي الصحف تتنقل من مدينة لأخرى وتصور مشكلات الصرف الصحي وخسف الطرق ونقص أو سوء توزيع لوحات وإرشادات المرور وحالات التشوه المعماري والبيئي بصفة عامة... إلخ. وفي كثير من المدارس مرت أسابيع ثلاثة على الدراسة ولم يداوم أو يتفوه بعض الأساتذة بكلمة في بعض المواد أما من نقص كوادر أو ضعف همة. وليس أقل من ذلك فقد أريق ماء الوجه بارتكاب الجرائم والسرقات في رمضان في مكة والمدينة ناهيك عن باقي المدن حتى أصبح المواطن عند أجهزة الصراف الآلي يتلفت خائفا بعد سحبه للنقود من ترصد أحد له في ذلك الموقع. لقد كنا نستشعر الأمان بل لا نفكر في الغدر والخيانة بتاتا لأن الفرد منا إذا مشى حماه من مشى خلفه وجعله أكثر اطمئنانا ولكن هذه هي الحال الآن فما الذي استجد؟
لقد اعتقدت إننا خططنا للاستعداد لشهر رمضان الفضيل بقراءة القرآن وصلاة التراويح ومن ثم صلاة التهجد لنعمر المساجد مع البذل للفقراء والمعوزين في الفطور وعند السحور والبحث عنهم لأن منهم من تحسبهم أغنياء من التعفف وبالتالي نستقبل العيد وأيامه بفرحة أكبر وشغف برؤية الأطفال يتعلمون منا هذه الخصال. ولقد اعتقدت إننا وضعنا في الأجندة زيارة الأقارب وتتبع حالهم كل على قدر الاستطاعة فما هي إلا اقتناص لفرص الخير في شهر الخير حتى نتحرر من وقع الآثار السلبية لما ذكرت سابقا. إن عقد العزم على تصحيح الخلق وتحسين المعاملة في أيام العيد بروحانية أيام رمضان تمرين على قضاء عام بأكمله وكأننا في رمضان, فلماذا لا نستثمر فضائل رمضان في صيامه وقيامه بترك أثر طيب في القلب لباقي العام كله. العيد في دول العالم الكبرى عبارة عن تجمع لمختلف الأجناس والأعراق والصفات والتقاليد والعادات وما متعته إلا في رغبتهم جميعا في التلاقي في زمن ووقت لا يستطيعون فيه لم الشمل إلا في هذا الوقت من العام فتجد الحميمية والمودة وتبادل التهاني والأخبار للتعويض عما فات واسترجاعه في الوقت المقبل يحاولون بذلك مجاراة إيقاع الحياة السريع قدر المستطاع. هذا المزيج من الشعور والأحاسيس يجعلنا نتأمل كيف يمكن أن يكون رمضاننا المقبل لنخطط له من الآن حتى يكون عيدنا مناسبة نحتفل بها ونحن نستمتع بكل دقيقة فيها.
ليتنا أيضا نستفيد من إحصائيات رمضان هذا العام وعمل مسح شامل للتغير النسبي لنمط استهلاك الأسرة للسلع غير الغذائية والغذائية ونقارنها بالسنوات العشر الماضية. كما نحلل إحصائيات استخدام البطاقات الائتمانية وحجم الديون المتراكمة وطرق السداد. ولأن سوق الأسهم عاد بنا إلى ذكريات الانهيارات السابقة فزاد من عدم الثقة فيه وكرس مفهوما "غير مفهوم", فدراسة وقع الأنظمة وتوقيتها تعد فرصة جيدة لفهم الفعل وردة الفعل على السوق مستثمرين ومضاربين وشركات وعلى الهيئة أيضا. وحري بنا طبعا دراسة وضع التضخم وربط الريال بالدولار فمعايير الصرف مع التحول الكبير في أوجه الصرف تصبح في هذا الموسم ذات وزن قد يؤثر سلبا أو إيجابا في القرارات الاقتصادية والاجتماعية وقد ترسم فعلا خريطة لطريق تحسين مستوى المعيشة. وكل عام وجميعنا في خير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي