رقاة الشر يمارسون الرقية الشرعية للمتاجرة بالمرضى وإستغلالهم

أكد عدد من أهل العلم مشروعية الرقية الشرعية ما لم يتخللها استخدام ما يتنافى مع الشرع، وشددوا على أهمية أن يكون لدى المريض اعتقاد بأن الله هو الشافي وأن هذا من الأسباب الشرعية التي أمر الله بها واعتبروا أن ظهور الرقية جاء نتيجة تسلط الشياطين على المرضى وتطرقوا لأمور عدة متعلقة بالرقية.
وفي البداية أوضح الشيخ عبد العزيز الراجحي أنه لا بد للرقية من أمرين يتطلب وجودهما في الراقي والمرقي عليه وهما: أن يكون الراقي سليم المعتقد، ولا بد من إحسان الظن بالله، وأن يعلم المسلم أن هذا سبب شرعي، وكذلك المسحور وولي المريض يكون عندهما اعتقاد أن الله ، سبحانه وتعالى، هو الشافي، وأن هذا من الأسباب الشرعية، ويكرر هذا مع سؤال الله العافية والضراعة إلى الله عز وجل.
ومن ذلك أيضا قراءة آية الكرسي وهي: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ وقد قرأها الإمام - وفقه الله- في صلاة المغرب في الركعة الأولى، وهي أعظم آية في القرآن: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ هذه أعظم آية في القرآن الكريم كما أخبر بذلك النبي، صلى الله عليه وسلم، وأعظم سورة في القرآن سورة الفاتحة: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وأعظم آية في القرآن آية الكرسي، قد ثبت عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه الشيطان حتى يصبح فتقرأ آية الكرسي وتقرأ القواقل: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ وإذا قرأ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ فحسن أيضا.
هذه أيضا تقرأ على المريض المسحور وتقرأ في إناء فيه ماء يصب على المسحور فيشفى، وهذا أيضا مجرب في حبس الرجل عن امرأته، من أنواع السحر حبس الرجل عن امرأته فلا يصل إلى جماعها، يحبس، وهذا مجرب هذا العلاج، وإذا أتى بسبع ورقات من السدر ودقها في ماء وقرأ آية الكرسي والقواقل فإنه يشفى بإذن الله، وهذا مجرب جربه عدد من المشايخ، وجربه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، رحمة الله عليه، كذلك أيضا قرأته لبعض الناس وقال: إنه استفاد، وقرأه غيرهم إذا كان الرجل محبوسا عن امرأته، يعني: ممنوعا لا يصل إلى جماعها هذا من العلاج، يأتي بسبع ورقات سدر وتقرأ فيها آية الكرسي والقواقل: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ فيشرب منه ويغتسل به فيشفى بإذن الله وهذا مجرب.
هذا من أنواع السحر الحبس، وذلك قد يكون هذا الإنسان حبسه عن امرأته بسبب الحسد، وعقد عقدا، بعض الناس يحضر عند العقد وهو حاسد لهذا الرجل، قد يكون مختفيا فيعقد عقدا، فإذا قال للمزوِّج له: زوجني، يقول: لا، ويعقد عقدة، وهكذا فيحبس عن امرأته فلا يصل إلى جماعها.
وبالنسبة لاستتابة الساحر فيه خلاف بين أهل العلم، بعض العلماء يرون أنه لا يستتاب مثل الزنديق المنافق، يرون أن الزنديق والمنافق، ومن سب الله وسب الرسول، أو كذلك أيضا من استهزأ بالله أو برسوله أو بكتابه أو بدينه، ذهب جمع من أهل العلم بأنه لا يستتاب - يعني في أمور الدنيا - بل يُقتل تنفيرا للناس من هذا الكفر الوخيم، وقال آخرون من أهل العلم: يستتاب، فإن تاب تُرك وإلا قُتل.
ويتناول فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين جانب جواز أخذ الأجرة على الرقية الشرعية من الكتاب والسنة دون طلب أجر أو اشتراط، حيث يقول لا مانع من أخذ الأجرة على الرقية الشرعية بشرط البراءة من المرض وزوال أثره، والدليل على ذلك حديث أبي سعيد أن بعض الصحابة نزلوا بقوم فلم يقروهم، فلدغ سيد القوم فسعوا له بكل شيء ولا يغني عنه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء النازلين فأتوهم، فقال بعضهم: والله إني لأرقي ولكن قد نزلنا بكم فلم تقرونا، فما أنا بقارئ إلا بشيء، فصالحوهم على قطيع من الغنم، فجعل يتفل عليه ويقرأ "الحمد لله رب العالمين" فقام وكأنما نشط من عقال، فأوفوا لهم جعلهم، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: "اقسموا واضربوا لي معكم سهماً". فأقرهم على الاشتراط وأسهموا له ليدل على إباحته، ولكن بشرط أن يرقي رقية شرعية، فإن كانت غير شرعية فلا تجوز، ولا يشترط إلا بعد السلامة من المرض وزواله، والأولى بالقراء عدم الاشتراط، وأن تكون الرقية لتنفع المسلمين وإزالة الضرر والمرض، فإن دفعوا له شيئاً دون اشتراط أخذه دون أن يكون هو قصده، وإن دفعوا له شيئاً أكثر مما يستحق رد الزائد إليهم، وإن اشترط فلا يشدد في الاشتراط بل بقدر الحاجة الضرورية، والله أعلم ). ( فتح الحق المبين في أحكام رقى الصرع والسحر والعين ).
ومن جهته قال الراقي الشيخ سلطان الصالح إن الرقية أصل شرعي أثبته العلم , برز عندما احتيج إليه فقد كثرت معاناة الناس من تسلط الشياطين عيهم في هذه الأيام فبرز بضرورة علم الرقية الشرعية وعندما ننادي بانتشار العيادات الشرعية فذلك خوفاً على الناس من رقاة الشر أعني الكهنة والمشعوذين أو الذين يبتزون أموال الناس ويؤذون أجسامهم .
ويؤكد الصالح أن هناك من الممارسين للرقية بهدف التجارة ونسأل الله لهم الهداية والعافية أشار إلى إمكانية تعرض الراقي لأذى من الجن لممارسته الرقية وقال يجب عليه أن يكون حريصا على ذكر الله كثيراً وأن يحصن بيته وأولاده وأخص زوجته أن يذكرها دائماً بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء ويحرص على أن يخلو بيته من المنكرات.