أعمال شركات السيارات اليابانية في النصف الأول من العام الحالي

أعمال شركات السيارات اليابانية في النصف الأول من العام الحالي

السيارات اليابانية تحقق هذه الأيام مستويات جديدة فيما يتعلق بحجم الإنتاج والمبيعات، ويبدو أن ذلك مؤهل للاستمرار حتى فترات قادمة، وخلال النصف الأول من العام الحالي 2007 استطاعت معظم الشركات اليابانية أن ترفع حجم إنتاجها ومبيعاتها بنسب متفاوتة. وتستفيد السيارة اليابانية من مجموعة من المزايا التي تساعدها على تحقيق أهدافها، حيث إن الكثير من شركات السيارات اليابانية استفادت من الوضع الاقتصادي العالمي ونمو الاقتصاد الياباني بشكل واضح خلال الفترة الماضية، كما استفادت هذه الشركات من سعر صرف الين الياباني الذي وصل خلال الفترة الماضية إلى أضعف مراحله مقابل العملات الرئيسية الأخرى مثل الدولار واليورو، وعلى الرغم من أن الدولار يعاني هو الآخر من الضعف مقابل اليورو إلا أن استفادة الشركات الأميركية من هذا الأمر لم تكن كبيرة، وذلك بسبب نوعية السيارات التي يوفرها الصانعون اليابانيون التي تشتهر بتجهيزاتها المتكاملة وباستهلاكها المعتدل للوقود، في حين أن السيارات الأمريكية ما زالت تفتقر إلى الشخصية المحببة عند الأوروبيين على الرغم من نجاح بعض الطرازات في تحقيق اختراق مهم على هذا الصعيد.
وخلال الشهور القليلة الماضية وبالتحديد منذ بداية العام الحالي نجحت بعض شركات السيارات اليابانية في رفع إنتاجها إلى مستويات جديدة، كما أنها استطاعت رفع نسبة مبيعاتها في بعض الأسواق، واللافت في هذا الشأن ما تحققه السيارات اليابانية في الأسواق الأمريكية حيث إنها تحتل المرتبة الأولى على مستوى المبيعات هناك.

تويوتا
هذه السنة استطاعت شركة تويوتا أن تحقق هدفها الأساسي الذي يتمثل بالتربع على عرش صناعة السيارات العالمية، فقد استطاعت الشركة اليابانية أن تتقدم على مجموعة جنرال موتورز الأمريكية على مستوى الإنتاج، ووصل حجم إنتاج الشركة خلال الفصل الأول من العام الحالي إلى 2.360 مليون سيارة مقابل 2.330 مليون سيارة أنتجتها جنرال موتورز في الفترة نفسها من السنة.
وقد استطاعت الشركة خلال الأشهر الخمسة الماضية أن ترفع حجم إنتاجها بنسبة واضحة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.
وخلال شهر أيار(مايو) الماضي أنتجت تويوتا 773.124 سيارة بزيادة نسبتها 10.1 في المائة مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي، في حين أن إنتاج شهر نيسان (أبريل) بلغ 742.330 سيارة بزيادة مقدارها 3.9 في المائة. أما شهر آذار (مارس) الماضي فقد شهد انخفاضاً في حجم الإنتاج لدى تويوتا بلغ 0.2 في المائة مقارنة مع شهر آذار (مارس) عام 2006.
وارتفعت مبيعات الشركة في شهر شباط (فبراير) الماضي بنسبة 2 في المائة، أما شهر كانون الثاني (يناير) فقد ارتفع حجم الإنتاج بنسبة 6.6 في المائة حيث تم إنتاج 740.165 سيارة في ذلك الشهر.
يذكر أن تويوتا تخطط لطرح مجموعة من الطرازات الجديدة خلال العام الحالي، وهي قامت السنة الماضية بتقديم مجموعة من السيارات التي تعتبر رئيسية من حيث المبيعات، وبالتالي من المتوقع أن ترتفع مبيعات الشركة بشكل واضح خلال العام الحالي لتسجل الشركة أرقاماً قياسية جديدة. واللافت أن تويوتا تركز في الوقت الحاضر على مبيعات سياراتها الهجينية، حيث تعمل حالياً على تطوير مجموعة من السيارات التي تنتمي إلى هذه الفئة، وأبرزها طراز (بريوس) الذي تقوم الشركة بإجراء التجارب عليه من أجل تقديم الجيل الجديد منه في العام المقبل. وقد وصل إنتاج تويوتا من السيارات الهجينة إلى ما يزيد على المليون سيارة منذ إطلاق بريوس في اليابان عام 1997 ومن ثم تسويقها في الخارج اعتباراً من عام 2000. وقد بدأت تويوتا في عام 2005 و 2006 إنتاج السيارات الهجينة في كل من الصين والولايات المتحدة.

هوندا
خلال العام الماضي انخفضت أرباح شركة هوندا على الرغم من ارتفاع الإنتاج والمبيعات، وعزت مصادر الشركة هذا الانخفاض إلى مجموعة من الاستثمارات قامت بها الشركة، وعلى الرغم من ارتفاع حجم أعمال الشركة بسبب انخفاض سعر صرف العملة اليابانية إلا أن أرباح الشركة تراجعت بنسبة 0.8 في المائة خلال العام المالي الذي انتهى في 31 آذار (مارس) الماضي، وقد بلغت أرباح الشركة الصافية ما يقرب من أربعة مليارات دولار.
وقد استطاعت الشركة خلال عام 2006 بيع 3.652 مليون سيارة بزيادة مقدارها 7.7 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.
ويبدو أن هوندا تركز خلال هذه الفترة على السوق الأميركية، حيث تجد سياراتها رواجاً كبيراً هناك مع التذكير بأن الشركة تملك فرعاً ينتج السيارات الفاخرة يحمل تسمية (أكيورا) مستمدة من بعض طرازات الشركة الأم.
وعلى الرغم من النتائج القياسية التي تسجلها الشركة في الولايات المتحدة فإن المبيعات في السوق اليابانية تحقق انخفاضاً ملحوظاً خلال الأشهر الخمسة الماضية، بينما ارتفعت معدلات الإنتاج في كل من الولايات المتحدة واليابان، وخلال شهر أيار(مايو) الماضي على سبيل المثال أنتجت الشركة في مصانعها اليابانية 105.188 سيارة بزيادة مقدارها 11.8 في المائة، في حين ارتفع حجم الإنتاج خارج اليابان إلى 224.319 سيارة بزيادة بلغت نسبتها 10.4 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ومنذ بداية العام أنتجت الشركة في اليابان 560.708 سيارات بزيادة مقدارها 6.5 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، أما خارج اليابان فقد ارتفع بنسبة 8.3 في المائة ليصل إلى 1.615.696 سيارة.
وتهدف الشركة إلى رفع نسبة أرباحها حتى نهاية العام بعد الانخفاض الذي سجلته في العام الماضي والذي تعزوه الشركة إلى استثماراتها المتعددة في مجال الأبحاث إضافة إلى مصاريف التقاعد التي تمت زيادتها حسب أنظمة الشركة الجديدة.

نيسان
على الرغم من انخفاض أرباح الشركة والتأخير المفترض فيما يتعلق بتنفيذ خطة " قيمة أكبر" إلا أن الشركة التي تتحالف مع رينو الفرنسية تحقق مستويات إنتاج عالية هذه الأيام، ومن المتوقع أن يرتفع حجم إنتاج الشركة خلال بقية العام نظراً لقدرات الشركة على تحقيق ذلك من خلال طرح مجموعة جديدة من الطرازات وتوسيع الانتشار في مختلف دول العالم، ويمكن للشركة من خلال مجموعة مصانعها المنتشرة في بعض الدول مثل تايوان، الفلبين، جنوب إفريقيا لن تقدم مجموعة كبيرة من الخيارات لزبائنها.
وقد تفاوت حجم الإنتاج في مختلف القطاعات خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، فعلى المستوى العالمي ارتفع إنتاج الشركة بمعدل 0.2 في المائة، حيث بلغ 1.371.281 سيارة، واللافت انخفاض الإنتاج في اليابان بنسبة 13.5 في المائة، كذلك انخفض الإنتاج في الولايات المتحدة بنسبة 7.4 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
أما مبيعات الشركة فقد حققت بعض التقدم في كل من اليابان والولايات المتحدة الأمريكية، كما ارتفعت مبيعات الشركة في كندا بنسبة كبيرة بلغت 35.3 في المائة مقارنة بالأشهر الخمسة الأولى من عام 2006. أما في القارة الأوروبية فقد انخفضت مبيعات الشركة بنسبة 0.9 في المائة مقارنة بمبيعات الفترة نفسها من العام الماضي.

مازدا
تحتفل مازدا هذه الأيام بإنتاجها ما يزيد على 40 مليون سيارة منذ عام 1931، وقد ارتفعت مبيعات مازدا بشكل نسبي خلال الأعوام الخمسة الماضية بعد أن غيرت الشركة استراتيجيتها الإنتاجية والتسويقية ونجحت في طرح طرازات مميزة غنية بالتجهيزات وتتمتع بأناقة عالية على مستوى الشكل الخارجي، وقد تعززت مبيعات الشركة في الدول الأوروبية والشرق الأوسط، وقد قدمت الشركة أخيرا طراز مازدا 2 المدمج، وهذا الطراز يتوقع له تحقيق مبيعات مرتفعة في كل من اليابان وأوروبا.
وقد أعلنت "مازدا" بعض نتائج عملياتها خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي حيث ارتفع عدد الوحدات المنتجة من السيارات السياحية في مصانع الشركة في اليابان إلى 369.379 سيارة بزيادة مقدارها 2.7 في المائة، أما المركبات التجارية المنتجة داخل اليابان فقد انخفض إنتاجها بنسبة كبيرة بلغت 31.1 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2006.
أما خارج اليابان فقد انخفض إنتاج السيارات السياحية بنسبة 22.7 في المائة حيث تم إنتاج 98.542 سيارة، في حين ارتفع إنتاج المركبات التجارية بنسبة 8.4 في المائة، حيث وصل عددها إلى 35.256 مركبة.

الأكثر قراءة