نتائج الشركات ومُشكلة القروض تهبطان بالأسهم الأمريكية
نتائج الشركات للربع الثاني جاءت أقل من التوقعات مما أثار قلق المُستثمرين وبدأ كل منهم بتقليب المواجع إن صح التعبير وعادوا للعزف على أسطوانة الضعف في نمو الاقتصاد والقروض ذات المخاطر العالية، وقد أنهت المؤشرات الرئيسية لسوق الأسهم الأمريكية تداولاتها في الأسبوع الماضي على انخفاض فمؤشر "داو جونز" الذي أعلنت اثنتا عشرة شركة من شركاته الثلاثين انخفاضا بشكل طفيف بنسبة 0.4 في المائة ومؤشر "ناسداك" انخفض 0.7 في المائة بينما جاء الانخفاض الأكبر من مؤشر S&P 500 بنسبة 1.2 في المائة.
إذن 12 من شركات مؤشر "داو جونز" الثلاثين أعلنت عن نتائجها ومعها شركات من قطاع التكنولوجيا المُدرجة ضمن مؤشر "ناسداك" من أشهرها شركة ياهو Yahoo وeBay وجوجل. جدير بالذكر أن شركات التكنولوجيا التي أعلنت نتائجها يوم الخميس قدمت نتائج أفضل من المُتوقع ودفعت المؤشر إلى تحقيق أرقام مرتفعة جديدة، حيث بلغ مثلا مؤشر "ناسداك" مستوى 2724.74 نقطة، ومن هذه الشركات IBM، بينما كان لشركات القطاع المصرفي نصيب جيد مثل "جي بي مورجان" و"سيتي جروب" و"ميريل لينش" حيث قدم بعض شركات القطاع المصرفي نتائج أفضل من المُتوقع بالرغم من مشكلة القروض مرتفعة المخاطر.
يوم الجمعة كانت السوق على موعد مع بعض الإحباط عندما صدرت نتائج شركات كبرى مثل "كاتيربيلر" و"جوجل" التي جاءت ضعيفة، بينما جاءت نتائج شركة مايكروسوفت مطابقة للتوقعات عندها أحس المُستثمرون ببعض القلق على نمو أرباح الشركات في الفترة المقبلة إذا كانت مثل كبريات الشركات قدمت نتائج باهتة، من هنا رأينا مؤشر "داو جونز" يهبط 149 نقطة يوم الجمعة وهبط مؤشرا "ناسداك" وS&P 500 بنسبة 1.2 لكل منهما يوم الجمعة فقط بسبب هذه النتائج بعد أن كانت المؤشرات مرتفعة يوم الخميس وحققت مستويات قياسية، وهذا يؤكد ما حذرت منه مراراً أن السوق تشهد حركة تذبذب قوية.
على صعيد البيانات والمؤشرات الاقتصادية التي صدرت في الأسبوع الماضي وتحديداً المؤشرات ذات العلاقة بالتضخم مثل مؤشر أسعار المُنتجين PPI الذي ارتفع 0.3 في المائة في حزيران (يونيو) أي أكثر من توقعات الاقتصاديين التي كانت تحوم حول 0.2 في المائة فقط وهذا الارتفاع غير المحمود يدق نواقيس خطر التضخم ويزيد من القلق في السوق ويُثير الخوف على قدرة المُستهلك على الإنفاق، ومن جهة أخرى ارتفع مؤشر أسعار المُستهلكين الجوهري Core CPI بنسبة 0.2 في المائة في حزيران (يونيو) حسب التوقعات.
كما نعرف أن محافظ البنك المركزي الأمريكي كان على موعد مع مجلس الشيوخ الأمريكي ليُدلي بشهادته نصف السنوية أمامهم، حيث حذر من أن الضعف في سوق المساكن سيُضر بنمو الاقتصاد وبالتالي تجدد وزاد الخوف من الاستثمار في شركات قطاع المساكن، جدير بالذكر أن تقريراً عن عدد المساكن الجديدة لشهر حزيران (يونيو) أظهر ارتفاعا في عددها فوصل إلى 1.47 مليون وحدة سكنية وكان هذا أكثر من التوقعات التي كانت آمالها تقف عند 1.45 مليون وحدة سكنية، وأما تراخيص البناء فارتفعت بنسبة 7.5 في المائة في حزيران (يونيو) ليصل عددها منذ بداية العام الحالي إلى 1.41 مليون ترخيص أي أقل من التوقعات.
الأسبوع الحالي
سيستمر الاهتمام من قبل المُستثمرين بنتائج الشركات وكذلك بقضية القروض مرتفعة المخاطر وسيُلقى هبوط السوق يوم الجمعة صدى أكبر هذا الأسبوع بعد أن تجاوزت نسب الهبوط 1 في المائة ما سيؤثر على نفسيات المُستثمرين، هذا الأسبوع ستُعلن ما يزيد على 150 شركة من الشركات المُدرجة ضمن مؤشر S&P 500 بينما أعلنت حتى الأسبوع الماضي ما يزيد على 116 شركة من شركات S&P 500 فوصل معدل نمو أرباحها 4.9 في المائة ووصلت نسبة الشركات التي طابقت نتائجها توقعات المُحللين إلى 60 في المائة .
سيُعلن هذا الأسبوع المزيد من الشركات الكبرى الموجودة في مختلف مناطق العالم وسيكتشف المُستثمرون بعد رؤية نتائجها مدى تأثر الأرباح بانخفاض الدولار، ومن هذه الشركات "ميرك" Merck و"أميركان اكسبريس" American Express وAT&T و"بيبسي" وشركة "أمازون" Amazon و"أبل" Apple و"فورد" و"اكسون موبيل" و"شيفرون" و3M وغيرها.
على صعيد البيانات الاقتصادية التي ستصدر هذا الأسبوع ما يتعلق بمبيعات المساكن المُستخدمة يوم الأربعاء التي قد يصل معدلها إلى 5.9 مليون وحدة سكنية في حزيران (يونيو) بينما تقرير مبيعات المساكن الجديدة يتوقع أن يُعلن عن هبوط المساكن الجديدة بمقدار 15 ألف وحدة ليصل إلى 900 ألف وحدة سكنية منذ بداية العام الحالي، كذلك سيكون الاهتمام موجه نحو القراءة الأولى لمعدل الناتج المحلي للربع الثاني التي قد تصل إلى 3.4 في المائة. جدير بالذكر أن معدل الناتج المحلي في الربع الأول وصل إلى 0.7 في المائة بعد المراجعة والتدقيق.
التحليل الفني
ارتفع مؤشر "ناسداك" يوم الخميس الماضي عند مستوى قياسي هو 2724.74 نقطة وهو مستوى قريب من النقطة التي حددتها في الأسبوع الماضي وهي مستوى 2730 نقطة التي اعتمدت في حسابها على فكرة PFT، حيث بينت أن مستوى 2730 نقطة هو مستوى مقاومة إن نجح في تجاوزها سيصل إلى مستوى أعلى ثم سيصطدم بمستوى 2853 نقطة ولكن قبلها سيختبر مستوى 2744 نقطة كمقاومة التي تحددت معنا بفكرة PFT نفسها على المدى الطويل باستخدام الرسم البياني الأسبوعي Weekly Chart،
ولكن لماذا المغامرة والبقاء في السوق و"ناسداك" قد هبط يوم الجمعة من مستوى 2724 نقطة إلى 2687 نقطة أي أنه فقد في يوم الجمعة 37 نقطة، كما أن شدة التقلب وقوة التذبذب التي تشهدها السوق تدفع المُستثمر الحذر والحريص إلى الابتعاد عن السوق وجمع أمواله وتكوين سيولة نقدية في محفظته حتى يهبط السوق بشكل واضح أو يُحدد مسارا صاعدا قويا جديدا.
مؤشر ناسداك على المدى الطويل هو في مسار صاعد لكن على المستوى القصير يجب الحذر، حيث إن مؤشر الماكد السريع، بدأ يومئ برأسه نحو الأسفل كأنه سيتقاطع هبوطاً مع مؤشر الماكد السريع وهذه إن حدثت فهي إشارة واضحة للبيع والخروج من السوق إضافة إلى مؤشر القوة النسبية RSI الذي كون قمة قبل مستوى 70 نقطة ثم هبط بقوة نتيجة ما حدث يوم الجمعة، من هنا نحتاج إلى التنبيه على مستويات الدعم أكثر من مستويات المقاومة حيث أقربها مستوى 2652 نقطة حيث يوجد متوسط 20 يوما ثم المنطقة الواقعة بين مستويي 2634 و2626 نقطة ومن بعدهما يأتي متوسط 50 يوما عند مستوى 2608 نقاط.
تذكر حديثنا في التقريرين السابقين عن مؤشر "البولينجر باند" الذي قلت إنه بدأ يتسع بحديّه العلوي والسفلي فاتحاً المجال يوماً بعد يوم لمؤشر ناسداك أن يرتفع منذ بداية تموز (يوليو) الحالي، وقلت إن هذا الانفراج المُصاحب للصعود سيتبعه لا محالة هبوط قوي أو تدريجي، حالياً "ناسداك" أغلق تحت متوسط عشرة أيام ومن بعده يأتي متوسط 20 يوما عند 2652 نقطة والتوقع المبدئي أنه بعد وصول "ناسداك" إلى مستويات قريبة من 2626 نقطة في أسوأ الأحوال سيستقر ثم قد يُعاود الارتفاع، حيث إن "ناسداك" على المديين المتوسط والطويل هو في مسار صاعد.