القمح الأمريكي يهيمن على سوق التصدير حتى الخريف
ستهيمن الولايات المتحدة على سوق تصدير القمح في الأجل القريب مستفيدة من الجفاف الذي خفض الإنتاجية في أوكرانيا وروسيا والأمطار التي أضرت بالمحاصيل الجديدة في فرنسا. ومن المتوقع أن تزيد المنافسة بدرجة كبيرة بدءا من الخريف عندما تبدأ كندا في تسويق محصولها الجديد، وتبدأ أستراليا موسم الحصاد.
وقال أحد مصدري القمح "على مدى ما بين 60 و90 يوما ستنفرد الولايات المتحدة بالساحة.. بعد ذلك ستزيد المنافسة بدرجة ملحوظة". والولايات المتحدة وهي أكبر مصدر للقمح في العالم وهي حتى الآن الدولة الوحيدة التي تملك كميات كبيرة من القمح التي يمكن بيعها للخارج. ويقول المتعاملون إن مبيعاتها الأسبوعية من القمح للخارج ارتفعت بالفعل لمستويات لم تشهدها منذ 2003. وقال شون مكمبريدج محلل القمح في برودنشيال فاينانشال في شيكاجو "في الأجل القصير حتى تزيد الإمدادات الأخرى سنظل نشهد صادرات جيدة للقمح".
وقال المتعاملون إن القمح الأمريكي شهد أكبر مبيعات في يوم واحد في عدة سنوات يوم الثلاثاء الماضي عندما اشترت الهيئة المصرية العامة للسلع التموينية 240 ألف طن من القمح الأمريكي الأحمر الصلد للشحن من 16 إلى 31 آب (أغسطس). وقال مصدر قمح "لم تعرض أي جهة أخرى القمح على الهيئة المصرية، جاءت العروض كلها من الولايات المتحدة مع القليل جدا من روسيا.. لا أعتقد أنني شهدت إمدادات بهذا الانخفاض وطلبا بهذا الارتفاع منذ 1996". وتابع المتعاملون أن صادرات القمح الأمريكي التي أوردتها وزارة الزراعة يوم الخميس الماضي قد تتراوح بين 500 ألف و800 ألف طن، أي ما يزيد بكثير عن المتوسط في مثل هذا الوقت من العام. وفي الأسبوع الماضي تجاوزت الصادرات المليون طن ولأول مرة منذ 2003 تباع مثل هذه الكمية من القمح الأمريكي في أسبوع واحد.
ويتوقع المتعاملون أن تتجاوز مبيعات الأسبوع المقبل المليون طن مرة أخرى بسبب مبيعات كبيرة لمصر. وقال متعامل في القمح الأمريكي "الأعمال جيدة للغاية في الوقت الراهن.. أبرم صفقات بيع كل يوم". ولكن المنافسة في سوق تصدير القمح ستزيد خلال ما بين شهرين وثلاثة أشهر مع بدء الحصاد في أستراليا. وسيكون حصاد المحصول الجديد قد انتهى في كندا وفرنسا. وأضرت الأمطار في الفترة الأخيرة بعملية الحصاد في فرنسا التي استكملت بنسبة 50 في المائة تقريبا. وقال متعامل في أوروبا مؤكدا على أن إمكانيات التصدير من أوروبا هذا الموسم ستكون أقل من موسم 2006 - 2007 "أوروبا سعيدة لأن الولايات المتحدة يمكنها توفير القمح في هذه المرحلة الأولى من الحملة لأننا لن نكون قادرين على ذلك في وقت قريب وليس لدينا فوائض كبيرة للتصدير هذا الموسم على أي حال". وأضاف "الولايات المتحدة تسيطر على حصة أكبر من السوق لأننا غير قادرين". ويرقب تجار القمح عن كثب الأحوال الجوية في أستراليا. فأي مشكلات في الإنتاج في القسم الجنوبي من الكرة الأرضية من شأنها دفع أسعار القمح للارتفاع. ومن المتوقع أن تحصد أستراليا محصولا كبيرا بعد أن أنهت الأمطار أسوأ موجة جفاف شهدتها البلاد في 100 عام. وقال مكمبريدج "المستهلك النهائي قلق على توفر الإمدادات.. وإذا ساءت الأحوال فإن الأسعار سترتفع".