توقعات بنمو الأرباح التشغيلية في الربع الثاني لـ "داو جونز" 4.2 %

توقعات بنمو الأرباح التشغيلية في الربع الثاني لـ "داو جونز" 4.2 %

[email protected]

أخيراً تحقق التوقع وارتفع مؤشر ناسداك في الأسبوع الماضي ووصل إلى مستوى 2700 نقطة ويحق لنا هنا أن نفتخر بأن هذا ما توقعناه من قبل، حيث نشرنا في تقرير "الاقتصادية" السنوي في أول أسبوع من عام 2006 عندما كان "ناسداك" يراوح قريباً من مستوى 2200 نقطة، وبينت من منطلق التحليل الفني واستناداً إلى الرسم البياني الأسبوعي Weekly Chart أن هناك ما يُنبئ بصعود "ناسداك" إلى مستوى 2700 نقطة، أي أنه ارتفع بنسبة 22.73 في المائة، وأكدت كثيراً أن هذا الهدف سيتحقق على المدى الطويل. وفي عرف التحليل الفني فإن المدى الطويل يعني تحقق الهدف خلال مدة تراوح بين عام وثلاثة أعوام، وها هو التوقع يتحقق ويصل "ناسداك" إلى الهدف المحدد في عام ونصف تقريبا، وهنا يحق لنا أن نفخر ويكون هذا تأكيدا لقارئ صحيفة "الاقتصادية" الموقر أن تقاريرها ذات احترافية ومصداقية.
خلال الأسبوع الماضي وعلى صعيد البيانات الاقتصادية، فقد جاءت مبيعات التجزئة ضعيفة فانخفضت بنسبة 0.9 في المائة في حزيران (يونيو)، ومما لاشك فيه أن التضخم قد أسهم في انخفاض مبيعات التجزئة هذه، ثم أعقبها تقرير عن ثقة المُستهلك الذي جاء قوياً فبلغ المؤشر مستوى 92.4 نقطة، في حين كانت التوقعات هي 86 نقطة، من هنا يظهر تناقض واضح بين المؤشرين، والتفسير المبدئي هو أن هذا الانخفاض في مبيعات التجزئة مع ثقة قوية للمُستهلكين يدل على أن انخفاض مبيعات التجزئة مؤقت لم لا ونحن قد شهدنا قبل أسبوعين ارتفاعاً قوياً في عدد الوظائف لشهر حزيران (يونيو) وتحسنا في معدل الأجور، كما جدد محافظ البنك المركزي تحذيراته وتوقعاته بخصوص التضخم ونبه وأعاد مخاوفه من التأثير السلبي للقروض المرتفعة المخاطر.
إن مشكلة القروض ذات المخاطر العالية، التي تحدثنا عنها في تقارير سابقة امتد تأثيرها السلبي ليطال عدداً من الشركات مثل Home Depot وSears Holding التي تم تخفيض جدوى الاستثمار فيها من قبل مؤسسات مالية، ومما لا شك فيه أن مُشكلة القروض ذات المخاطر المرتفعة أدت إلى حدوث موجات البيع الأخيرة على بعض الأسهم.
أهم حدث استحوذ على انتباه السوق هو خبر العرض الذي قدمته شركة Rio Tinto بمقدار 38 مليار دولار نقداً إلى شركة Alcan، مما أقصى عرض شركة Alco منافستها في الاستحواذ، وأعلنت شركة جنرال موتورز توقعات مستقبلية متفائلة تُنبئ باحتمال تحسن أدائها في قطاع تشييد البنية التحتية نتيجة توقعها بزيادة الطلب العالمي القوي على خدمات تشييد البنية التحتية. وتتوقع أيضاً أن يزداد الطلب على خدماتها في مجال الفضاء وأحد الأسباب التي ستجعل للشركات الأمريكية نصيبا قويا في السوق العالمية هو انخفاض قيمة الدولار، كما سرت شائعة قوية بأن المُستثمر الثري المعروف "وارن بافت" سيشتري حصة في سهم شركة Hovnanian Enterprises المُتخصصة في بناء المساكن.

الأسبوع الحالي

السؤال الذي يدور في رأس كل مُستثمر هو هل السوق قادر على الاستمرار في الارتفاع مع بدء موسم إعلان الشركات نتائجها المالية للربع الثاني، ومع ازدحام جدول البيانات الاقتصادية هذا الأسبوع وبالذات البيانات التي لها علاقة بالتضخم مثل مؤشر أسعار المُستهلكين CPI الذي سيصدر يوم الأربعاء المقبل، وفي اليوم نفسه سيظهر محافظ البنك المركزي ليُدلي بشهادته نصف السنوية أمام مجلس الأمريكي وتستمر حتى يوم الخميس، كما ستصدر نسخة من ملخص اجتماع البنك المركزي الأخير وفيه سيطلع المُستثمرون على محتوى أفكار الاجتماع الذي عقد، وسيواجه محافظ البنك المركزي أسئلة مختلفة من قبل أعضاء المجلس الذين يريدون معرفة رأيه وقراءته حول مشكلة القروض مرتفعة المخاطر وسوق الرهن ومعايير وشروط الإقراض.
من أهم البيانات الاقتصادية التي ستصدر هذا الأسبوع تقرير عن مؤشر أسعار المُنتجين PPI لشهر حزيران (يونيو)، حيث يُتوقع ارتفاعه بنسبة 0.1 في المائة فقط وهذا جيد وسيُعلن أيضاً مؤشر أسعار المُستهلكين CPI لشهر حزيران (يونيو)، حيث يُتوقع ارتفاعه بشكل طفيف بنسبة 0.1 في المائة أيضاً، كما ستلقى التقارير ذات العلاقة بنشاط البناء اهتمام المُستثمرين مثل عدد المساكن الجديدة لشهر حزيران (يونيو) المتوقع انخفاضها حتى 1450 مسكنا وعدد تراخيص البناء التي صدرت في حزيران (يونيو) قد ينخفض إلى 1490 ترخيصا.
بالنسبة لإعلان الشركات نتائجها المالية للربع الثاني فستُعلن عدد من الشركات العاملة في القطاع المصرفي مثل "جي بي مورجان" و"ميرل لانش" وكلتا هاتين الشركتين لهما علاقة بسوق الائتمان الذي تم تخفيض جدوى الاستثمار فيه من قبل مؤسسات مالية في الأسبوع الماضي. جدير بالذكر أن كثيرا من الشركات المُدرجة ضمن مؤشر "داو جونز" ستُعلن نتائجها مثل شركات "كوكا كولا" و"إنتل" و"جونسون آند جونسون" وغيرها ويُتوقع أن تنمو الأرباح التشغيلية في الربع الثاني بنسبة 4.2 في المائة.

نظرة فنية

أثبت "ناسداك" أنه قادر على الخروج من منطقة التماسك التي حددتها في التقارير السابقة، وهي التي تقع بين 2534 و2634 نقطة وبقي فوقها لمدة يومين، وإذا استمر على هذا المنوال فإن وصوله إلى مستوى 2734 نقطة أصبح هدفاً قريباً، حيث لم يُعان بعد مؤشر القوة النسبية RSI من التشبع بالشراء Overbought، كما أنه من الناحية النظرية فإن خروج "ناسداك" خارج الحد العلوي لمؤشر "البولينجر باند" يدل على قوة في الصعود، ولكن مما لا شك فيه أن هبوطه سيكون قوياً ذلك أن مؤشر "البولينجر باند" في طريقه للانفراج بشكل كبير وفي حالة هبوطه فإن أقرب مستوى دعم هو متوسط حركة عشرة أيام الموجود عند 2657 نقطة ومن بعد متوسط حركة 20 يوما عند مستوى 2631 نقطة.
أما إن اختار الصعود فإن تحديد مستوى المقاومة سيتم باستخدام فكرة PFT التي تعتمد على اختراق المؤشر لمقاومة تاريخية، وباستخدامها يتبين أن مستوى 2730 هو المقاومة الأقرب، وإن نجح في تجاوزها فإن المقاومة التالية ستكون عند مستوى 2850 نقطة على المدى المتوسط، وإن طبقنا فكرة PFT على المدى الطويل باستخدام الرسم البياني الأسبوعي، فإن مستوى المقاومة سيكون عند 2745 نقطة إن تجاوزها فسيكون الهدف الثاني قريبا من مستوى 2970 نقطة، من هنا يتضح أن مستويات المقاومة القريبة جدا هي بين 2730 و2745 نقطة ومنها قد يجني "ناسداك" أرباحه حتى يعود إلى مستويات الدعم سالفة الذكر.

الأكثر قراءة