الشركات النفطية الكبرى تنسحب من بحر الشمال

الشركات النفطية الكبرى تنسحب من بحر الشمال

آخر الحقول النفطية المعروضة للبيع في بحر الشمال لا تنتج أكثر من 54 ألف برميل يوميا. لكن اللافت للنظر أن الجهات التي ترغب في التخلص منها تضم شركتي "إكسون موبيل" و"رويال داتش شل"، وهو ما يتسق مع اتجاه الشركات النفطية الكبرى إلى تقلص وجودها في بحر الشمال، حيث الاحتياطيات في حال تراجع وكذلك الإنتاج.
ووفقا للكتاب الإحصائي السنوي لشركة "بي. بي"، فإن الإنتاج النفطي البريطاني من بحر الشمال، يأتي في المرتبة الثالثة من ناحية التراجع الذي وصل إلى 9.6 في المائة أو 1.6 مليون برميل يوميا بنهاية العام الماضي، مقارنة بنحو 1.8 مليون بنهاية العام 2005.
وتأتي تركمانستان على رأس القائمة في تدهور الإنتاج، إذ تراجع إنتاجها اليومي بمعدل 15.2 في المائة العام الماضي إلى 163 ألف برميل يوميا وتعقبها تشاد، رغم أنها منتج نفطي انضمت حديثا إلى نادي الدول المصدرة، إلا أن إنتاجها اليومي تراجع بنسبة 11.7 في المائة إلى 153 ألفا.
ولا تقتصر متاعب العمل في بحر الشمال على تراجع الاحتياطي والإنتاج فقط، وإنما ينضم إليهما أيضا تصاعد التكلفة خاصة في ضوء زيادتين ضريبيتين خلال السنوات القليلة الماضية.
الحقول التي سيتم التخلي عنها يعود العمل فيها إلى عقدي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وأقدمها بدأت "شل" العمل فيه في 1978 وكان نصيب الشركة من إنتاجهما في حدود 10 في المائة من إجمالي إنتاج الشركة من بحر الشمال الذي يعادل 350 ألف برميل يوميا.
ويتوقع أن يتم شراء هذه الحقول بواسطة شركات صغيرة تقوم بضخ استثمارات فيها والاستفادة من التقنية الحديثة لاستخلاص إنتاج نفطي لم يعد مغريا بالنسبة للشركات النفطية الكبرى، فهذه الأخيرة وبحسب ارتباطاتها وخططها تفضل إنفاق أموالها وجهدها في مناطق ذات إنتاجية عالية، وتطوير حقول يكون لعائدها تأثير مباشر وواضح على مداخيلها التشغيلية، ومن ثم على تحسين سعر سهمها وإرضاء جمهرة المكتتبين في أعمالها.
ويعتقد أن كلا من "إكسون موبيل" و"رويال داتش شل" تجريان مباحثات مع شركة فيرفيلد، وهي شركة خاصة يساندها بعض المستثمرين، لبيع أربعة حقول تنتج نحو ثمانية آلاف برميل يوميا. ويقول مديرها التنفيذ مارك ماك أليستر إن شركات شمال أمريكا المستقلة أمثال "تاليسمان" الكندية و"أباشي" الأمريكية، ظلت تهيمن على عمليات إعادة الهيكلة في بحر الشمال والاستمرار في تشغيل الحقول التي تتخلى عنها الشركات الكبرى، ويبدو أمرا مخجلا عدم وجود شركات بريطانية ناشطة في هذا الجانب ما عدا كلا من شركة فينشر وتللو.
ورغم ذلك تقول "رويال داتش شل" إنها تظل ملتزمة بالعمل في بحر الشمال، وتشير إلى استثمارها مبلغ 350 مليون جنيه استرليني في معمل للغاز في منطقتي فايف وسانت فيرجوس دليلا على ذلك. لكن السؤال يظل مطروحا وهو إلى أي مدى سيظل بحر الشمال مصدرا لإمدادات الطاقة؟

الأكثر قراءة