رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


السجين أبو الفزعات!

قبل بضعة أعوام، اتصل بي صديق طالبا مني التدخل لإنقاذ شخص ثالث تم حجزه ويحتاج إلى كفالة لخروجه، خاصة أنه تم احتجازه خلال إجازة نهاية الأسبوع. تفاعلت مع اتصال صاحبي الذي كان يقضي إجازته خارج الرياض، واتجهت بصحبة صديق ثالث وبعد إجراءات اعتقدت حينها أنها طويلة تم الإفراج عنه، على أن يحضر يوم السبت إلى مركز الشرطة لإنهاء مشكلته ذات الطابع المالي. اعتبرت الموضوع منتهيا خاصة أنني افترضت أن الرجل سوف يعود إلى الشرطة السبت لحل مشكلته مع خصمه وسداد المبلغ المترتب عليه. لكنني بعد بضعة أشهر فوجئت باستدعاء من الشرطة تكرر أكثر من مرة، وعندما ذهبت اكتشفت أن كفالتي للرجل جعلتني ملزما بدفع المبالغ المالية، أو أن أعود للجلوس في المكان الذي أخرجت الرجل منه. لم يكن أمامنا أنا وصديقي سوى أن نتشارك في تجميع المبلغ المطلوب ودفعه للخصم، أما مكفولنا فقد رحل عن الرياض ولا أظنه يشعر بتأنيب ضمير تجاه هذا الموقف.
عادت هذه الحادثة إلى ذاكرتي وأنا أقرأ كلام العقيد عبد المحسن الطويل مدير شعبة التوجيه في المديرية العامة للسجون في ندوة الثلاثاء التي نشرتها "الرياض" بالأمس وهو يتحدث عن سجناء الحق الخاص فأعمارهم تتراوح بين 30 و50 عاما، ومديونياتهم تنحصر فيما دون الـ 100 ألف، وهم كما يقول العقيد الطويل إما مطلوبون للبنوك وإما كفلاء ماليا لآخرين. العقيد الطويل حدد المشكلة بالإشارة إلى أن هؤلاء لديهم ثقة في الآخر وفزعة متوارثة مع الأقرباء والأصدقاء، كما أن غالبيتهم لم يتوقعوا أن تكون نهاية الدين هو دخولهم السجن. انتهت المساحة المخصصة للمقالة، ولكن: حذاري من الكفالة. خاصة الكفالة بالوكالة. كأن يتصل بك صديق مستغيثا بك كي تكفل صديقا له لا تعرف أكثر من اسمه الأول.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي