الباقي علكة !
تبدأ مؤسسة النقد في الثاني عشر من الشهر المقبل أيار (مايو) طرح العملة المعدنية الجديدة من فئة الريال، وسف يتلوها طرح الفئات الأخرى. ولكنني لا أظن أن الناس سوف يتحمسون لها، لأن المحال التجارية صغيرها وكبيرها ـ إلا من رحم ربي ـ قررت دون أن تستشير المستهلك أن تستبدل عملتنا النقدية بـ "علكة" أو "حلاوة مصاص"، فإذا بقي لك ربع ريال أو نصف ريال مد لك الكاشير يده بـ "علكة" وعليك أن تكون محترما وتقبل هذه المنحة، لأنه سيرد عليك أنه لا يوجد لديه عملات نقدية معدنية حتى يعطيك.
أنا لا أعرف أين يكمن الخلل؟ هل أن مؤسسة النقد لا توفر ما يكفي من فئات النقد المعدنية في مختلف نقاط البيع. لكن واقع الحال أن الريال ومضاعفاته هي الفئات التي يتم الترحيب بها، سواء في محطات البنزين أوالصيدليات ومراكز التسوق المختلفة. وعليك أن ترتب أمورك على أن السلعة التي يبلغ سعرها ريالا ونصف الريال، هي في الحقيقة بريالين مع فارق بسيط أنك سوف تحصل معها على علكة. بعض الناس يرى أن المستهلك يتحمل مسؤولية نشر هذا السلوك، من خلال عدم إصراره على الحصول على الباقي نقدا. والبعض يشير إلى أن العملات النقدية عرضة للضياع وتسبب الإزعاج لمن يحملها. لكن حتى أقرب الدول إلينا تحظى فيها عملاتها المعدنية بالعناية ولا يتم تجاهلا وساتبدالها بعلكة.
الأكيد أن الأسواق التجارية لن تتنازل عن هللة من هامش ربحها، ولكنها في المقابل تفرض على المستهلك أن يتنازل عن نصف ريال تزيد أو تنقص حسب السعر الموضوع على السلعة. لو حسبنا عدد المترددين على هذه الأسواق يمكن أن نخمن مقدار الهدر الناتج عن مثل هذه الممارسات.