رغم ظروف الأزمة.. ربحية البنوك الخليجية تحافظ على صدارتها

رغم ظروف الأزمة.. ربحية البنوك الخليجية تحافظ على صدارتها
رغم ظروف الأزمة.. ربحية البنوك الخليجية تحافظ على صدارتها
رغم ظروف الأزمة.. ربحية البنوك الخليجية تحافظ على صدارتها

شهد عام 2008 انخفاضا في ربحية الشركات في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث بلغ إجمالي صافي دخل الشركات الخليجية 45.6 مليار دولار عن العام المالي 2008 بانخفاض بلغت نسبته 19.8 في المائة عن المستوى المسجّل في عام 2007 والبالغ 56.9 مليار دولار. هذا ويقوم هذا التقرير بتغطية 466 شركة محليّة مُدرجة، من بينها 38 شركة من البحرين، 153 شركة من الكويت، 52 من عُمان، 39 من قطر، إضافة إلى 96 شركة من السعودية و88 من الإمارات.
#3#
واستبعد هذا التقرير الذي أعدته شركة بيت الاستثمار العالمي "جلوبل"، الشركات التي لم تفصح عن نتائجها المالية حتى وقت كتابة هذا التقرير، وكذلك الشركات التي لا تنتهي سنتها المالية في 31 من أيلول (ديسمبر). إضافة إلى ذلك، استبعد التقرير الشركات التي حققت نتائج مالية ضعيفة للغاية. ومن هذه الشركات البالغ عددها 466 شركة، شهدت 283 شركة انخفاضا في أرباحها السنوية في حين تعرّضت 109 شركات للخسائر. ومن بين الشركات التي شهدت خسائر خلال عام 2007، فقط ست شركات منها استطاعت أن تقلص خسائرها خلال عام 2008 (أي أنها حققت نسبة نمو ولكنها ما زالت تسجل خسائر). ومن الأهمية أن تتم التفرقة بين معدل النمو السلبي وتحقيق خسائر.
وسجلت جميع دول مجلس التعاون الخليجي انخفاضاّ في ربحية شركاتها، ماعدا قطر، حيث شهدت الشركات المساهمة العامّة المُدرجة في سوق قطر نمواً في أرباحها بنسبة 30.7 في المائة لتبلغ 7.6 مليار دولار في عام 2008 مرتفعة من 5.8 مليار دولار المسجّلة في عام 2007. ومن بين 39 شركة قطرية تمت تغطيتها في هذا التقرير، تعرضت شركة واحدة للخسائر في حين شهدت ثماني شركات قطرية انخفاضاَ في أرباحها السنوية. وسجلت شركة صناعات قطر، من وسط جميع الكيانات العامّة المدرجة في السوق، أعلى أرباح وقد بلغت نحو ملياري دولار خلال عام 2008.
وأظهرت الشركات الإماراتية أقل معدل انخفاض في الأرباح في العام الماضي، حيث بلغ إجمالي صافي الربح الذي حققته 88 شركة إماراتية مُدرجة 13.5 مليار دولار في عام 2008 بانخفاض طفيف بلغٍ 0.1 في المائة. وجاء الانخفاض بقيادة الشركات المدرجة في سوق دبي المالي والتي شهدت انخفاضا بلغت نسبته 13.9 في المائة. ومن ناحية أخرى، شهدت الشركات في سوق أبو ظبي للأوراق المالية ارتفاعا في أرباحها بنسبة 10.5 في المائة. ومن بين هذه الشركات البالغ عددها 88 شركة، منيت عشر شركات بالخسائر في حين شهدت 46 شركة انخفاضا في أرباحها السنوية. وجاءت مؤسسة ا?مارات للاتصالات الأكثر ربحية في أسواق الإمارات، بتسجيلها أرباحا مقدارها 2.4 مليار دولار، تلتها الإمارات بنك دبي الوطني بأرباح بلغت قيمتها مليار دولار. وشهدت شركة إعمار، أكبر شركات التطوير العقاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا انخفاضاً في أرباحها بنسبة 53 في المائة بسبب قيامها بتخفيض قيمة المخزون من عقاراتها.
ومقارنة بدول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، يعد اقتصاد البحرين الأكثر كثافة من حيث عدد المؤسسات المالية قياساً بالقطاعات الأخرى. وشهدت الشركات البحرينية انخفاضا في أرباحها بنسبة 24.2 في المائة لتتراجع من 2.6 مليار دولار في عام 2007 إلى 1.9 مليار دولار في عام 2008. وتشمل هذه الأرقام 38 شركة بحرينية عامّة مُدرجة، وسّجلت منها ست شركات خسائر فيما شهدت 25 شركة انخفاضاً في أرباحها. وهذه الأرقام لا تشمل الخسائر الاستثنائية التي تكبدّتها المؤسسة العربية المصرفية، ومجموعة إنفستكورب والتي بلغت خسائرهما مجتمعتين 1.3 مليار دولار. وحقق بنك الخليج المتّحد أكبر الأرباح مقدارها 550 مليون دولار، تلاه بيت التمويل الخليجي بأرباح مقدارها 292 مليون دولار. وتعمل هاتين الشركتين ضمن قطاع الاستثمار.
وفي السعودية، انخفضت ربحية الشركات السعودية بنسبة 8.0 في المائة لتصل إلى 20.4 مليار دولار في عام 2008، مقارنة بـ 22.2 مليار دولار في عام 2007. ومن بين 96 شركة، تعرضت 13 شركة للخسائر في حين شهدت 45 شركة انخفاضا في أرباحها السنوية. وهذه الأرقام لا تشمل الخسائر التي سجّلتها شركة المملكة القابضة. وسجّلت الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" أعلى الأرباح في عام 2008 مقدارها 5.9 مليار دولار، بانخفاض بلغت نسبته 18.6 في المائة عن الأرباح المسّجلة في عام 2007 والبالغة 7.2 مليار دولار. وكان هذا الانخفاض نتيجة لانخفاض أسعار السلع الأساسية وفي مقدمتها النفط إلى جانب تباطؤ الطلب العالمي على المنتجات البتروكيماوية. وسجلًت شركة الاتصالات السعودية أرباحاً سنوية بلغت قيمتها 2.9 مليار دولار، تلاها بنك الراجحي بأرباح مقدارها 1.7 مليار دولار.
#2#
ربحية القطاعات

حقق قطاع البنوك أكبر الأرباح على مستوى دول الخليج، حيث بلغ إجمالي ربح القطاع عن عام 2008 نحو 17.8 مليار دولار بانخفاض نسبته 2.1 في المائة عن إجمالي الربح المسجّل في عام 2007 والبالغ 18.2 مليار دولار. ومن بين 57 بنكا، تعرضت ثلاثة بنوك فقط للخسائر. وعلى الرغم من ذلك، لا تشمل هذه الأرقام الخسائر التي تكبدها بنك الخليج والمؤسسة العربية المصرفية واللذان سجلا خسائر مجتمعه بمقدار 2.1 مليار دولار. وفي الوقت ذاته، شهد 27 بنكاً مدرجا انخفاضا في أرباحه السنوية.
وجاء قطاع البتروكيماويات والطاقة في المرتبة الثانية خليجيا، مسجّلا أرباحا إجمالية بقيمة 8.5 مليار دولار في عام 2008. فقد انخفضت أرباح القطاع بنسبة 9.4 في المائة عن أرباح عام 2007 البالغة 9.4 مليار دولار. وسجّلت ست شركات من بين 26 شركة خسائر في عام 2008 بينما شهدت 12 شركة انخفاضا في أرباحها. وحققت شركة سابك أعلى ربح، ليس فقط على مستوى قطاع البتروكيماويات، ولكن على مستوى جميع الشركات العامّة المدرجة في أسواق دول مجلس التعاون الخليجي أيضا وقد بلغت ربحيتها 5.9 مليار دولار في عام 2008.
وعلى الرغم من أن قطاع الاتصالات هو أقل القطاعات كثافة من حيث عدد الشركات، فقد سجّل ثالث أكبر الأرباح على مستوى القطاعات في دول مجلس التعاون الخليجي. علاوة على ذلك، كان قطاع الاتصالات الأفضل أداء من حيث نمو الأرباح السنوية. وبلغت قيمة الأرباح التي حققها قطاع الاتصالات 8.5 مليار دولار في عام 2008 بارتفاع مقداره 9.6 في المائة عن المستوى المسجّل في عام 2007 و البالغ 7.7 مليار دولار.
ويبلغ عدد شركات الاتصالات التي تمت تغطيتها في هذا التقرير تسع شركات، ولم تتعرض أيّ منها للخسائر. وكانت شركة الاتصالات السعودية ومؤسسة الإمارات للاتصالات أكثر شركات الاتصالات ربحية، إذ بلغت أرباحهما 2.9 مليار و2.4 مليار دولار على التوالي. ومن أبرز الأحداث التي شهدها قطاع الاتصالات في عام 2008، بدء العمليات التشغيلية لكل من شركة زين السعودية، الاكتتاب الأولي لثالث شركة اتصالات في الكويت "فيفا". وفيما يتعلّق بقطاع العقار والبناء والتشييد فقد كان أسرع القطاعات نموا في ربحيته في الآونة الأخيرة. إلا أنّه شهد انخفاضا في ربحيته بنسبة 23.5 في المائة لتبلغ 4.3 مليار دولار في نهاية عام 2008. وبين 47 شركة للعقار والبناء، سجّلت 15 شركة خسائر فيما شهدت 32 شركة انخفاضاً في صافي دخلها. وحققت شركة الدار أعلى الأرباح في عام 2008 وبلغت قيمتها 938 مليون دولار، تلتها شركة إعمار بأرباح مقدارها 831 مليون دولار. وبلغت حصة الشركات الإماراتية في قطاع العقار والبناء والتشييد 72.5 في المائة أو 3.3 مليار دولار في عام 2008، حيث شهدت البلاد انخفاضا في ربحية قطاع العقار والبناء والتشييد في العام الماضي بلغت نسبته 4.3 في المائة. وجاءت شركة إعمار في مقدمة الشركات المتراجعة بانخفاض بلغت نسبته 53.5 في المائة أو 958 مليون دولار من حيث القيمة الاسمية.
إضافة إلى ذلك، سجّل قطاع الصناعة انخفاضاً في ربحيته لم يتجاوز 40 في المائة من 5.6 مليار دولار في عام 2007 إلى 3.3 مليار دولار في عام 2008. ومن بين 94 شركة، سجّلت 16 شركة خسائر، في حين شهدت 57 شركة انخفاضا في صافي أرباحها. وكانت شركة صناعات قطر أكثر الشركات ربحية، إذ سجلت أرباحا بلغت نحو ملياري دولار.

الأكثر قراءة