طرائف سعودية في التأمين
سبق أن كتبت مقالة عن طرائف الفرنسيين في التأمين، وكان جلّ هذه الطرائف يتم استخلاصها من الإفادات المكتوبة التي يدلي بها العملاء الفرنسيون لشركات التأمين بمناسبة حادث سير أو مطالبة تأمينية ما أو حتى بمناسبة طلب التعاقد مع شركات التأمين.
وهذه المرة حاولت جاهداً أن أجمع بعض طرائف التأمين التي تخصنا نحن السعوديين لكل ألطف بها تلك السلسلة من المقالات الدسمة التي كتبتها عن التأمين وجوانبه المختلفة. وقبل الشروع في الحديث عن هذه الطرائف فإنني أعتقد ومن وجهة نظر شخصية أن طرائف الفرنسيين في التأمين ناتجة عن عفوية الفرنسي البسيط في التعبير عن أفكاره وعن الوقائع التي يدلي بها، وعما يستخلصه من نتائج تبدو غريبة ومضحكة بالنسبة لمن يعملون في شركات التأمين ويتعاملون مع هذا النوع من التصريحات، بينما الأمر يختلف بالنسبة لنا، فنحن حديثو تجربة بالتأمين، فالطرائف إن أسميناها تجاوزاً بطرائف سعودية في التأمين منبعها في الأساس إما عدم معرفتنا بالتأمين ووظائفه المتعددة أو حتى دهشتنا من البعض في كونهم قادرين وبسرعة عجيبة على فهم التأمين بل وحتى استغلال شركات التأمين لدرجة أن أحداً لا يستطيع تخيل ما يقومون به من حيل تستعصي حتى على خبراء التأمين.
وأؤكد لكم أن هذه الطرائف هي ماركة سعودية مسجلة وهي ناتجة عن نظرتنا للتأمين أو لهذا الضيف الذي حل فجأة على حياتنا الاقتصادية والتنظيمية. وقد عايشت شخصياً بعضاً منها رغم أن حصيلتي من هذه الطرائف تتعلق غالبيتها بقضايا الاحتيال التي يمارسها بعض المتعاملين بالتأمين.
أولى هذه الطرائف حينما كنت أرأس تحرير مطبوعة متخصصة في التأمين وكنا نرغب بعمل حوار مع إحدى الشخصيات الرياضية السعودية المشهورة عن التأمين فرد علينا غاضباً من خلال هاتفه الجوال وهل تعتقدون أنني (سيارة) حتى تقومون بالتأمين عليّ ؟! فلاعبنا المشهور لا يعرف من التأمين سوى التأمين على المركبات. وصاحب مصنع مشهور أراد التأمين على مصنعه ضد الحريق واشترطت شركة التأمين عليه وجود مضخة حريق صالحة للعمل طوال فترة التأمين ووجود هاتف وحارس في المصنع وبعد إبرام وثيقة التأمين بمدة حصل حريق أثناء سريان الوثيقة فقام الحارس بسحب خرطوم المضخة لإطفاء الحريق فلم يجدها تعمل وذهب إلى الهاتف ليتصل فلم يجده يعمل أيضاً فذهب إلى أقرب مكان يوجد به هاتف فاستغرق ذلك منه 20 دقيقة ليبلغ الدفاع المدني بالحريق. وقد أكل الحريق خلال هذه المدة الأخضر واليابس وعندما رفضت شركة التأمين التعويض لإخلال المصنع الصارخ بشروط وثيقة التأمين حُكم للمدعي (صاحب المصنع بكامل التعويض) لأنه ببساطة دفع القسط، فالقضية برمتها تمحورت حول سؤال عجيب وهو: هل دفع العميل (المصنع) القسط؟ فهو إذاً يستحق التعويض!.
وشركة تأمين أخرى تعرض عميلها للسرقة وأثبت ذلك بموجب محضر رسمي إلا أنها اشترطت على العميل وحتى تدفع التعويض أن يقوم بالقبض على السارق أو أن يتم القبض عليه بواسطة الشرطة.
وعميل يقود سيارة فارهة جداً شاهد صدفة سيارة مصدومة وتالفة كلياً من نفس نوع سيارته ولونها وطرازها فبرزت له فكرة شيطانية حيث قام بوضع لوحات سيارته عليها وحرر تقرير حادث مزور واستدعى مندوب شركة التأمين ليعاين (سيارته المصدومة) وقد قبض بعد ذلك التعويض.
وأحدهم تخصص في شراء السيارات المصدومة حيث يقوم بالتأمين عليها تأميناً شاملاً ويتركها في مستودع خاص وبعد ذلك يحرر تقرير حادث سير بتاريخ لاحق على الشراء والتأمين ثم يتقدم إلى شركة التأمين بطلب التعويض.