المسجد المدرسة الأولى
كان ولا يزال المسجد هو المدرسة الأولى للمسلم منه يتعلم أمورا كثيرة تفيده في حياته وآخرته، فنحن تربينا صغارا على المساجد، وآباؤنا تعلموا في الكتاتيب في المساجد، فقد كان إمام المسجد في الماضي هو الأمام والمعلم كما كان يحكي لنا آباؤنا عليهم رحمة الله وغفر لهم، وكانت الإمكانات على حسب الاستطاعة، ومع ذلك كانوا يذهبون إلى المسجد ويتعلمون القرآن ويتعلمون القراءة والكتابة جنبا إلى جنب، فالقرآن في الماضي كان يعتمد على التلقين، الذي أصبح مفقودا في الوقت الحاضر، فيتعلم الصغار في المساجد وهو الذي كان يتعلمونه حتى وهم لا يتقنون القراءة والكتابة إجادة تامة. والآن تغير الحال فأصبح المسجد جنبا إلى جنب مع المدارس يعالج بعض القصور لدى الطلاب، الذي ينتج من عدم وجود المعلم الذي يستفيد منه الطالب في تعلم القرآن وحفظه فيلجأ بعض الآباء إلى تسجيله في مدارس تحفيظ القرآن الكريم في المساجد فتحتضنه طفلا وتعلمه تلقينا وخصوصا الحلقات ذات الإمكانات الكبيرة، التي تتمتع بوجود مدرسين متمكنين في حفظ القرآن وتعليمه، وكم من طالب وفق في المدرسة الأولى أن يتعلم القرآن وأن يحفظه ويصبح ممن يتغنى بالقرآن، وهذا يحدث إذا كان هناك متابعة مستمرة من الأسرة وحرص على إيجاد الحوافز للأبناء وحثهم على الحفظ وبل ذلك الدعاء لهم بأن يوفقهم الله لحفظ القرآن الكريم، فحفظ القرآن من الأمور التي توصل الحافظ إلى مكانة عالية في الجنة، فحافظ القرآن يكون شفيعا لوالديه ويلبسهم التيجان يوم القيامة، فقد روى الحاكم من رواية بريدة قوله "من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به، أُلبس والداه يوم القيامة تاجاً من نور ضوؤه مثل الشمس، ويكسى والداه حليتين لا تقوم لهما الدنيا، فيقولان: بم كُسينا هذا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن"، وأخرج أبو داود عن سهل بن معاذ ـ رضي الله عنه - أن رسول الله قال: "من قرأ القرآن وعمل به ألبس الله والديه تاجاً يوم القيامة، ضوؤه أحسن من ضوء الشمس". وهو أيضا أي حافظ القرآن خير الناس لقوله صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) فالمسجد كمدرسة أولى في الإسلام هو مكان انطلاقة الأبناء لحفظ القرآن شريطة أن يتابع الأب وأن يكون هناك مشرفون يركزون على حفظ الأبناء القرآن وتوجيههم التوجيه الصحيح. نسأل الله أن يستمر المسجد في أداء دوره وأن يستفيد الأبناء من التعلم فيه.