برنانكي يقود معركة تحقيق توازن الأسواق بـ 3 عوامل
يوضح الكتاب أن برنانكي يتفق مع خبراء الاقتصاد الكلي في كثير من الاتجاهات، لكنه يختلف عنهم فيما يتعلق بتفسير التفاعلات بين السياسات النقدية وأسواق الائتمان والاقتصاد بصفة عامة.
تولى بن شالوم برنانكي رئاسة مجلس إدارة البنك المركزي الأمريكي بعد ألان جرينسبان، الذي يعد أفضل مدير للبنك المركزي الأمريكي على الإطلاق، والذي قضى في هذا المنصب نحو 18 عاما ونصفا سعى خلالها إلى تحقيق التوازن في السياسة النقدية وأداء الأسواق المالية.
جاء برنانكي إلى منصبه مرتكنا إلى شهاداته الأكاديمية القوية ودراسته المتعمقة للسياسات النقدية وفترة الكساد الكبير التي مرت بها الولايات المتحدة في آخر العشرينيات من القرن الماضي.
يوضح الكتاب أن برنانكي يتفق مع خبراء الاقتصاد الكلي في كثير من الاتجاهات، لكنه يختلف عنهم فيما يتعلق بتفسير التفاعلات بين السياسات النقدية وأسواق الائتمان والاقتصاد بصفة عامة. عندما تعمل هذه العوامل الثلاثة على التنسيق فيما بينها يكون الاقتصاد قويا.
في أوقات اليسر يكون لدى الشركات والمستهلكين ميزانية قوية ودخول أعلى وأصول قيمة، ومن ثم نجد أن معايير الإقراض ترتخي بينما يزداد الاقتصاد قوة بما يدفع نموذج التعجيل المالي، الذي يستخدم لشرح العلاقات بين الأسواق المالية والاقتصادية.
عندما وقعت أزمة الائتمان عام 2007 مصحوبة بمشاكل في أسواق العقارات، استخدم المحللون هذا النموذج ليستعرضوا تأثير الثروة، أي الصلة بين قيم المنازل ومعدلات الإنفاق المتزايدة.
يسعى برنانكي إلى إدخال مجموعة من التغيرات تتلخص في استهداف التضخم واستخدام مزيد من النماذج والدراسات، وتقييم المخاطر المرتبطة بتطبيق بعض السياسات، ويعتقد أن زيادة سعر الفائدة بنسب صغيرة تدريجية هو الطريقة المثلى للحفاظ على الاستقرار المالي والتحكم في أسعار الفائدة على المدى البعيد.
يتفق هذا مع اقتناعه باستهداف التضخم المرن واتخاذ إجراءات قوية عندما تكون المخاطرة كبيرة. للخروج من مأزق رد الفعل السلبي المتتالي عندما تنخفض معدلات الإقراض وأسعار الأصول والنمو الاقتصادي يمكن للبنك المركزي تخفيض سعر الفائدة لدفع واحد من هذه العناصر الثلاثة إلى معدلات معقولة.
ولإدارة المخاطرة بصورة أفضل، سيكون على الحكومات أن تجمع بين الهيئات التنظيمية وهيئات حماية المستهلك، على ألا يمنع هذا الجمع عملية تطوير أدوات واستراتيجيات مالية جديدة. والواقع أن برنانكي تولى منصبه في وقت كانت فيه أزمتا التضخم والائتمان قد انفجرتا، لكن البنك المركزي الأمريكي لا يمكنه خوض هاتين المعركتين في وقت واحد.
بعض خبراء الاقتصاد يقرون الطريقة التي يدير بها برنانكي هاتين المعركتين، إلا أنه تلقى كثيرا من النقد فيما يتعلق بالتواصل، حيث إن عديدا من المهتمين بشؤون البنك المركزي الأمريكي لا يصدقون أنه يقول ما يفعل.