اقتصادياً.. يا أمير الشباب
مما لا ينكر التطور النوعي في شؤون الرياضة في المملكة وبنيتها الأساسية التي عملت عليها الدولة ورعتها حتى جعلتها في مصاف متقدمة سواء في التجهيزات الأساسية أو التنظيمية، حتى شيدت الملاعب الرياضية المختلفة وافتتحت الأندية في نظام مؤسساتي متحضر، وذلك في أرجاء الوطن وفق أحدث التجهيزات والتنظيمات. ومع هذا التطور ومحاكاة الواقع وبيئة الاقتصادات المتقدمة وتغير المفهوم في كون الرياضة غدت مورداً اقتصادياً وصناعة شأنها شأن السياحة وغيرها من قطاعات الاقتصاد، أخذت المملكة بهذا النهج ليطبق مفهوم التخصيص في بعض الشؤون الرياضية ونشاطاتها. إن الهدف من الأخذ بمبدأ التخصيص ولو كان تخصيصاً جزئياً وتحكيم الأرباح والخسائر هو الرفع من كفاءة استغلال الموارد وفاعلية الإنتاج وزيادة في النوعية، ولذا فإن تطبيق مفاهيم القطاع الخاص سواء في التسويق أو تقليل التكاليف ورضا العميل كلها من محاور نجاح التجربة ولذا من المنتظر أن يعتنى بعناصر النجاح تلك.
وفي المملكة وعلى الرغم من حداثة التجربة إلا أن الأندية والأهم الرعاية العامة للشباب قطعت شوطاً جيداً في هذا المجال غير أن هناك جوانب تكاد تكون بديهية لم تنل القدر الكافي من التطبيق، فمثلاً جانب تسويق الرياضة وضمان دخل الأندية هي من الملاحظ فيها مثل هذا القصور. وعلى سبيل التمثيل فقط لماذا لا ترقم مقاعد الجلوس والتذاكر في الملاعب أو شراء تذاكر المباريات في بداية الموسم أو حتى شراء تذاكر للنهائيات دون تسمية للفريق وغيرها من الأساليب التي ما زلنا في واقعنا آخذين بالنهج القديم منها.
إن الملاعب والاستادات الرياضية والمناسبات الرياضية هي مصدر اقتصادي مجد في دول العالم المتقدم لدرجة أن بعض الملاعب صارت وجهة سياحية ومزاراً للسياح من دون وجود مناسبة رياضية وذلك بفضل التسويق لتلك المنشآت العملاقة التي لدينا ما يضارعها، في حين أنك لو أردت حضور مناسبة رياضية سعودية خصوصاً التنافسية منها فيجب عليك أن تكون في الملعب قبل ساعات!!! وفي الغالب ستكون في موقع غير مناسب لا يتكافأ ومقدار المبالغ المالية للتذكرة. كل ذلك لأن التذكرة غير مرقمة بأرقام المقاعد ولذا فرضا العميل الذي هو عامل من عوامل نجاح التسويق وبالتالي نجاح التخصيص هنا قد انتفى.
إنني أدرك أن أمير الشباب وسمو نائبه من المضطلعين بفكر نير متحضر وهما من المسؤولين الحريصين على محاكاة الواقع الاقتصادي المتقدم لرفعة هذا الوطن الكبير وبالتالي أملي بهما كبير في دفع عجلة التخصيص ونقل الرياضة من ترفيه فقط إلى صناعة ذات جدوى اقتصادية.
أستاذ العلوم المالية المشـارك _جامعة الملك فهد للبترول والمعادن